"اليوم السابع" ينفرد بأول حوار مع أقدم أسير فلسطينى بسجون الاحتلال.. محمد الطوس: صمودى واجب وطنى.. لا أعرف شيئا عن طوفان الأقصى وفوجئت بقرار الإفراج.. مصر تحمل همومنا والرئيس السيسى أعاد لمصر رونقها

الأحد، 26 يناير 2025 09:00 م
"اليوم السابع" ينفرد بأول حوار مع أقدم أسير فلسطينى بسجون الاحتلال.. محمد الطوس: صمودى واجب وطنى.. لا أعرف شيئا عن طوفان الأقصى وفوجئت بقرار الإفراج.. مصر تحمل همومنا والرئيس السيسى أعاد لمصر رونقها محمد الطوس (أبو شادي) عميد الأسرى الفلسطينيين
أجرى الحوار : محسن البديوي

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

• محمد حسنين هيكل قومى ووطنى وعروبى وقرأت كل مؤلفاته داخل السجن
• مستقبل القضية فى وحدة الفلسطنيين
• الحرية ليست كاملة إلا بتحرير كل الأسرى
• أتمنى أن أرى فلسطين حرة، وأن أساهم فى تعزيز الوحدة الوطنية ودعم قضية الأسرى
• وأقول للأسرى: اصبروا حريتكم قريبة
• دماء غزة ثمنها غالى تبنى دولة وليس مجرد تحرير أسرى

فى حضرة الحرية، تُكتب حكايات الصمود بحبر الألم والكرامة، ويُسطّر التاريخ أسماء أولئك الذين حملوا جراح الوطن فى قلوبهم، وأضاءوا ظلمة الأسر بشعلة الإيمان. هنا، حيث “على هذه الأرض ما يستحق الحياة”، كما قال محمود درويش، نقف أمام تجربة إنسانية فريدة، تجسد وجع الأرض ونداءها الذى لا يخبو، وأحلام شعب لا يزال يقاوم ليكتب حريته بأظافره على جدران الزنازين.

محمد الطوس (أبو شادي)، عميد الأسرى الفلسطينيين، خرج من ظلام السجون بعد أربعين عامًا من القيد مبعداً عن وطنه، ضمن أسماء الأسرى المحررين فى المرحلة الأولى لعملية تبادل الأسرى بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية السبت، 25 يناير 2025، ليحمل إلى العالم رواية النضال الفلسطينى أربعون عامًا كان فيها الصبر سلاحًا، والأمل زادًا، والوطن غايةً لا يطالها النسيان. فى كل لحظة قضاها خلف القضبان، كان يحمل فى قلبه “الجبال الجليلة التى ترفض الانحناء”، كما وصف درويش روح الأرض، ويبث فى رفاقه إيمانًا بأن الحرية ليست هدية تُمنح، بل حق يُنتزع.

اليوم، ومع عودته إلى الحرية، يحمل أبو شادى ذاكرة الوطن، وجراح الأرض، وأحلام الأسرى الذين ما زالت أصواتهم تنادي: “سنكون يومًا ما نريد”. فى هذا الحوار، نفتح معه أبواب الذاكرة، وتجربة نضالية لا تُنسى، ونستمع إلى حكايته التى تنبض بحب فلسطين، وبصمود من آمن أن “القيد يُكسر حين تكون الأرض فى قلوبنا أقوى من السلاسل”.

وفى أول حوار صحفى له بعد خروجه من الأسر وفور نزوله مصر، مبعداً عن وطنه فلسطين، ضمن اشتراطات عملية تبادل الأسرى وإتمام الهدنة، كشف محمد الطوس أبو شادى مشاهد جديدة عن الحياة والحرية والبحث عن الوطن ما بين سجون الاحتلال والإبعاد عن فلسطين قسراً.. وإلى نص الحوار:

- أهلاً وسهلاً بك أبا شادى، بعد أكثر من 40 عامًا فى السجن، كيف تشعر وأنت تعود إلى الحرية؟

الحمد لله على كل حال.. الشعور لا يمكن وصفه بالكلمات. الحرية نعمة عظيمة، لكننى ما زلت أشعر بثقل المسؤولية تجاه إخوتى الأسرى الذين ما زالوا خلف القضبان. الحرية ليست كاملة إلا بتحرير كل الأسرى. 

ولكن من القاهرة أقدم تحياتى لجمهورية مصر العربية الشقيقة قيادة وحكومة وشعبا، واعتزاز لاحتضان القاهرة للأخوة الفلسطينيين المحررين واحتضانها للقضية الفلسطينية عبر التاريخ والوقوف القوى المشرف بجانب الشعب الفلسطينى، ومصر دائما وأبدا وعبر التاريخ كانت هى الدرع الواقى للقضية الفلسطينية، منذ الفراعنة ولن ينسى الفلسطينيون دماء المصريين الطاهرة التى سالت على أرض فلسطين منذ 1948 وحتى اليوم، ومن يقرأ التاريخ لا يخطئ ولا يتوه والتاريخ خير دليل والدور المصرى وكان ومازال وسيبقى حاملا للهم الفلسطينى، منذ أيام صلاح الدين والتتار، وفى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وحتى اليوم.. القضية الفلسطينية فى ضمير الشعب المصرى وقيادته.


- كيف كانت لحظة الإفراج عنك؟ 

لم يكن استقبالنا للنبأ مصدر فرحة أو بهجة، فقد استقبلنا مثل هذه الأخبار كثيراً على مدار 40 عاماً مضت. حتى أبلغونا يوم الأربعاء فجرا ونقلونا لمنطقة النقب لأننا مبعدين عن الضفة وغزة، وغير المبعدين تم نقلهم لعوفر.

 

-كيف تنظر لمستقبل القضية؟

الدم المسال فى غزة لعشرات الآلاف من الشهداء لا يعقل أن يكوّن ثمنا لتحرير الأسرى بل يجب أن لبناء دولة واستقلال دولة وحل سياسى يفضى لبناء دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف،، وما دفعه الفلسطينيون من ثمن كبيراً وغالياً جداً، ويستحق إقامة الدولة الفلسطينية ولكن هناك اتجاهات دولية ظالمة من الغرب والولايات المتحدة الأمريكية، وإذا أرادوا السلام والأمن لدولة الاحتلال فيجب أقامة الدولة الفلسطينية على أراضى المحتلة عام 1967 بما فى ذلك القدس الشرقية العاصمة التاريخية لشعب فلسطين، فلا يمكن إقامة سلام بالدبابات والطائرات وإنما من خلال السلام مع. الشعب الفلسطينى، فالسلام يأتى مع الشعب الفلسطينى الذى يجاور الإسرائيليين وقبلنا أن تكون 22‎%‎ من مساحة فلسطينى التاريخية لنا، و78‎%‎ لدولة اسرائيل وقبلنا ذلك ولكنهم لم يقبلوا

وأرى أن وحدتنا هى الأساس من أجل مصلحة القضية الفلسطينية وأنا ابن فتح، ولكن لست متعصبا لفتح وإنما أقول أن فتح وغيرها وجدت من أجل هذا الوطن والقضية الوطنية أكبر من كل التنظيمات ويجب أن تتوحد كل الجهود لتكون فى مصلحة الوطن وفوق كل المصالح التنظيمية والحزبية. وأتمنى أن يعود لى بصرى لأقرأ وأشاهد وأتابع.


-ماذا تعرف عن طوفان الأقصى الذى وقع فى 7 أكتوبر 2023؟


منذ بداية الحرب فى هذا التوقيت انقطعنا عن أى اتصال مع العالم الخارجى وكان تواصلنا من خلال الأسرى الجدد او من يذهبون للمحكمة ويحدثون عما سمعوا، ولكنها أخبار غير شاملة ولا كاملة ولا مفيدة وكانت الحرب مع الأسرى مادية ومجنونة.

 

-وماذا تعرف عن صفقة الأسرى والهدنة فى غزة؟

حتى الآن لا أعرف التفاصيل أو عدد الأسرى المحررين ولكن سمعت أنها على مراحل.

 

-وهل سمعت بما جرى واستشهاد يحيى السنوار ؟

نعم عرفنا من إدارة السجن والمخابرات الإسرائيلية بالسجون تعمدت فى طلب عدد من الأسرى وإبلاغهم تصفية الشهيد يحيى السنوار، وكان هذا متعمدا وأنا الآن لا أرى ولكن سمعت حكايات وحدثونى عن استشهاده وكيفيته وهذا مصير كل فلسطينى يقاوم الاحتلال.

 

-لنعد إلى البداية، كيف كانت نشأتك وكيف انضممت إلى حركة فتح؟ 
نشأت فى قرية الجبعة، وهى قرية صغيرة فى فلسطين. تربيت فى جو مليء بالقصص عن النضال والثورة. منذ صغرى، كنت أشعر بالظلم الذى يعيشه شعبنا تحت الاحتلال. هذا الشعور هو ما دفعنى للانضمام إلى حركة فتح فى سن مبكرة. كنت جزءًا من المجموعة الأولى التى أسست العمل العسكرى للحركة، وكانت تلك الفترة مليئة بالتحديات، لكنها أيضًا كانت مليئة بالإصرار والأمل. 

 

-فى عام 1985، تم اعتقالك بعد مجزرة تعرضت لها مجموعتك. كيف كانت تلك اللحظات؟ 

- لن أنساها يوم 16 أكتوبر عام 1985, كانت لحظات قاسية جدًا. فقدت فيها رفاقًا أعزاء، وأصبت بجروح بالغة. كنت على وشك الموت، لكننى نجوت بأعجوبة. اعتقلت بعدها، وبدأت رحلة طويلة من الألم والمعاناة. لكننى كنت أعلم أن النضال يتطلب تضحيات، وهذا ما دفعنى للاستمرار رغم كل الصعوبات. 

 

-خلال 40 عامًا فى السجن، ما هى أصعب اللحظات التى واجهتها؟ 

مررت باللحظات الصعبة داخل السجن، وخاصة ضرب واحتلال العراق فى 2003 ثم مقتل المرحوم ياسر عرفات ووفاة زوجتى فى 2014 وهناك محطات كثيرة مؤلمة ولكن إيمانى بالله وقضيتى وعدالتها أعطتنى القوة والصبر لتحمل كل ذلك، أولادك ربتهم أمهم وهم جيدين كما يشهد لهم الناس وراضى عنهم وربنا يعينهم على ما هم فيه فى ظل هذه الظروف القاسية، أيضًا، الإصابات التى تعرضت لها جعلت الحياة داخل السجن أكثر صعوبة. لكن الإرادة كانت أقوى من كل الظروف. كنت أعلم أننى أحمل رسالة، وأن صمودى هو جزء من النضال. 

 

- حدثنا عن تجربتك الطويلة فى سجون الاحتلال؟

تجربتى فى سجون الاحتلال هى واجب وطنى قمت به مثل اى إنسان فلسطين مخلص لشعبه ووطنه ودفعت هذه الضريبة بكل رضى وأسال أن يكون الجزاء من عند الله رب العالمين. وأوجه التحية لأبناء شعبنا فى كل مكان وخاصة أهالينا وأخواتنا فى غزة المكلومة والمجروحة والمدمرة على صمودهم الرائع فى غزة رغم الجوع والألم وأسال الله أن يتغمد شهداء فلسطين بواسع رحمته وفسيح جناته.

 

-كيف استطعت الحفاظ على إرادتك وصمودك طوال هذه السنوات؟ 

إيمانى بالله العلى العظيم وعدالة قضية شعبى وروحى المعنوية لم تتبدل ولم تتغير والقناعات هى اساس هذه المعنوية، وما وجدته فى مصر الشقيقة كان حافزا قويا لإزالة بعض الآثار السلبية المتعبة التى خلفها الاحتلال العنصرى والعدوانى ضد مناضلى الشعب الفلسطينى.. وبالتالى الإيمان بالقضية والثقة بعدالة النضال كانتا دافعًا كبيرًا. أيضًا، الدعم من إخوتى الأسرى والتفاف الشعب الفلسطينى حول قضيتنا أعطانى قوة إضافية. كنا داخل السجن نعيش كعائلة واحدة، ندعم بعضنا البعض فى أصعب الأوقات. 

 

- خلال سنوات الاعتقال، قمت بكتابة كتاب "عين الجبل". ما هى الرسالة التى أردت إيصالها من خلاله؟ 

الكتاب كان محاولة لتوثيق معاناة الأسرى وتسليط الضوء على نضالهم. أردت أن يعرف العالم أننا لسنا مجرد أرقام، بل بشر لدينا أحلام وآمال. الكتاب يتحدث عن تجاربنا داخل السجن، عن الإضرابات عن الطعام، وعن المطالبة بحقوقنا الإنسانية. أردت أن تكون هذه التجارب درسًا للأجيال القادمة. 

 

-كيف ترى مستقبل القضية؟

أؤكد أنه لا حل للقضية الفلسطينية إلا من خلال وحدة فلسطينية تكون هى الأساس، وبخلاف ذلك فإن ذلك هو الداء الأساسى الذى ينخر فى القضية الفلسطينية، وأرى أن الأخوة العرب وعلى رأسهم مصر يقومون بكل جهد ممكن للتوصل لحل للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطينى وتضحياته.

 

-كيف كنت تقضى أوقاتك داخل السجن؟

معظمها فى القراءة لكثيرين من الكتاب والمؤرخين قبل أن أفقد بصرى منذ 3 سنوات.. قرأت كل الكتب والمؤلفات التى كتبها المرحوم محمد حسنين هيكل لأنى كنت معجب بكتاباته التاريخية خصوصا منذ عام 1948 ومؤلفاته الهامة التى كنت ادرسها بدقة وعناية فقد رأيت فيه رجلاً قوميا يحب وطنه مصر حبا شديدا والقضية الفلسطينية والعالم العربى وأمثاله موجودين فى العالم العربى، وكان صريحا لدرجة أن هذه الصراحة تسببت فى خصومات كبيرة طوال حياته. وهو قارىء جيد للتاريخ، لأن التاريخ هو الماضى والحاضر والمستقبل.. والمستقبل لنا والله سبحانه وتعالى مع المظلومين والمسلمين وليس الإخوان المسلمين والأحزاب والجماعات الخارجة عن القانون والإطار والعمل العربى.

 

-إذا هل تابعت ما حدث فى مصر؟

نعم تابعت ما حدث فى مصر وخاصة فى 30 يونيو بكل شدة وبكل عناية وتابعت قرار الرئيس عبد الفتاح السيسى الحكيم الوطنى الذى أعاد لمصر رونقها ووطنيتها ولم يبقى هؤلاء الظلاميين من الإخوان على سدة الحكم، واعرف تاريخ الشعب المصرى وتاريخ الاخوان المسلمين الظلامى منذ حسن البنا.

 

-ما هى رسالتك للأسرى داخل سجون الاحتلال؟

اقولك لهم اصبرا وحريتكم صبر ساعات وأيام قليلة.


-كيف تنظر إلى مستقبل القضية الفلسطينية بعد هذه التجربة الطويلة؟ 

القضية الفلسطينية ما زالت حية، وما زال شعبنا يقاوم رغم كل الصعوبات. أرى أن المستقبل يعتمد على وحدة الصف الفلسطينى، وعلى استمرار النضال بكل أشكاله. الشباب الفلسطينى اليوم لديه وعى كبير، وأنا واثق بأنهم سيحققون الحرية التى نحلم بها. ومن هنا أرى أن المستقبل لصالح القضية الفلسطينية ونحن سعداء بموقف الدولة المصرية وعندى أمل فى تغيير المواقف الدولية التى لن تبقى إسرائيل فوق القانون، وأن امريكا شرطى العالم لأن ما يجرى على صعيد الصين وروسيا لن تبقى قطبا واحداً يتحكم فى صالح العالم، والمستقبل لصالح الشعوب المظلومة.

 

-أخيرًا، ما هى تطلعاتك الشخصية بعد هذه الرحلة الطويلة؟ 

أتمنى أن أرى فلسطين حرة، وأن أساهم فى تعزيز الوحدة الوطنية ودعم قضية الأسرى. شكرًا لكم، وأتمنى أن يكون هذا الحوار صوتًا لكل الأسرى الذين ما زالوا ينتظرون الحرية.

WhatsApp-Image-2025-01-26-at-7.29.41-PM-(1)
 
WhatsApp-Image-2025-01-26-at-7.29.41-PM









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة