أميرة خواسك

التربية والتعليم وحماية أولاد الطيبين

الأحد، 19 يناير 2025 06:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

صُدم المجتمع المصري بما وقع من أحداث وحشية مؤسفة مع الفتاة الصغيرة كرمة الطالبة بإحدى المدارس الدولية بالتجمع الخامس بالقاهرة الجديدة ، وفيما يبدو أن الصدمة ليس للوحشية التي تعرضت لها الفتاة الصغيرة فقط ، ولكن لحدوث الواقعة في واحدة من المداس التي من المفترض أن تكون مثالا في التربية وفي التعليم ، نظراً لما تتقاضاه ويتقاضاه أمثالها من مبالغ طائلة واستبداد بالأهالي بحجة القواعد والانضباط والخدمة المتميزة ، وقد ابتلي مجتمعنا بهذه النوعية مع التغيرات الاجتماعية التي شهدها مؤخرا في العقود الأخيرة ، والتي تعتمد على الشكل الاجتماعي أكثر من الاعتماد على القيم والأخلاقيات الإنسانية والاجتماعية ، وقد وقع الأهالي فريسة لتلك المدارس التي تحولت إلى وسيلة لاستنزاف الأسر التي تسعى كي يحصل أبنائها على قدر من التعليم يمكنهم من اللحاق بسوق عمل متميز .

في المقابل اكتفت الجهات المسئولة عن هذه المدارس بمراقبة شكلية وفرت لتلك المدارس المناخ المواتي للتمادي في الأخطاء الفادحة، ومنها ما حدث مع الطالبة كرمة أحمد تيسير التي هزت واقعة الاعتداء عليها كل وسائل الإعلام المحلية والأجنبية ووسائل التواصل الاجتماعي ومن قبلهم هزت قلوبنا وأوجعتها على تلك الصغيرة البريئة التي استودعتها أسرتها مدرسة من المفترض أنها تضمن كل وسائل التربية والإنضباط والحماية الآمنة للطلاب فيها ، فإذا بها تتعرض لضرب وحشي داخل حرم المدرسة دون أمن أو إشراف أو إدارة أو نخوة من بقية الطلبة الذين وقف معظمهم يتفرجون دون اكتراث ، والباقي يقوم بالتصوير ، ولعل هذا هو أخطر ما بهذه الواقعة الكارثية ، والأخطر منها هذا الغياب الكامل والمريب لتواجد أي مسئول من إدارة المدرسة من مدرسين إو إداريين أو أمن وهو ما يعني الغياب التام بل الغيبوبة  .

بعد كل هذا يخرج بيان هزلي من المدرسة يدينها أكثر مما يبرأها ، خاصة بعدما خرج والد الفتاة موضحا أن الاتصال الذي تلقاه بنبأ ما حدث لابنته كان من زميلة لها ، وليس من إدارة المدرسة كما جاء في البيان ، وقد استعانت المدرسة بتقرير لطبيبة ذكرت فيه كما يقول الأب أن الفتاة تعاني من كدمة في الرأس نتيجة الارتطام بالأرض ، أي أن النية مبيتة لتزوير التقرير وتمرير الواقعة بغير ما حدث فيها ، وهذه كارثة أخرى فبدلا من الإسراع بحماية الفتاة أو إسعافها ، على العكس تماما أسرعت المدرسة لترتيب الأوراق وتستيفها .

أنا لا أقول هذا من أجل ( كرمة ) فقط وإن كانت تستحق ، ولكن من أجل كل طالب وطالبة استأمن أهلهم مدارسهم واستودعوهم فيها ثم تعرضوا لانتهاك بسبب غياب الضوابط والحماية والتربية ، قصة كرمة ليست جديدة ، فكثيراً ما رأينا أبناء رجال أعمال أو ذوات سلطة أو نفوذ أو مال يتجبرون ويفسدون ويتسلطون على أبناء الناس الطيبين ممن فضلوا العيش في سلام ، وكثيراً ما تناولت الدراما مثل هذه الوقائع ، ففي السينما العالمية رائعة ألباتشينو scent of woman ، وفي الدراما المصرية رائعة أسامة أنور عكاشة ( ضمير أبلة حكمت . سيظل الصراع بين الخير والشر بين من علموا أبناءهم وقاموا بتربيتهم على الأخلاق والخير والأدب، وبين من علموا أبناءهم البلطجة وقذارة اللسان وسوء التربية وسوء الأخلاق ، سيظل هذا موجود ، وذاك موجود فهذا حال الدنيا ، ولكن المعيار الحقيقي هو السلطة القوية والإدارة الحازمة والقانون الذي يسري على الجميع ، والذي يحمي أبناء الناس الطيبين من أبناء من لا وقت لديهم للتربية ومن مدارس لا يهمها سوى جنع المال وترتيب الأوراق ، وهذا أيضا اختبار لسياسة وزير التعليم محد عبد اللطيف لإعادة الانضباط إلى مدارسنا وإعادة التربية للتعليم .










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة