الموت البطيء(3).. مرضى السرطان يكافحون من أجل الحياة في غزة.. المنظومة الصحية عاجزة عن تقديم العلاج الكيماوى والإشعاعي والأدوية.. تدمير مستشفى الصداقة زاد من أوجاعهم.. و12500 ينتظرون العلاج خارج القطاع

الخميس، 16 يناير 2025 07:00 م
الموت البطيء(3).. مرضى السرطان يكافحون من أجل الحياة في غزة.. المنظومة الصحية عاجزة عن تقديم العلاج الكيماوى والإشعاعي والأدوية.. تدمير مستشفى الصداقة زاد من أوجاعهم.. و12500 ينتظرون العلاج خارج القطاع مرضى السرطان في غزة
كتب أحمد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

** مرضى سرطان بغزة: لا نستطيع إجراء مسح ذري لعدم توافره بالمستشفيات

** مدير مستشفى الصداقة: 35 إلى 40% من مرضى الأورام يحتاجون لعلاج إشعاعي ولا يتوافر بالقطاع

** مدير مؤسسة مختصة بمرضى السرطان: حياة المريض في خيمة مصنوعة من النايلون يعد كارثة على صحته

** مريضة سرطان: نتناول أدوية دون العودة لأطباء مختصين لعدم قدرتنا على التنقل بين المستشفيات

** عائلة أسماء اللوح مشتتة بين الزوج في غزة والأم تبحث عن علاج لابنتها المريضة السرطان خارج القطاع

** مدير مستشفى الرنتيسي: نحتاج إلى إدخال أخصائيين في كل المجالات للقطاع لعلاج المرضى

 

قهر وألم، توتر ورعب وقلق كل يوم بل وكل ساعة، يعيشه سكان قطاع غزة منذ بداية العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023، مع سماع صوت الطائرة الزنانة أو طائرة كواد كابتر، بجانب القنابل التي تسقط يوميا على أهالى القطاع سواء في مخيمات النزوح أو مراكز الإيواء، بجانب حالة المجاعة ونقص المياه الصالحة للشرب، يضاف إلى ذلك آلام المرض التي يعشها آلاف المواطنين الفلسطينيين في ظل انهيار المنظومة الصحية، ونقص الدواء والمستلزمات الطبية، وعلى رأس هؤلاء المرضى هم مرضى السرطان.

في الحلقتين الأولى والثانية في ملف "الموت البطئ"، استعرضنا معاناة مرضى الفشل الكلوى، إلا أن هناك ألم وأوجاع يعانيها مرضى السرطان، الذين يزيد عددهم عن 12 ألف مريض الذين سجلتهم المنظومة الصحية، بينما هناك مئات من الحالات لم تستطع مستشفيات القطاع تشخصيهم نتيجة تدمير القطاع الطبي، وأحد تلك الأوجاع يتحدث عنها المواطن الفلسطيني، فايق الزيبق، الذي اكتشف مرضه بالسرطان خلال العدوان الإسرائيلي، في ظل انشغاله في تدبير الطعام لأسرته وجلب المساعدات والنزوح من مكان لأخر هربا من قنابل طائرات الاحتلال ورصاص جنوده.

 

اقرأ أيضا:

الموت البطيء (2).. الاحتلال يحرق أجهزة الغسيل الكلوي.. حرمان 600 مريض من العلاج في مستشفى يوسف النجار بعد تفجيره.. 60 حالة معرضة لخطر الوفاة في أي لحظة.. وتراكم السموم ومضاعفة الخطورة بسبب تقليص ساعات الغسيل

 


فايق الزيبق هو واحد من بين 12,500 مريض سرطان يواجهون الموت وبحاجة للعلاج، وفقا لما أعلنه المكتب الإعلامى الحكومي في غزة في 8 يناير الجاري، فيما يؤكد تقرير الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني الصادر العام الماضي، أن مرضى السرطان الذي يتم تشخيصه سنويا في غزة يزيد عن 2000 حالة سرطان جديدة منهم أكثر من 100 حالة سرطان بين الأطفال والحالات المشخصة في السنوات السابقة لم تتلق العلاج لعدم توفره ويتوقع وجود حالات جديدة لم يتم تشخيصها بسبب ما تعانيه المستشفيات ومراكز الرعاية من نقص حاد في الكوادر والأدوات والمواد التشخيصية والاكتظاظ الحاد في هذه المراكز.

فايق الزبيق
فايق الزيبق


قصة فايق الزيبق بدأت في البداية بألم في صدره الأيمن، لم يكن يعبأ به، وسط المشاهد المروعة التي يراها يوميا سواء أشلاء جثث منتشرة في الشوارع التي يسير عليها نازحا من مخيم إلى مخيم أخر، أو أنقاض المنازل التي وصلت لعشرات الآلاف، وفقدان العائلة والأصدقاء والأحبة الذين أصبحوا ما بين الشهداء أو الجرحى، أو صعوبة الحصول على الطعام في ظل نقص المساعدات التي يسمح الاحتلال بمرورها للقطاع، حتى أخبره الطبيب بأن سبب الألم بأن لديه ورم في الجهة اليمنى في الصدر يتطلب ضرورة استئصاله.

تقرير طبي للمريض فايق الزيبق
تقرير طبي للمريض فايق الزيبق

 

أصبح فايق الزيبق أمام رحلة كبيرة من المشقة، حيث النزوح المتكرر من مدينة لأخرى، ومعاناة البحث عن الطعام والشراب له ولأسرته، بجانب تحمل الألم لفترة ليست قصيرة، في ظل عدم قدرته على السفير خارج القطاع لإجراء العملية الجراحية واستئصال الورم.

ويقول فايق الزيبق، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن قصة معاناته قصة مؤلمة وطويلة، بدأت خلال فترة الحرب عندما شعر بألم شديد في الجانب الأيمن من صدره لكن لم يكن يهتم بهذا الألم، لانشغاله بأهوال الحرب والدمار والقتل الذي يشاهده يوميا بعينيه، والخوف المستمر على نفسه وأسرته من الاستهداف، بجانب صعوبة نقل المياه وشحن الهواتف وتعبئة المياه الصالحة للشرب.

ويضيف "الزيبق"، أن الألم زاد عليه مع مرور الأيام لدرجة لم يتحملها مما جعله يسعى للذهاب لأقرب مستشفى لإجراء الفحوصات والتحاليل، متابعا :"بعد أن أجريت صورة C.T تبين أن لدي ورم في الجهة الأيمن من صدري في الرئة، وقدمت على تحويله عن طريق وزارة الصحة الفلسطينية، وافقوا عليها وأصبح ملفي في منظمة الصحة العالمية في مكتب غزة.

تقرير طبي للمريض فايق الزيبق
تقرير طبي للمريض فايق الزيبق

 

ويتابع :" لا زلت انتظر دوري للخروج من قطاع غزة لإجراء العملية الجراحية استئصال الورم، خاصة أن الألم يزيد بشكل كبير خلال الفترة الراهنة"، قائلا :"والله ما بنام الليل نتيجة ضغط الورم على أعصاب الرئة كنت أتمنى أن أخرج من القطاع للعلاج المرة الماضية ولكن لم يكن لى نصيب".

ويقول فايق الزيبق، إن هناك معاناة أخرى تتمثل في أنه قبل إجراء العملية الجراحية يحتاج إلى إجراء مسح ذري، وجهاز المسح لا يوجد في أي مستشفى داخل قطاع غزة، وأنه يحاول أن يتواصل مع أطباء من خارج غزة لمعرفة مصير هذا الورم، متابعا :" أحتاج إجراء العملية الجراحية في أسرع وقت خاصة أن الأطباء خارج غزة أكدوا ضرورة ألا يتأخر على إجراء العملية الجراحية حتى لا تسوء حالته".

ويتابع :"حاليا انا أعيش فقط على المسكنات ولكن لفترة قصيرة، وهذه المسكنات دمرت صحتي، وهناك معاناة أخرى ترافق الألم، وهي رحلة المواصلات التي أقطعها من دير البلح المكان الذي أسكن فيه إلى مستشفى مجمع ناصر، حيث يستغرق الطريق ساعتين لزحمة الطريق والخيم، وهذا الطريق كان يستغرق ربع ساعة فقط قبل الحرب، وحاليا انتقلت لقسم الأورام على المستشفى الأوروبي وهي مستشفى أبعد من مجمع ناصر الطبي مما يزيد من معاناتي".

 

النسبة الأكبر لوفاة السرطان في فلسطين للذكور بنسبة 55 %

وفي تقريرين صادرين عن الجهاز المركزى للإحصاء الفلسطيني حول مرضى السرطان في غزة، عن عامي 2022 أي قبل العدوان بعام، وكذلك عام 2023 وهو العام الذي شهد الحرب، أكد فيه أن مجموع حالات السرطان الجديدة في فلسطين عام 2022 بلغ 5455 بمعدل حدوث 108,2 لكل 100000 من السكان، وهو زيادة عن عام 2021، حيث كان العدد 5320 مما يؤكد زيادة سنوية بلغت 2,5 % .

مرضى السرطان في غزة
مرضى السرطان في غزة

 

وأشار الجهاز المركزي الفلسطيني، أنه في عام 2022 تم الإبلاغ عن 2047 في غزة، معلنا حالات السرطان المسجلة حسب الجنس ، حيث الإناث 2876 بنسبة 52,7 % بينما الذكور 2579 بنسبة 47,3 %، وكان السرطان الأكثر شيوعا في غزة هو سرطان الثدي بـ 934 ، ثم سرطان القولون والمستقيم يليه سرطان الرئة، وفي غزة هناك 394 حالة سرطان ثدي بينما سرطان القولون 220 حالة جديدة وسرطان الرئة 152 ، وبلغ حالات الوفيات في فلسطين بسبب السرطان في 2022 حوالي 2147 حالة بينهم 314 حالة في غزة، وكانت النسبة الأكبر لوفاة السرطان في فلسطين للذكور بنسبة 55 % .

الهرم السكانى الفلسطيني
الهرم السكانى الفلسطيني

 

مرضى السرطان محرمون من الحصول على الخدمة من مستشفى الرنتيسي منذ نوفمبر 2023

مستشفى الرنتيسي، كانت إحدى المستشفيات الرئيسية التي تقدم العلاج لمرضى سرطان الأطفال قبل العدوان، حتى جاء الاحتلال ودمرها بشكل كامل ومنع المرضى من تلقى العلاج، فمنذ أكثر من عام والمستشفى مدمرة وأصبحت خارجة عن الخدمة، وهو ما يؤكده الدكتور مصطفى الكلحوت، مدير المستشفى، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، مشيرا إلى أن الاحتلال دمرها بالكامل في شهر نوفمبر 2023 بشكل كامل.

ويضيف مدير مستشفى الرنتيسي، أنه منذ نوفمبر 2023 ولم يتلقون أي حالات مرضية وهو ما زاد من معاناة مرضى سرطان الأطفال بشكل كبير، خاصة أن المستشفى كانت تقدم الخدمات لآلاف الأطفال الذين أصبحوا محرومين من العلاج الضروري لصحتهم منذ شهور عديدة، مما يؤثر بشكل سلبي على صحتهم.

ويوجه "الكلحوت" رسالته للعالم قائلا :"العالم أغلق عينيه وأصم أذنيه، ولم يعد هناك منظومة صحية في غزة لإنقاذها، بل يجب إعادة بناء المنظومة الصحية، ويجب إدخال أخصائيين في كل المجالات وإدخال أجهزة وأدوية ومستلزمات طبية".

 

معاناة مرضى السرطان في غزة
معاناة مرضى السرطان في غزة

 

وفى تقرير الجهاز المركزى للإحصاء الفلسطيني بشأن احصائيات مرضى السرطان في 2023 وهو عام العدوان، تم تشخيص ما يزيد عن 2000 حالة سرطان جديدة في غزة منهم أكثر من 100 حالة سرطان بين الأطفال، ولم تتلق العلاج لعدم توفره ويتوقع وجود حالات جديدة لم يتم تشخيصها، لافتة إلى أن عدد السرطان من الرجال 1858 بينما في النساء 1732، وعدم انخفاض معدلات الوفاة للمصابين عن السنوات السابقة.

وبحسب تقرير الجهاز المركزى للإحصاء الفلسطيني، فإن هناك 1187 حالة سرطان في الفئة العمرية فوق 64 سنة، و135 حالة في الفئة العمرية دون 15 سنة ، ويعد سرطان البروستات والرئة الأكثر شيوعا في الذكر، كما أن معدل الإصابة بسرطان الأطفال حوالي 130,4 حالة لكل ميون طفل، مؤكدا أن هناك 5 أنواع من السرطانات المسجلة وهم سرطان الثدي وسرطان القولون والمستقيم وسرطان الرئة والصبات وسرطان الغدة الدرقية واللوكيميا .

عدد الحالات المرضية للأمراض غير السارية في غزة
عدد الحالات المرضية للأمراض غير السارية في غزة

 

حنان التتر.. مريضة سرطان حال الاحتلال دون حصولها على العلاج في غزة
 

حالة أخرى لمدرسة فلسطينية متقاعدة عانت لمدة 16 عاما من الألم بعد اكتشاف إصابتها بمرض خطير عام 2008، وهو نفس العام الذي شهد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ومن هنا كانت الصدمة، حيث الإصابة بمرض السرطان بجانب القصف المدمر من قبل الاحتلال على القطاع والذي استمرت لـ 23 يوما، منذ نهاية ديسمبر وحتى 18 يناير 2008، لكن لم تكن تعلم أن هذا المشهد سيتكرر بطريقة أصعب وأشد بشكل كبير بعد مرور 16 عامًا في ظل ارتكاب الاحتلال جريمة إبادة جماعية في القطاع منذ 7 أكتوبر 2023، وهي الحرب الأطول على غزة، بينما لا زالت تعاني من نفس المرض، وهذا هو ملخص المأساة الصعبة التى تعيشها المدرسة الفلسطينية حنان التتر، مريضة السرطان المقيمة في شمال غزة.

تحكى حنان التتر، بداية الإصابة بالمرض، قائلة في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن رحلة المعاناة بدأت في شهر فبراير عام 2008 حينما شعرت في مغص شديد في بطنها، وحينها وصف لها الطبيب علاج مؤقت لكن دون جدوى، بينما الألم يزداد يوما بعد يوم، متابعة :"مع الأيام ذهبت لطبيب باطني مختص ووجد أن الأدوية لا لزوم لها، وأجريت الفحوصات واكتشفت أنني مريضة سرطان وحولوني لعملية منظار في الأمعاء للتأكد ومن ثم اجريت عملية في القولون وتم إزالة جزء منه ".

التقرير الطبي للمريضة حنان التتر
التقرير الطبي للمريضة حنان التتر

 

"بعد إجراء العملية الجراحية، استكملت العلاج بجرعات كيماوية في مستشفى الشفاء الطبي، حتى عام 2014 حيث اكتشفت أن المرض انتشر في الغدة الدرقية وتم إزالة الغدة الدرقية نهائيا"، هنا تكشف حنان التتر، التداعيات الصعبة لصحتها بعد انتشار المرض، مضيفة :"تم تحويلي إلى مستشفى الأهلي في الخليل لأخذ جرعة اليود وكنت اتابع باستمرار لأخذ الأدوية العلاج في الضفة الغربية".

كما تكشف المدرسة المقيمة في شمال غزة، تأثير العدوان الإسرائيلي الأخير عليها وزيادة معانتها مع المرض بسبب الحصار المفروض على القطاع وانهيار المنظومة الطبية والنقص الشديد في الأدوية، قائلة :"قبل العدوان الأخير كنت أتابع في الضفة الغربية بمستشفى الأهلي في الخليل مع زوجي الذي كان يرافقني في كل مرة أذهب فيها للضفة، وفي إحدى المرات لم يسمح الاحتلال بذهاب زوجي معي وارجعوه وذهبت لوحدي دون مرافق، وظللت 11 يوما وحيدة خلال حصولى على العلاج وبعدها تم نقلي لاستكمال العلاج في مستشفى هداسا في القدس وبعدها تم المتابعة في مستشفى الرنتيسي في غزة الا أن نقلت المتابعة في المستشفى الصداقة التركي في خان يونس كنت اعاني من بعد المكان لتلقي العلاج ويستغرق الأمر مدة طويلة من الصباح لبعد الظهر، وأحيانا كثيرة لا يتوفر العلاج بسبب نقص في الدعم وهم يقررون التحويلة للعلاج خارج البلد".

وتتابع :"بعد الحرب هدم الاحتلال مستشفى الصداقة التركي وأصبح هناك خط فاصل وهو محور نيتساريم بين الجنوب والشمال وبالتالى لم استطع الذهاب لجنوب القطاع، لأنني لا استطيع السير على قدمى لمسافات طويلة، وأصبح من الصعب الحصول على العلاج وإجراء الفحوصات اللازمة، وتغير الوضع كثيرا وأصبحت لا أعرف أين ألجأ وماذا أفعل؟".

وبشأن طريقة تعاملها مع مرضها في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي، تقول حنان التتر :"في البداية كنت أتناول العلاج المتوفر لدي، ثم لجأت للعلاج البديل في مستشفى خاصة، واشترى العلاج من حسابي الخاص، ثم علمت بوجود عيادة في حي الدرج توفر العلاج لمرضى السرطان ولكن لم يكن جميع الأدوية متوفرة، فكنت أطلب نفس العلاج الذي كنت اتناوله في السابق دون متابعة طبيب خاص لتحديد كمية العلاج وإجراء الفحوصات اللازمة".

وحول تأثير استمرار النزوح من مكان لأخر في شمال غزة على زيادة معاناتها من مرض السرطان تضيف :"تسبب استمرار النزوح في تزايد الألم والوجع، لأن هذا المرض معروف إذا لم يسيطر عليه سينتشر في أماكن اخرى والآن أعاني من آلام في المرارة والمعدة دون السيطرة على هذا الألم من قبل الأطباء المختصين والمكان الذي كنت انزح له لا يوجد فيه عيادات متخصصة، وهناك نقص شديد في العلاجات الخاصة بالسرطان في الشمال".

وتحكى المدرسة الفلسطينية وضع المستشفيات في شمال غزة، خاصة بعد تعمد الاحتلال استهدافها واقتحامها عدة مرات، قائلة :"ما في مستشفيات خاصة لمرضى السرطان في شمال القطاع ولكن أذهب إلى مستشفى المعمداني، والطبيب الموجود ليس الطبيب المتابع لي ولا يفهم ما هي حالتي ويقوم بإعطائي علاج مؤقت، وكل ما أحتاجه طبيب مختص يعلم حالتي وكيف يعالجني ويعطيني التحاليل والأدوية اللازمة".

وبخصوص تواصلها مع منظمة الصحة العالمية في القطاع للحصول على تحويلة للعلاج خارج القطاع، تقول :" لم اتواصل مع المنظمة لأنه لا يوجد لدي تحويلة من طبيبي المختص وأنا لم انزح إلى جنوب غزة لتسهيل سفري، ولا يوجد أطباء مختصين في الشمال لأن الاحتلال أسر بعضهم والبعض الأخر سافر خارج البلاد".

وتختتم حنان التتر حديثها معنا بصورة مأساوية للأتوبيس الذي كان ينقل مرضى السرطان في شمال غزة من بيوتهم إلى مستشفى الصداقة التركي في القطاع، وقد دمره الاحتلال بشكل كامل، ليحول بين مرضى السرطان ووصولهم إلى أطباء المستشفى للكشف والحصول على العلاج، وتصبح رحلة الذهاب إلى أي مستشفى لمحاولة تخفيف الآلام محفوفة بالمخاطر، قد يذهب المريض ولا يستطيع العودة لمنزله، أو قد تقصفه طائرات الاحتلال ورصاص جنوده قبل أن يصل للمستشفى.

أتوبيس ينقل مرضى السرطان لمستشفى الصداقة التركي دمره الاحتلال - صورة حصرية
أتوبيس ينقل مرضى السرطان لمستشفى الصداقة التركي دمره الاحتلال - صورة حصرية

 

مدير مستشفى الصداقة الفلسطيني يؤكد عدم توافر علاجات كيماوية أو أدوية لمرضى السرطان
 

وفي أخر تصريحات حنان التتر، تطرقت إلى الوضع المتدهور الذي وصل له مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني، حيث تواصلنا مع الدكتور صبحي سكيك، مدير المستشفى المتخصصة في علاج مرضى السرطان، الحالة المذرية للمنظومة الصحية، مؤكدا أن الاحتلال أجربهم على إخلاء المستشفى في 1 نوفمبر 2023 أي منذ أكثر من عام، ومنذ ذلك التاريخ و مرضى السرطان والدم لا يتلقون العلاج إلا اليسير بشكل قليل للغاية.

"منذ أن أجبرنا الاحتلال على إخلاء المستشفى ومرضى غزة كبارا وصغارا لا يتلقون ما يتوجب إعطائه لهؤلاء المرضى، وشهدنا مراحل نزوح مختلفة معروفة للجميع، حيث انتقلنا من مستشفى شهداء الأقصى ثم مستشفى الشفاء ثم مستشفى دار السلام ثم مستشفى أبو يوسف النجار ثم مستوصف خاص فاطمة الزهار ثم في النصيرات كان هناك مركز صحى يقدم بعض الخدمة للمرضى"، هنا يشرح صبحي سكيك في تصريحات لـ"اليوم السابع"، المراحل التي انتقل فيها الطاقم الطبي لمستشفى الصداقة منذ إخلائه بين مدن القطاع لتقدم الخدمة للمرضى .

ويشير صبحي سكيك، إلى أن مرضى شمال غزة من الوادى شمالا لا يتلقون علاج سرطان بالمطلق إلا اليسير ولا يوجد إخصائيين أو عيادات أورام سوى أطباء الباطنة الذين قد يصفون بعض الأدوية لهؤلاء المرضى، موضحا أنه يوجد فقط مستشفى الصداقة التركي بمقره الجديد في جناح مخصوص في المستشفى الميدانى بالمستشفى الأوروبي ووضع المرضى كوضع كل أهالى غزة في ظل المنظومة الصحية المتهالكة والوضع المزري يعجز الكلام عن وصفه .

ويؤكد أنه لا يوجد أدوية كافية للمرضى بالمطلق، قائلا :"يوميا قبل العدوان كنا نحضر للمرضى الأدوية وراجعنا أكثر من 500 مريض ونعطى العلاجات الكيماوية ونحضر علاجات لما بين 147 لـ 157 مريضا ونكتب تحويلات لما يزيد عن 100 مريض يوميا ولكنه كل هذه الأمور ألغيت منذ بداية العدوان الإسرائيلي ولمدة أكثر من عام".

توزيع أعداد المستشفيات في غزة حسب الحالة التشغيلية
توزيع أعداد المستشفيات في غزة حسب الحالة التشغيلية

 

ويوضح أن هؤلاء المرضى يعانون ألما وجوعا وقسوة مرض السرطان بجانب الظروف المعيشية السيئة للغاية، خاصة أن مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني هو المركز الوحيد لعلاج مرضى السرطان في غزة بالإضافة لمرضى الدم مرضى الأطفال الذين كانوا يعالجون في مستشفى الرنتيسي فقط، واليوم لا يوجد مستشفى الرنتيسي للأطفال ولا يوجد مستشفى أطفال وكل المرضى صغارا وكبارا من يتمكن من أن يصل المستشفى الميدانى الأردني في المستشفى الصداقة التركي الفلسطيني المؤقت المتواجد هناك والمشغل بكل كوادرنا ولا زلنا مصرين على تقديم كل الخدمات للمرضى .

ويتابع :"لا توجد العلاجات الكيمائية للمرضى ولا العلاجات الموجهة ولا العلاجات لتركيب بعض البروتوكولات العلاجية المتعارف عليها مثل علاج الكيماوى أو بعض العلاجات المتخصصة لعلاجات أنواع مخصصة من السرطانات"، لافتا إلى أن الأدوية شبه معدومة وما يدخل إلى غزة من وقت لأخر من بعض الوفود الطبية هي الشحيح لهؤلاء المرضى، بجانب عدم وجود أجهزة طبية لازمة بعدما تدمرت داخل مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني والآن لا توجد أجهزة لتحضير البروتوكولات الكيماوية العلاجية، ونحاول أن نحضرها معقدة بقدر الإمكان إذا توافرت بعض هذه الأدوية التي غالبا غير متكاملة".

ويوضح أن المتعارف عليه علميا أن 35 إلى 40 % من مرضى الأورام يحتاجون لعلاج إشعاعي وهذا غير موجود من الأساس في غزة، والمرضى ممنوعين من السفر ومن تمكن منهم من المغادرة هم حوالي 1500 كحد أقصى وقبل 7 مايو أي قبل غلق معبر رفح لم يتجاوز 1200 مرض مريض غادروا وخلال الأشهر الأخيرة من مايو وحتى الآن بضع عشرات هم من تمكنوا من الخروج من القطاع للعلاج إلى الخارج.

ويقول "سكيك" :"لدينا أكثر من 10 آلاف مريض سرطان متواجدين في غزة، وخلال العدوان لم نتمكن من تشخيص سوى عدد قليل من مرضى السرطان ومن المعروف من الناحية الإحصائية سنويا يتم تشخيص أكثر من 2000 إلى 2500 مريض في غزة سنويا وخلال هذا العام لم نتمكن تشخيص هؤلاء المرضى بسبب عدم وجود الإمكانيات الطبية وعدم توافرها في مستشفيات غزة وحتى تشخيص بعض المرضى غير دقيق بالمطلق والوضع كارثي بكل ما تعمله الكلمة من معنى".

ويؤكد مدير مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني، أن مرضى السرطان يتزايدون ويتعرضون لأمراض أخرى مثل الأمراض المزمنة والطارئة ولا يجدون مأوى جيد ومأكل مقبول بجانب اقتصاد مدهور ومتدني والمشكلة متراكمة بجانب أن الرعاية التلطيفية منعدمة لمرضى السرطان، وبعض المرضى يحتاج لعناية مركزة ومتوسطة ورعاية تلطيفية وعلاج الألم وحتى علاج الألم حينما يتوفر القليل منها يعطى لعدد قليل من المرضى حسب الموجود.

ويوجه صبحي سكيك رسالة للعالم قائلا :"دعوة لمؤسسات السرطان والمهتمين بمرضى السرطان والدم بأن يتوجهوا لمرضى غزة لدراسة كيف يمكن أن نقدم خدمات لمرضى السرطان وهناك اقتراح أن يكون هناك مستشفى ميداني في الشمال والجنوب لمرضى السرطان ليتمكنوا من تشخيص وعلاج المرضى وتجهيز هذه الأماكن بما يتوفر من أجهزة ومستلزمات طبية وتوفير العلاجات اللازمة لعلاج السرطان والدم ومشتقاته لأن مرضى الدم لديهم مشكلة كبيرة في توفر الأدوية من عوامل التجلط والتشخيصات المختلفة وهناك صرخة من مرضى السرطان أن تفتح المعابر لهم ويتمكنوا من الخروج للعلاج في الخارج في هذه المرحلة لأنه ليس لدينا قدرة على التشخيص أو إعطاء العلاج بطريقة آمنة للمرضى وهناك وضع شبه كارثي".

ويوضح أن الاحتلال دمر معظم أجزاء مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني، بجانب تدمير الأجهزة المتواجدة فيها وكان الإعلان عن هذا التدمير بمشاهد ومقاطع من قبل جيش الاحتلال نشرها، وهذا المستشفى أصبح ثكنة عسكرية احتلها الجيش الإسرائيلي ولا أحد يستطيع الوصول لهذه المنطقة الآن.

 

وائل إبراهيم.. مواطن فلسطيني تسبب غاز الاحتلال السام في إصابته بالسرطان
 

حالة أخرى تسبب الاحتلال في إصابتها بالسرطان، نتيجة الغازات السامة التي أطلقها على سكان غزة خلال عدوانه في عام 2014، ومنذ ذلك التاريخ وشخص الأطباء حالته الصحية بورم خبيث في الغدة الدرقية، وظل لأعوام عديدة يحاول العلاج، لتعود المعاناة مرة أخرى خلال عدوان إسرائيل الأخير على غزة في 7 أكتوبر 2023، ويعاود الاحتلال قتل الفلسطينيين وتشريدهم وإلقاء القنابل والغازات المحرمة دوليا عليهم، ويتسبب في انهيار المنظومة الصحية، وتزداد معها آلام ومأساة وائل إبراهيم "أبو محمد".

ويكشف "وائل إبراهيم" تفاصيل مرضه ومعاناته في غزة، قائلا في تصريحات لـ"اليوم السابع"، إنه أصيب بمرض السرطان غير الحميد منذ 10 أعوام نتيجة نشوب عدة حروب إسرائيلية على غزة كان أخرها كان 2014، متابعا :"استنشاقنا غازات سامة ممنوعة دوليا، منها الغاز السام والفسفور مما أدى إلى إصابتى بالسرطان الخبيث في الغدة الدرقية".

"ظهرت على رقبتى جهة اليمين أسفل الإذن ورم كبير مما أدى إلى حاجتى للذهاب إلى الطبيب المختص بمستشفى الشفاء الطبي في غزة"، هنا يوضح وائل إبراهيم بداية اكتشافه للمرض، مضيفا :"أجريت عدوة فحوصات وتحاليل وتم إجراء عملية جراحية لاستئصال كيس دهني قطره 6 × 10 سنتيمتر في غزة وبعد نتائج الفحوصات في قسم التحاليل للأمراض المزمنة السرطانية تم اكتشاف أن لدى سرطان غير حميد وخضعت لإجراءات طبية لازمة وتحويلة نموذج رقم 1 للسفر من أجل العلاج في الضفة الغربية.

ويوضح أنه بعد شهرين من الفحوصات الطبية والحصول على تحويلة العلاج ذهب للسفر للضفة في مستشفى نجاح الطبي وخضع لعملية استئصال للورم ومكث في المستشفى شهر ونصف وكانت العملية الجراحية خطيرة وتكللت بالنجاح ".

ويتابع وائل إبراهيم :"الآن حالتى مستقرة وأحصل على الكالسيوم والألفا وأدوية مدى الحياة في ظل هذا العدوان الغاشم، والمرض لا يثنينى نهائيا وأملك عزيمة وإرادة قوية وإيمان بالحياة ولدى أبناء أريد تزويجهم بعدما زوجت ثلاثة من بناتي ولدى رسالة أريد تقديمها لأسرتى ومجتمعى في غزة ".

مستشفى واحد تقدم العلاج الكيماوى في غزة

هنا يقول سامى الجوحو مدير مؤسسة مختصة بمرضى السرطان في غزة، إنه من الصعب للغاية تحديد عدد الشهداء أو الوفيات من مرضى السرطان سواء بسبب قصف الاحتلال أو نقص الأدوية والعلاج نتيجة استمرار العدوان، مؤكدا أن هناك الآلاف من المرضى حصلوا على تحويلات للعلاج خارج القطاع إلا أن غلق إسرائيل معبر رفح منذ مايو الماضي حال دون سفرهم.

"عدد من سافروا للعلاج خارج غزة من مرضى السرطان بعد تحويلة منظمة الصحة العالمية قليلون للغاية، والآلاف في انتظار السفر ويعانون آلام قاسية بسبب استمرار القصف الإسرائيلي والعيش في خيام غير مؤهلة ومهترئة بجانب النزوح بشكل مستمر من مكان لأخر"، هكذا يصف سامي الجوجو في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" من غزة، لافتا إلى أن منظمة الصحة العالمية تسمح بخروج أعداد بسيطة للغاية من مرضى السرطان للعلاج بينما الغالبية العظمى لا زالت في القطاع.

ويوضح المعاناة التي يشعر بها مرضى السرطان في غزة بسبب نقص الأدوية وخروج العشرات من المستشفيات عن الخدمة، بجانب نقص المواد الغذائية، حيث لا يوجد لحوم أو الأطعمة اللازمة لمرضى السرطان، مشيرا إلى أنه لا يوجد سوى المستشفى الأوروبي الذي يقدم علاج كيماوى لمرضى السرطان في القطاع، ولا تتوافر الكثير من الأدوية الضرورية.

ويشرح سامى الجوجو، خطورة حياة مرضى السرطان في الخيام وتأثيرها على صحتهم، مشيرا إلى أن حياة المريض في خيمة مصنوعة من النايلون يعد كارثة كبيرة على صحته، بجانب عدم قدرته على بذل جهد كبير خلال نزوحه المستمر من مخيم لأخر مما يتسبب في تدهور صحته بشكل كبير ومع نقص العلاج والأدوية يجعل الآلاف معرضون للموت .

أسماء اللوح تبحث عن علاج لأبنائها في الخارج

على الجانب الأخر هناك المواطنة الفلسطينية أسماء اللوح وهي أسماء 15 عاما وتامر 12 عاما وكلاهما مرضى سرطان استطاعا الخروج من القطاع قبل غلق معبر رفح، إلا أن تدهور حالة ابنتها أسماء تتطلب السفر لدولة أوروبية لإجراء عملية نخاع بسبب خطورة حالتها الصحية.

أسماء وتامر
أسماء وتامر


تواصلنا مع أسماء اللوح،  التي شرحت حالة ابنتها أسماء قائلة لـ"اليوم السابع" :"ابنتي مريضة مناعة وتحتاج إلى عملية زرع نخاع توجهنا على مصر من خلال تحويلة مرضية".


وتضيف :"أثناء تواجدنا في غزة قبل الخروج من القطاع مرض ابني التاني تامر وللأسف بسبب الأوضاع وقلة الطعام والشراب وسوء التغذية لم استطع علاجه وتمكنا من علاجه في مصر واكتشفنا معه مرض القالون التقرحي ومرض العشا الليلي بالعين اليسرى وضمور بالعين اليمين ومشاكل بالعامود الفقري وحاليا يتواجد في مستشفى جامعة المنوفية في شبين الكوم منذ 7 شهور ومعنا أولادي الأربعة، ولا يوجد زرع نخاع لأبنتي منذ 7 شهور، ونحن في انتظار تحويلنا إلى مكان يوجد به العملية، بينما تامر يحصل على العلاج ولكن مرضه يحتاج إلى علاج مدى الحياة ومرض العشا الليلي لا يوجد له علاج، ونحن بحاجة ضرورية للسفر لدولة أوروبية".


"معاناة أسرتنا داخل غزة صعبة للغاية، حيث قصف الاحتلال بيتا بجوارنا، مما أدى إلي تدمير بيتنا ونحن بداخله مما ت لنوبة هلع وخوف لابنى تامر، ثم نزحنا من غزة إلى الجنوب وكانت أصعب الأيام بسبب العيش في الخيمة وانتشار الأمراض والمجاعة وعدم توفير المكان المناسب لأولادي وعدم توفير الطعام والشرب والعلاج بسبب الأوضاع الصعبة"، هنا تشرح أسماء اللوح حجم معاناة أسرتها داخل القطاع قبل سفرهم، متابعة :" ثم سفرنا عبر نظام التحويلة المرضية لابنتي أسماء لإجراء العملية لها".


وتتابع :"والله العظيم جاءت علينا أيام كان أولادى كلهم يأكلون تمرة واحدة طوال اليوم بسبب نقص الطعام، وفي بعض الأيام كنا نأكل مرة واحدة في اليوم قبل أن يتم توفير بعض المساعدات وكنا نشرب المياه غير الصالحة للشرب بسبب نقص المياه مما أدىلتدهور صحة أبنائي، والحياة صعبة للغاية بالقطاع وهناك نزوح من مكان لمكان بسبب القصف، حيث تعرضنا للقصف عدة مرات خلال النزوح والحمد لله ربنا نجانا وحفظنا في كل مرة وهناك معاناة شديدة في توفير الملابس خاصة في فصل الشتاء، وجاءت علينا أيام لم يوجد بطانية لأولادي وهو ما أدى تعرضهم لعدة أمراض".
أسماء اللوح هي من بين الأسر الفلسطينية التي تشتت شملها، حيث إنها وابنائها في مصر، بينما زوجها في غزة، حيث تقول :"زوجي ما زال في غزة، بينما أنا مع أولادي الأربعة المرضى، حيث لم يسمح للمريض سوى لمرافق واحد وشرط تكون سيدة والرجال ممنوع سفرهم والتواصل معه عبر الهاتف صعبا للغاية بسبب الأوضاع وعندما نتواصل المكالمة لا تتجاوز دقيقتين فقط، وأتمنى من الضغط من أجل وقف الحرب على غزة وسفر المرضى للعلاج خارج غزة لأن وضعهم الصحي يدهور باستمرار".

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة