محمود الجلاد

مسجد مصر الكبير« 2»

الجمعة، 24 يناير 2025 02:20 م


يشكل مسجد مصر هدية عظيمة للشعب المصري والعالم، ويُضاف إلى سجل مصر الحضاري بوصفه إنجازً يؤكد عظمة الأمة ويُعد من أبرز المعالم الإسلامية في العاصمة الإدارية الجديدة، وهو ليس مجرد مسجد للصلاة، بل يمثل صرحًا حضاريًا وثقافيًا يتجاوز حدود العبادة ليكون مركزًا إشعاعيًا للعلم والتنوير. منارته التي تعانق السماء وقبابه الإسلامية الفريدة تجعل منه أيقونة معمارية تجمع بين الأصالة والتقنيات الحديثة، ليصبح نموذجًا رائدًا في تصميم المساجد المعاصرة.

إن الهدف من مسجد مصر الكبير يتجاوز الجانب الديني ليشمل تحقيق التماسك الوطني والعيش المشترك بين جميع أبناء مصر من مختلف الطبقات والمجتمعات. إنه مكانٌ يحمل رسالة إنسانية تسعى لتعزيز قيم التسامح والاعتدال، ليكون مركزًا للقاء والتفاعل بين الثقافات المختلفة ضمن بيئة تعليمية وروحية متكاملة.

يحتوي المسجد على المركز الثقافي الإسلامي ودار القرآن، التي تقدم خدمات تعليمية وروحية متكاملة، إذ يتيح للزوار والمصلين بيئة خصبة للتعلم والتطوير. كما يوفر المسجد مجموعة من الأنشطة العلمية والدعوية التي تشمل المسابقات الدينية والفعاليات الشبابية، إضافة إلى البرامج التدريبية التي تهدف إلى نشر قيم البناء والتمسك بالخير بين الأفراد والمجتمعات.

من خلال هذا الصرح، تتبنى وزارة الأوقاف منهجًا أزهريًا وسطيًّا معتدلًا، يهدف إلى مكافحة الفكر المتطرف وتعزيز الوسطية والاعتدال. يعمل مسجد مصر الكبير على أن يكون منارة للفكر الإسلامي المعتدل، من خلال تنظيم الأنشطة والبرامج التي تدعم نشر الثقافة الإسلامية المستنيرة التي تتماشى مع رؤية الدولة في دعم الوسطية ونشر الفكر المعتدل في شتى المجالات.

تسعى وزارة الأوقاف إلى تطوير دور العبادة وتوفير بيئة إيمانية متميزة للمصلين في جميع أنحاء الجمهورية. من خلال هذا المشروع، تسعى الوزارة إلى إعمار المساجد ماديًّا وعلميًّا وروحيًّا؛ ما يسهم في تحفيز الروح الإيمانية وتعزيز الوعي الديني والثقافي بين المواطنين.

إن مسجد مصر الكبير سيكون منارة للنور والعلم، وسيحمل معاني الرحمة والقيم الإنسانية بين جميع أفراد المجتمع. كما سيعمل على تجسيد قيم الأخلاق الحميدة وشمائل الإسلام الحقيقية، إضافة إلى إحياء دور الكتاتيب والتعليم التقليدي مع تبني أحدث أساليب التعليم.

نسأل الله تعالى أن يجعل مسجد مصر الكبير منارة للعلم والإيمان، وأن يسهم في نشر الحضارة الإسلامية في العالم أجمع. ندعو الله أن يبارك في هذا الصرح ويجعل من جهوده خدمة للمجتمع المصري والأمة الإسلامية.

كل عام والشعب المصري بخير، ونسأل الله أن يظل هذا المسجد داعمًا للنور والتقدم، وأن يحفظ مصر وشعبها من كل سوء.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب