قولا واحدا، اتفاق وقف إطلاق النار في غزة انتصار لصمود الشعب الفلسطينيين، رغم المعاناة التي امتدت لنحو 15 شهرا، من القتل والدمار والقصف وأعمال الإبادة الجماعية، وكذلك لصمود المقاومة ، وايضا انتصار للدولة المصرية وإصرارها على عدم تصفيتة القضية الفلسطينية، وعدم تهجير الفلسطينيين.
لأن الحقيقة المؤكدة التي لا ينكرها إلا جاحد أو مُغرض، مصر هي من رفضت ولم تنتظر لا يوم ولا اثنين وإنما خرج رأس الدولة الرئيس السيسى وأعلانها واضحة وحاسمة أمام العالم كله ومن ينسى لقائه مع وزير الخارجية الأمريكي بلينكن، وكذلك مخرجات أو قمة القاهرة للسلام التي عقدت بعد 24 ساعة من بدء الأزمة لتعلن مصر من خلال الخطوط الحمراء وموقفها دون انتظار أومزايدة.
الأمر الآخر، هذه الحرب أثبتت أن القوة العسكرية ليست هي الحل.. وإن إسرائيل رغم كل هذه أعمال الإبادة لم تستطع تحقيق هدفها الأول وهو إعادة الرهائن إلا بالتفاوض، وأن كل خططها في فصل شمال القطاع فشلت مع مشاهد عودة الفلسطينيين إلى منازلهم المدمرة من القصف والنسف وتفخيخ البراميل وإنشاء السواتر الترابية، وإقامة الأبراج والمواقع العسكرية ..
وأيا كان الأمر، فإن ما حدث بادرة أمل، لكن علينا أن لا ننسى سياسة المكر والخداع وسياسات الكذب والتضليل التي دائما يتبعها الكيان الصهيوني ومن ورائه الغرب والولايات المتحدة، لأنه لا وعد ولا عهد لهم، خاصة أن ممارسة إسرائيل وعدوانها المتواصل يؤكد حالة الفشل وبحثها عن أي مخرج لتغطية هذا الفشل وإيجاد أي مُبرر للبقاء، خاصة أن الحكومة تعلم جيدا أن مستقبلها مجهول بعد الحرب، وأن هناك انقساما كبيرا في مجلس الحرب والحكومة ما يؤدى إلى تصرفات غير منطقية ومدركة حجم الواقع وما يجرى على الأرض، إضافة إلى حالة التذمر في الشارع الإسرائيلي من الحكومة يجعلها دائما في حالة تخبط واختلاف ما ينتج هذا الانتقام والعشوائية في القصف.
وأن نعلم أن ما ينتصر في النهاية هو من يمتلك التفوق الأخلاقى، حقيقى إسرائيل تمتلك سلاحا وقوة وعتادا عسكريا وتحالفا كبيرا مع قوى عظمى على رأسها الولايات المتحدة ما يعنى - منطقيا - إمكانية انتصارها، لكن هناك حقيقة أثبتتها التجارب السابقة وأكدها التاريخ أن من ينتصر هو الحق والأخلاق.
وما يجب وضعه عين الاعتبار أن الحرب الراهنة أثبتت أيضا أن إسرائيل لا يمكنها أن تعيش بدون الولايات المتحدة، لذا فإن ضعف تحالف إسرائيل وأمريكا يعنى أن إسرائيل ضعيفة للغاية ولن يكتب لها البقاء.
إذن، نستطيع القول، ليس أمام الأشقاء في فلسطين إلا التوحد ليعطوا أولا النموذج لأنهم الأولى بالتوحد لأنهم أصحاب القضية أولا وأخيرا، وثانيا لكى يقطعوا الطريق على من يتحدث عن انقسامهم والاختلاف بينهم ويتخذ ذلك ذريعة للتنصل أو ضرب الوحدة العربية فى مقتل حتى لا تتحقق، أو توظيفه لصالح أجندته الخاصة، وهذا كله لا يأتي إلا من خلال العمل الجاد على إعادة ترتيب البيت الفلسطيني من جديد - وبسرعة فائقة - ودون تردد أو حسابات ضيقة، وقتها فقط سيأتى النصر الكامل مهما كانت الأمور وصعوبتها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة