أمل الحناوى

ونجحت مصر فى فرض "اللآت الثلاثة"

السبت، 18 يناير 2025 11:27 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

على ما يبدو فإن الأقدار شاءت بأن الجرح الفلسطينى سيلتئم بعد معاناة كبرى طيلة أكثر من (١٥) شهراً من القصف الإسرائيلى العنيف، جرح غائر كُنا نعتقد أنه لن يلتئم أبداً، لكننا من شدة فرحتنا بعودة الهدوء لقطاع غزة نستشعر بأن هذا الجرح سيلتئم، وأن الأمور ستتغير وستنتهى الحرب دون رجعة، وسيعود النازحون الفلسطينيون من شمال غزة إلى منازلهم، سيجد الأطفال علاجهم وطعامهم وسينتقلون من العيش فى خيام مُتهالكة إلى منازل آدمية بعيداً عن برد الشتاء القارص، سيهنأ أهالي غزة بالعيش الكريم فى أراضيهم بعد أن فشل مخطط تهجيرهم فشلاً ذريعاً، وفشلت محاولات "بنيامين نتنياهو" رئيس الوزراء الإسرائيلي لتصفية القضية الفلسطينية فشلاً أقرب إلى الانتكاسة.

خيبة أمل أصابت مؤيدى انتشار رقعة الصراع فى منطقة الشرق الأوسط، وبالتأكيد هُما من وزراء الحكومة الإسرائيلية وهما ( إيتمار بن غفير _ وزير الأمن الإسرائيلي) و(بتسلئيل سموتيرتش _ وزير المالية)، يهددان بالاستقالة من الحكومة فى حالة إتمام اتفاق الهدنة مع حركة حماس وإسقاط حكومة نتنياهو، هذا شأنهما، لكن _ على ما يبدو _ فإن التيار المقابل كان أقوى منهما، فقد تدخل الرئيس الأمريكى المٌنتخب "دونالد ترامب" وأرسل مبعوثه لشئون الشرق الأوسط "ستيف ويتكوف" الذى كان قوياً وصلباً فى إحكام سيطرته على صانعى القرار فى إسرائيل ونجح فى فرض كلمته وضغط ضغوطاً قوية على "نتنياهو" لكى يرى اتفاق الهدنة قائماً خلال أيام معدودة وقبل بداية المدة الرئاسية لـ "ترامب" وحلف اليمين وتحديداً قبل (20 يناير الحالي).

العالم يتحدث عن الدور المصرى المساند على طول الخط للقضية الفلسطينية وتحديداً منذ بداية الأزمة التى تفجرت بعد أحداث ( 7 أكتوبر 2023 )، سريعاً "مصر" دعت لعقد مؤتمر القاهرة للسلام بالعاصمة الإدارية الجديدة، واستضافت العديد من الدول العربية والأوروبية والدول المعنية بأمن منطقة الشرق الأوسط وأعلنت فيه عن مُحددات السياسة الخارجية المصرية التى لا يمكن أن تحيد عنها مهما تعرضت لضغوط ومهما نالها حملات هجوم غير شريفة وغير محايدة، وهى أنه ( لا أمن ولا سلام ولا استقرار فى منطقة الشرق الأوسط إلا بحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية بإعلان دولة فلسطينية مُستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على أراضي ما قبل 5 يونيو 1967 _ ضرورة بذل الجهود للوصول إلى صيغة جادة لتسوية الصراع الحالى فى فلسطين بناء على حل الدولتين تعيشان جنباً إلى جنب _ على المجتمع الدولي أن يتحمل مسئولياته تجاه حماية الأشقاء الفلسطينين ويعيد الحق المشروع لأصحابه _ الوقف الفورى المُستدام للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة _ ضمان إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة دون قيد أو شرط أو عقبات إسرائيلية _ التأكيد على اللآت الثلاثة وهى "لا للتهجير ولا لتصفية القضية الفلسطينية ولا لسياسة العقاب الجماعى" ) .

بكل أمانة نقول، إن "مصر" رفضت الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولى وقرارات محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، وحذرت من اتساع رُقعة الصراع فى الشرق الأوسط، وحذرت من ازدواجية المعايير فى الحكم على قضايا الشرق الأوسط من جانب المنظمات الدولية التى تقف عاجزة عن فرض العدل والحق على جميع الدول _ كبيرة وصغيرة _ حتى لا يختل ميزان العدالة الدولية .. "مصر" قدمت مساعدات إنسانية تعدت الـ ( 80 ٪؜ ) من حجم المساعدات التى دخلت غزة .. "مصر" عالجت وما زالت تعالج المصابين من أهالي غزة ومستشفيات مصر شاهدة على ذلك بوجود المصابين الفلسطينيين حتى الآن فى عدد كبير من المستشفيات ليس فى سيناء فقط بل فى القاهرة والدلتا والصعيد أيضاً.

عزائى للأشقاء الفلسطينيين على ما استشهد منهم، خالص دعواتى للمصابين بالشفاء العاجل، شكرى العميق للقيادة المصرية المُتمثلة فى فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي على دوره الذى لا يمكن إغفاله أبداً ليس فقط فى مساندة القضية الفلسطينية بل فى التصدى للتعنت والتعسف والإجرام الإسرائيلي.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة