الموت البطيء (2).. الاحتلال يحرق أجهزة الغسيل الكلوي.. حرمان 600 مريض من العلاج في مستشفى يوسف النجار بعد تفجيره.. 60 حالة معرضة لخطر الوفاة في أي لحظة.. وتراكم السموم ومضاعفة الخطورة بسبب تقليص ساعات الغسيل

الثلاثاء، 14 يناير 2025 01:00 م
الموت البطيء (2).. الاحتلال يحرق أجهزة الغسيل الكلوي.. حرمان 600 مريض من العلاج في مستشفى يوسف النجار بعد تفجيره.. 60 حالة معرضة لخطر الوفاة في أي لحظة.. وتراكم السموم ومضاعفة الخطورة بسبب تقليص ساعات الغسيل معاناة مرضى الفشل الكلوى في غزة
كتب أحمد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

** انقطاع مرضى الفشل الكلوى عن الغسيل بسبب القصف العنيف وخروج مستشفيات عن الخدمة

** ارتفاع عدد مرضى الفشل الكلوي في مستشفى شهداء الأقصى من 144 مريضا إلى 440 مريضا

** وفاة بعض المرضى دون العشرين عاما على أجهزة الغسيل الكلوى

** أجهزة الغسيل الكلوى لا تفي باحتياجات المرضى نظرا لارتفاع أعدادهم

** أحد المرضى: نسعى للوصول لمن يمد يده لتوفير وسيلة مواصلات لجميع المرضى إلى المستشفى

** إصابة عطوة محمد بتليف في المخ والزهايمر لعدم قدرته على غسل الكلى

** 800 مريض يترددون على وحدات الغسيل الكلوي بغزة بينهم 60 في الشمال

 

وائل سكيك، الرجل الستيني، حول الاحتلال حياته في غزة إلى جحيم بشكل يومي، فمع القصف والنزوح المستمر، يضطر على مدار يومين في الأسبوع قطع مئات الكيلو مترات من مكان النزوح إلى مستشفى الشفاء الطبي في مدينة غزة لإجراء جلسة غسيل كلوى، يستعد لهذا اليوم قبلها بتدبير الطعام، ثم الذهاب والوقوف في طابور طويل وهو يعانى نظرا لكبر سنه ومعاناته من الفشل الكلوى حتى يأتي دوره، ثم  قد يعود لمكان النزوح دون أن يكون قد أجرى الجلسة التي تقلصت من ثلاث مرات أسبوعيا إلى مرتين فقط نظرا لقلة عدد المستشفيات العاملة وزيادة عدد المرضى المقبلين، وفي أحيانا كثيرة قد لا يستطيع الذهاب للمستشفى حال حدوث قصف بالقرب من مكان تواجده أو اضطراره للنزوح لمكان أخر.

اقرأ أيضا:

استشهاد 3 رضع فى غزة بسبب البرد القارس.. الإعلام الحكومى: ارتقاء 5 صحفيين فلسطينيين فى قصف للاحتلال على وسط القطاع.. وزير إسرائيلى متطرف يقتحم المسجد الأقصى.. ومحافظة القدس يحذر: تل أبيب تسعى لإشعال حرب دينية

 

سرطان وفشل كلوى وسكر.. وائل سكيك يتحدى المرض تحت قصف الاحتلال

ويحكى وائل سكيك، والذي اختاره مرضى الفشل الكلوى بغزة ليكون رئيس ملتقى تجمع مرضى الفشل الكلوى، عن قصة تلك المعاناة،  في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، قائلا :"أعانى من الفشل الكلوى المزمن منذ 3 سنوات، وكنت أغسل ثلاث أيام كل يوم 4 ساعات وبعد نشوب الحرب على غزة انقطعنا عن الغسيل لفترة طويلة أقلها شهر، بجانب فترات متقطعة حسب توفر الأجهزة والمكان المتاح بقسم الكلية الصناعية، وفي بداية الحرب تم تحويلنا للغسيل في مستشفى كمال عدوان بشمال غزة".

وائل سكيك رئيس ملتقى تجمع مرضى الفشل الكلوى
وائل سكيك رئيس ملتقى تجمع مرضى الفشل الكلوى

ارتفاع أعداد مرضى الفشل الكلوى المقبلين على المستشفيات

تصريحات وائل سكيك أيدها تقرير وزارة الصحة في غزة الذي يؤكد أن مرضى الفشل الكلوي في مستشفى شهداء الأقصى كانوا يحصلون في السابق على الخدمة من خلال 21 جهاز غسيل كلوي، من بينها جهازين معزولين في غرف ومخصصين لمرضى الكبد الوبائي، وكانوا يخضعون إلى 3 جلسات منتظمة في الأسبوع بواقع 10-12 ساعة، حتى يتم إزالة السموم والسوائل من جسم المريض.

وأضاف تقرير وزارة الصحة الفلسطينية، أن عدد مرضى الفشل الكلوي الذين يتلقون الخدمة في مستشفى شهداء الأقصى ارتفع من 144 مريضا إلى 440 مريضا، حيث تم إضافة 3 أجهزة غسيل كلى أخرى بصعوبة بالغة نظرا لضيق ومحدودية المكان، منهم جهاز مخصص للأطفال، وأصبح في القسم 24 جهاز غسيل كلى، من بينها 4 أجهزة تخطت ساعات العمل الرسمية بما يفوق 25 ألف ساعة عمل.

 

اقرأ أيضا:

الشتاء القارس يفاقم أوضاع أهالى غزة.. البرد يفتك بالرضع.. انعدام الأمن الغذائى بين الأمهات يظهر أمراض جديدة بين الأطفال.. الاحتلال الإسرائيلى يواصل حصار القطاع لليوم الـ447.. ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء

معاناة مرضى الفشل الكلوى في غزة
معاناة مرضى الفشل الكلوى في غزة

وأشار إلى أن ارتفاع عدد مرضى الفشل الكلوي، الذين يترددون على قسم الكلية الصناعية، بالإضافة إلى شح الإمكانيات، دفع إدارة مستشفى شهداء الأقصى إلى تقليص عدد جلسات الغسيل الكلوي وساعاتها، فأصبح المريض يتلقى 4 ساعات في الأسبوع على جلستين، وهذا تسبب في تراكم السموم وزيادة السوائل ومضاعفة الخطورة على حياة المرضى، ونتيجة الضغط الكبير وزيادة ساعات العمل على الأجهزة وعلى محطة معالجة المياه تتكرر الأعطال.
ويضيف رئيس ملتقى تجمع مرضى الفشل الكلوى:"أجرينا غسيل كلوى لمدة شهرين في مستشفى كمال عدوان حتى تم إعادة صيانة غرفتين بقسم الكلية الصناعية بمستشفى الشفاء بغزة وعدنا لجزء من قسمنا للغسيل الكلوى بالشفاء واليوم الحمد لله نغسل فترتين بعد نزوح أهل الشمال  لمدينة غزة.

"نحن كمرضى فشل كلوى نعانى معاناة شديدة للغاية من عدم توافر المواصلات إلى المستشفى ونسعى دائما للوصول لمن يمد يده للمساعدة جميع مرضى الفشل الكلوى وتوفير وسيلة مواصلات ذهابا وإيابا لجميع المرضى بقسم الكلية الصناعية"، هنا يشرح وائل سكيك تفاصيل المعاناة المستمرة للمرضى وهو واحد منهم، من أجل حضور جلسة غسيل كلوى بالمستشفى، وما يزيد من معاناته هو أنه مصاب أيضا بالسرطان في الغدة الدرقية، حيث يقول :"أنا أحد مرضى السرطان غير الحميد وأعانى من هذا المرض منذ 12 عاما والحمد لله ملتزم بأخذ العلاج حيث إن حالتى تقريبا مستقرة وخضعت لعدة عمليات استئصال للمرض غير الحميد في الغدة الدرقية، كما أعانى أيضا من ضغط الدم والسكري وهشاشة العظام وعدة أمراض مزمنة مثل الغضروف القطني".

تقرير طبي للمريض وائل سكيك مريض الفشل الكلوى
تقرير طبي للمريض وائل سكيك مريض الفشل الكلوى

رغم جملة هذه الأمراض الخطيرة التي تتزامن مع أسوأ عدوان تشهده غزة منذ نكبة 1948، إلا أنها لم تؤثر على معنويات وائل سكيك، الذي أكد أنه يملك معنويات عالية وحينما يذهب للغسيل الكلوى في مستشفى الشفاء تكون نفسه راضية ومطمئنة لأن لديه إيمان بالله راسخ وقوى بأن المرض من الله، حيث عقب على مرضه قائلا :"إذا مرضت فهو يشفين".

ويتابع :"أسعى للتواصل مع أي جمعية أو مؤسسة خيرية تتعاطف معنا بشكل إنساني لتقديم أي مساعدة نقدية أو عينية أو طرود غذائية، حيث إننا في غزة تحت حصار مطبق وحرب ضارية قاسية للغاية، ودمرت كل المباني في غزة، وأتوجه باسمى واسم كل مرضى الفشل الكلوى بصرخة قوية مدوية لكل إنسان حر شريف يتعاطف معنا إنسانيا ويمد يد العون والمساعدة للمرضى ليتثنى لكل مريض توفير ما يستطيع من أجل لقمة العيش والمواصلات للذهاب للغسيل الكلوى".

وحول أبرز احتياجاتهم، يقول :"نحن بحاجة ماسة لتقديم خط انترنت للمرضى لأن كل مريض يجلس في كل جولة غسيل كلوى 4 ساعات، وهو وقت طويل وبه ملل ولابد من توافر خط إنترنت ليستطيع المريض التواصل مع أهله ونحن نحتاج في القسم ستائر للشبابيك لأن الشمس تؤثر تأثير سلبي على المرضى ونحتاج لشاشات عرض تليفزيون لكل قسم شاشتين أو في الغرف الصغيرة شاشة لأن 4 ساعات أثناء جولة الغسيل تكون مرهقة للمريض، ونحتاج لتقديم طرود غذائية ومواد مغذية صحية للمريض لأننا بغزة نحتاج لكل ما يدعم المريض من أطعمة صحية جيدة، وبناء على هذا توليت منصب الناطق الرسمي باسم جميع مرضى الفشل الكلوى وكونت مجموعة سميتها ملتقى تجميع مرضى الفشل الكلوى في غزة".

تقرير طبي للمريض وائل سكيك
تقرير طبي للمريض وائل سكيك

وبشأن المستشفيات التي تقدم خدمة الغسيل الكلوى في غزة في ظل العدوان والدمار الذي لحق بالقطاع، يضيف وائل سكيك :"عدد المستشفيات التي تخدم مرضى الفشل الكلوى بشمال غزة في الوقت الراهن هو مستشفى واحدة فقط وجزء من قسم الكلية الصناعية بمستشفى الشفاء الطبي عبارة عن غرفتين تم صيانتهما، بينما في مستشفى كمال عدوان لا يستطيع مريض أن يصل له لأن الاحتلال يخلى شمال غزة بشكل كامل".

وحول سلامة الأجهزة الخاصة بالغسيل الكلوى يقول :"الأجهزة التي تغسل الكلى للمرضى معظمها تم حرقها من قبل الاحتلال خلال اقتحامه أقسام مستشفى الشفاء، وحينها حرق كل الأقسام ودمرها بشكل كامل خاصة قسم الكلية الصناعية الذي حرقه بالكامل وبعد انسحاب الاحتلال، أجرت المستشفى صيانة لبعض أجهزة الغسيل الكلوى وتأهيل المكان وأصبح الآن صالح تقريبا بنسبة 70%".

المرضى في غزة تزداد معاناتهم مع النزوح المستمر من مكان لأخر داخل القطاع، مما يتطلب منهم بذل مجهود بدني كبير وحمل أمتعتهم في ظل هذا الطقس السئ المصاحب للشتاء والسير لمسافات طويلة والابتعاد عن مكان العلاج، مما يؤثر بشكل سلبي للغاية على صحتهم، وهو ما يؤكده "سكيك" قائلا :"النزوح أثر علينا تأثير مباشر وكبير للغاية، ويتسبب في عدم استطاعتنا الذهاب للغسيل الكلوى في أيام جولات الغسيل، وتعرضنا للعديد من عمليات النزوح في أكثر من مكان وهذا أثر علينا وعلى صحتنا وفقدنا العديد من أصدقائنا وأحبتنا ممن يغسلون معنا في قسم الكلية الصناعية".

توثيق تعرض 60 حالة لمرضى الفشل الكلوي باتوا معرضين لخطر الوفاة

لاشك أن الأوضاع الصعبة التي يعيشها سكان غزة انعكست بشكل مباشر على هؤلاء المرضى، فمع صعوبة الوصول للمستشفيات، والوقوف بطوابير طويلة من أجل إجراء جلسة الغسيل، وتعطيل العشرات من تلك الأجهزة، بجانب الطعام غير الصحى والمياه الملوثة تسبب في وفاة العشرات منهم، وتدهور حالات المئات، ففي 14 مارس الماضي، وثق الفريق الميداني للمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، قرابة 60 حالة لمرضى الفشل الكلوي ممن باتوا معرضين لخطر الوفاة في أي لحظة، بعد وفاة 20 حالة على الأقل، بسبب عدم تمكنهم من تلقي العلاج وفي الوقت المطلوب، وذلك بفعل الهجمات العسكرية الإسرائيلية التي استهدفت المنظومة الصحية على نحو منهجي وواسع النطاق، مما أخرج معظمها عن العمل.

تقرير المرصد الأورومتوسطي عن مرضى الفشل الكلوى
تقرير المرصد الأورومتوسطي عن مرضى الفشل الكلوى

وأشار المرصد خلال تقريره، أنه تم تسجيل أعداد جديدة من المرضى خلال الأشهر الخمسة الماضية، لكنها لم تضم إلى قاعدة البيانات حسب النظام الصحي للحصول على المتابعة العلاجية الضرورية، وذلك بسبب انهيار الهياكل الإدارية والحكومية في غزة، مؤكدا أن الوفيات في صفوف مرضى الفشل الكلوى لم تقتصر على المسنين، بل شملت من هم دون العشرين عامًا، حيث توفي بعضهم على أجهزة الغسيل، بسبب غياب المياه والكهرباء وانعدام الإمكانات الطبية اللازمة لحالاتهم، فيما أدت صعوبة الوضع الأمني وحصار المرضى في منازلهم لأيام طويلة خلال العمليات العسكرية البرية للجيش الإسرائيلي إلى الازدياد في عدد الوفيات بين مرضى الفشل الكلوي ودون تمكنهم من الوصول إلى المستشفيات.

وأوضح التقرير، أن القصف الإسرائيلي المنهجي المكثف على المنازل والشوارع شكل خطرا محدقا على حياة المرضى وحرمهم من الوصول إلى المستشفيات للخضوع لجلسات غسيل الكلى وتلقي العلاج اللازم، فضلًا عن صعوبة الحصول على المياه الخالية من الأملاح للمرضى في وقت تتراكم بشكل خطير السموم في أجسامهم، مشيرا إلى تعطل مضخات خاصة بمحطة تحلية المياه التابعة لقسم غسيل الكلى في مستشفى الشفاء الرئيسي في غزة، وخروجه عن الخدمة نتيجة للغياب الكامل للكهرباء، ما أثر على أجهزة الغسيل التي تعطل بعضها على الرغم من قلة عددها، وأصبحت لا تفي باحتياجات المرضى نظرا لارتفاع أعدادهم، مما اضطرهم لاحقًا للغسيل على نظام الفترات بحسب الوقت المتاح في المستشفى، وليس بحسب الاحتياج وحالاتهم المرضية.

وأكد المرصد الأورومتوسطي أن تفاقم معاناة مرضى الفشل الكلوي مرتبط كذلك بسوء التغذية، نظرًا للمجاعة الحاصلة، لا سيما في مدينة غزة وشمالها، فغالبية السكان يعتمدون على البقوليات والمياه الملوثة، مما يؤدي إلى ارتفاع وظائف الكلى وتراكم السموم، ما ينعكس سلبًا على صحة المريض، مؤكدا تقلص عمليات غسيل الكلى في مستشفى الشفاء الطبي لمرتين بدلًا من ثلاث مرات بسبب عدم توفر المياه العذبة اللازمة لعملية الغسيل الكلوي والوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء الاحتياطية، في وقت يقدّر عدد مرضى الفشل الكلوي الموجودين في المستشفى حاليًا بنحو 40 مريضًا يعالجون بمعدل جلستين في الأسبوع بواقع أربع ساعات للجلسة.

عطوة محمد يعانى من تليف في المخ بسبب عدم قدرته على غسل الكلى

مضاعفات عديدة يتعرض لها مرضى الغسيل الكلوى حال عدم قدرتهم على إجراء جلسات الغسيل أو الحصول على العلاج المناسب والطعام الصحي خاصة البروتين، فهناك أيضا المواطن عطوة محمد الذي تسبب الفشل الكلوى له لمضاعفات خطيرة وصل إلى تليف في المخ بسبب نقص جلسات الغسيل الكلوى نتيجة خروج عشرات المستشفيات عن الخدمة وتدمير العديد من المراكز الصحية وأقسام الغسيل الكلوى بعدد من المستشفيات الرئيسية بالقطاع.

محمد عطوة مريض فشل كلوى
محمد عطوة مريض فشل كلوى

أصبح عطوة محمد حبيس خيمته لا يستطيع الخروج إلا من أجل الغسيل مرتين فقط أسبوعيا لمدة ساعتان فقط بعد أن كانت 4 ساعات قبل الحرب، ولكن مع مرور الأيام أصبح يذهب مرة واحدة للغسيل بسبب النزوح المستمر من مخيم لأخر ونقص الإمكانيات والمستلزمات الصحية، مما ضاعف من معاناته وأصبح غير قادر على المشي بحسب شهادة ابنه محمد عطوة لـ"اليوم السابع" نظرا لعدم قدرة والده على الحديث لسوء صحته.

الأمور لم تتوقف عند هذا الحد، بل إن عطوة محمد أصبح لا يستطيع التبول نتيجة تفاقم الفشل الكلوى مما زاد من نسبة السموم في جسمه، لتلاحظ عائلته فقدانه المتكرر للذاكرة وعدم قدرته على التجاوب والحديث مع أسرته، وهو ما زاد من مخاوف أسرته عليه بسبب عدم قدرته على الغسيل كما كان قبل الحرب على غزة، وأصبحت أسرته تبحث عن تحويلة طبية للعلاج خارج القطاع بعد أن أضحى غير قادرا على العلاج في مستشفيات غزة.

نقص كبير في المستلزمات الطبية الخاصة بمرضى الغسيل الكلوى، بينما يكافح أطباء غزة من أجل تقليل معاناة هؤلاء المرضى، مستغلين بعض الإمكانيات المتاحة – وهي أقل القليل – لمحاولة تخفيف الآلام، حيث يكشف عائد ياغي مدير جمعية الإغاثة الطبية في غزة عدد الإصابات بالفشل الكلوى داخل غزة قبل العدوان الإسرائيلي على غزة، موضحا أن المرضى الفشل الكلوي قبل 7 أكتوبر من العام الماضي كانوا أكثر من 1100 مريض بالإضافة إلى حوالي 38 طفلا، ولكن الآن أصبح من الصعب حصر الأعداد بشكل كامل، ولا توجد إحصائيات رسمية عن العدد المتبقي منهم على قيد الحياة.

"من المعروف أن مرضى الفشل الكلوي هم بحاجة إلى عمل جلسات غسيل الكلوي بمعدل ثلاث جلسات أسبوعيا مدة كل جلسة حوالي أربع ساعات إلا أن عدد الجلسات ومدتها تم تخفيضه بعد الحرب"، هنا يشرح عائد ياغي في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، احتياجات المرضى للتعامل مع المرض بشكل مستمر ومعاناتهم بسبب العدوان.

تقليص عدد ساعات الغسيل الكلى هو أمر أصبح مجبر عليه الطبيب في غزة، خاصة مع تزايد أعداد المرضى بشكل كبير، وخروج العديد من المستشفيات عن الخدمة، مما جعل مئات المرضى يقبلون على مستشفيات بعينها بعدما كان لديهم أكثر من اختيار في المستشفيات قبل بداية العدوان، ومع تعطل عشرات الأجهزة ،أصبح من الصعب أن يحصل المريض على عدد وساعات جلسات غسيل مناسبة، وسط مخاوف أن تقل عدد الجلسات والساعات الخاصة بالغسيل أكثر من ذلك مما يشكل خطورة كبيرة على حياة تلك الفئة التي ذكرنا أن عددها الرسمي المعلن 1100، وهناك توقعات بأن الأعداد أصبحت أضعاف منذ بداية العدوان وحتى الآن.

800 مريض يترددون على وحدات الغسيل الكلوي في غزة

ويوضح عائد ياغي أن نتيجة لحرب الإبادة الجماعية في غزة والمستمرة منذ أكثر من عام وشهرين وخروج العديد من المستشفيات عن الخدمة نتيجة لتضررها من القصف مثل المستشفى الأندونيسي في شمال غزة ومجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة ونتيجة لعدم تمكن المرضى من الوصول بحرية وأمان إلى المستشفيات وبعدهم عن المستشفيات وعدم وجود وسيلة مواصلات ونتيجة لحالة النزوح تم تخفيض عدد الجلسات التي يتلقاها المرضى إلى جلستين أسبوعيا وتم تخفيض مدة الجلسة إلى أقل من ساعتين.

ويؤكد مدير جمعية الإغاثة الطبية في غزة أنه رصد بشكل شخصي وفاة العشرات من مرضى الفشل الكلوى، موضحا أنه في نهاية سبتمبر الماضي - اي قبل اجتياح وتدمير الاحتلال لشمال غزة - كان هناك حوالي 60 مريضا يتلقى جلسات اسبوعيًا في مدينة غزة وشمال غزة، ويسكن في شمال غزة و مدينة غزة 33 مريضا ممن تم عمل زراعة كلى لهم في سنوات سابقة، وهناك حوالي 800 مريض يترددون على وحدات الغسيل الكلوي.

عدد المراكز الصحية المتوقفة بسبب العدوان الإسرائيلي
عدد المراكز الصحية المتوقفة بسبب العدوان الإسرائيلي

مستشفى يوسف النجار كانت تخدم 300 ألف نسمة وإسرائيل حطمت كل ممتلكاتها

وفي 19 نوفمبر الماضي فجر الاحتلال مستشفى محمد يوسف النجار في مدينة رفح الفلسطينية، تلك المستشفى التي كانت تخدم مرضى الغسيل الكلوى في جنوب القطاع، وهنا يكشف الدكتور مروان الهمص، مدير مستشفى محمد يوسف النجار في غزة، ومدير المستشفيات الميدانية بوزارة الصحة في غزة، تأثير استهداف الاحتلال المستشفى على مرضى الفشل الكلوى.

ويضيف "الهمص" في تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن المستشفى كانت تقدم الخدمة لـ 300 ألف نسمة قبل العدوان في مدينة رفح الفلسطينية بعدد قليل من الأسرة وهم 63 سريرا، وعند دخول الحرب أصبح عدد الأسرة 42 لأن المستشفى أجرى إصلاحات وترميم في قسم الأطفال وبعد دخول الحرب اضطر المستشفى للتوسعة ووضع خيام وتوسعة قسم الكلى حتى استوعب المستشفى عدد 350 مريض ومصاب في الأسرة.

"كان لدينا في قسم الكلى 115 مريضا قبل الحرب وكانت هناك 18 جهاز غسيل كلوى وسرير وعند دخول الحرب ونزوح شمال غزة ومدينة غزة والمنطقة الوسطى لمدينة رفح وصل العدد لـ 550 وأحيانا لـ600 مريض كانوا يستخدمون ماكينة الغسيل الكلوى داخل قسم الكلية الصناعية في رفح"، هنا يشرح مدير المستشفى عدد الحالات التي استقبلتها المستشفى بعد الحرب قبل تفجر الاحتلال لها.

ويشير إلى أن الاحتلال دمر هذه المستشفى مما أضاع الخدمة على عدد كبير من المرضى الغسيل الكلوى، والآن المرضى يعانون الأمرين لعدم وجود قسم غسيل كلوى برفح ومغادرة النازحين للمدينة ويضطرون الآن للغسيل الكلوى في مجمع ناصر الطبي أو مستشفى شهداء الأقصى.

ويقول الهمص :"الوضع سئ للغاية في رفح وهناك نقص شديد في الأدوية والتحاليل الطبية والمستلزمات ونشعر بشعور مرضى الغسيل الكلوي، خاصة أن فترة وعدد الغسيل الكلوى تقلص لغسلتين فقط في الأسبوع وبدلا من 4 ساعات أصبحت ساعتين وكذلك الأمر في مجمع ناصر ومستشفى شهداء الأقصى، ونحتاج إلى الرجوع لمدينة رفع وفتح المستشفى في المدينة كي نستطيع خدمة 300 ألف نسمة كانوا يعيشون في مدينة رفح حتى لو كان هناك نازحين نستطيع تقديم هذه الخدمة".










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة