محمود الجلاد

مسجد مصر (1)

الإثنين، 20 يناير 2025 05:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

على أرضٍ أضاءتها الحضارات، وبأيدٍ صنعت المجد؛ يقف مسجد مصر الكبير درةٌ تتلألأ فى قلب العاصمة الإدارية الجديدة، معلنًا عن ولادة معمارية تُحاكى جمال السماء، وسلامٍ يُعانق روح الإنسان.

إنه أكثر من مجرد بناء، بل هو قصة تُروى بلغة الرقى والجمال، ومأذنة تُنادى بالتسامح والرحمة.

يستحق مسجد مصر الكبير أن يكون محطة أساسية لأى زائر لمصر، فهو ليس مجرد تحفة معمارية فحسب، بل شهادة حية على روح التسامح، والمحبة، والعمل الإنسانى التى تتميز به الحضارة الإسلامية، هو مكانٌ للصلاة، وموئلٌ للحضارة، فى كل زاوية من المسجد ينبض التاريخ بروح الحاضر؛ حيث يقف الإنسان بين الماضى والحاضر ليُدرك أن الدين رسالة بناءٍ قبل أن يكون عبادة.

عندما تراه ليلًا يُخيل إليك أن النجوم قد هبطت لترقص حوله، أضواؤه تلمع كأنها همساتٌ تقول: هنا يتجلّى الجمال.. هنا تُولد الحضارة من جديد.

مسجد مصر الكبير ليس مجرد بناء، بل هو شهادة حية على أن الإبداع لا حدود له، وأن القيم الإنسانية يمكن أن تُكتب بلغة الحجر كما تُكتب بالحروف، هو مكانٌ يُعيد للروح توازنها، وللعقل دهشته.

فى خطوة مهمة تؤكد اهتمام القيادة السياسية بتعزيز البنية الدعوية والعلمية فى مصر، وفى إطار الجهود المستمرة لتعزيز الوعى الدينى والثقافى، ودعم جهود التنمية وإعمار العاصمة الإدارية الجديدة؛ شهد "مسجد مصر الكبير" بالعاصمة الإدارية الجديدة يوم الجمعة الموافق 17 يناير ٢٠٢٤م حدثًا مميزًا بإقامة شعائر صلاة الجمعة الأولى من "مسجد مصر الكبير ودار القرآن" تحت إشراف وزارة الأوقاف، وقد شهد الاحتفال حضورًا مكثفًا من كبار رجال الدولة، ورؤساء الجامعات، وكبار المسئولين، ووفود الشباب.

يأتى هذا عقب تصديق السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى (حفظه الله) على نقل تبعية "مسجد مصر الكبير" والمركز الثقافى الإسلامى ودار القرآن علميًّا ودعويًّا من شركة العاصمة الإدارية للتنمية العمرانية المالكة لمسجد مصر ومركزها الثقافى الإسلامى إلى وزارة الأوقاف؛ تعزيزًا للدور الحضارى والدينى للمساجد الكبرى فى مصر، وتعزيزًا لدور "مسجد مصر الكبير" عالميًّا؛ فى خطوة تاريخية تنبئ عن حكمة القيادة السياسية فى اتخاذ القرارات الإيجابية التى تصب فى مصلحة الشعب المصرى العظيم، لتكون الانطلاقة الحقيقية لمسجد مصر الكبير ومركزه الثقافى الإسلامى ودار القرآن الفريدة من نوعها فى العالم، وإن اختيار مفتى الجمهورية لإلقاء خطبة الجمعة الأولى يؤكد مكانة المسجد بوصفه صرحًا دعويًّا عالميًّا.

ويشرفنى أن أتقدم بخالص الشكر الجزيل، والعرفان العميق، والامتنان الوافر لفخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى - رئيس الجمهورية (حفظه الله) على هديته، وقراره الحكيم الذى تفضل فيه بنقل تبعية مسجد مصر الكبير ومركزها الثقافى الإسلامى ودار القرآن علميًّا ودعويًّا إلى وزارة الأوقاف؛ لنستأنف ونستهل العمل فى هذا المسجد، ما يؤكد الدور الريادى للرئيس فى دعم المساجد المصرية.

وسيُنظم مسجد مصر الكبير العديد من الندوات العلمية المتخصصة التى تستضيف نخبة من علماء الدين، والمفكرين، والباحثين فى مجالات مختلفة، تهدف هذه الندوات إلى تعزيز الوعى الدينى والمعرفى بين الشباب، وتسلط الضوء على القضايا المعاصرة من منظور إسلامى معتدل، بل خطة علمية دعوية عالمية شاملة ستعلن عنها وزارة الأوقاف.

إن بيوت الله عز وجل تشهد طفرة غير مسبوقة فى عهد فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى (حفظه الله) سواء من حيث التوسع فى إنشائها أو من حيث الأنشطة الدعوية والعلمية التى تقام بها.

وختامًا.. ومع بداية هذا العام الجديد، وفى شهر رجب الأصم الأصب.. شهر الخير.. وفاتحة ومقدمة شهر رمضان؛ أقدم هذه الكلمات إلى شعب مصر العظيم لنفرح معًا، ولنسعد معًا بانطلاق العمل فى "مسجد مصر الكبير"؛ هذا الصرح الإسلامى البديع الكبير، وبأن يستفتح أداء رسالته المرجوة منه والآمال المنوطة به عليه










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة