أحمد التايب

اتفاق إنهاء الحرب على غزة.. ومفاجأة الصفقة

الخميس، 16 يناير 2025 12:59 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

وقف الحرب العدوانية الإسرائيلية على قطاع غزة خبر تم انتظاره طويلا، وكان ثمنه - للأسف-  نحو 200 ألف ما بين شهيد وجريح، ومعاناة كبيرة للأشقاء فى فلسطين.

أيا كانت الأمور، فنحن أمام اتفاق قد ينهى هذه المعاناة، ويدخل السرور على أهالى غزة - إذا التزم نتنياهو بتنفيذه- لأنه فور الإعلان عن الاتفاق وتداول مسوداته وتفاصيله من خلال وسائل الإعلام، وتحدثت عنها تقارير اعلامية، اتضح أن هذا الاتفاق هو نفسه الاتفاق الذى تم الحديث عنه 27 مايو 2024، وأعتقد أن هذا بمثابة مفاجأة وسؤال كبير..

وقبل الإجابة عن السؤال الكبير، علينا أيضا أن نتذكر المبادرة المصرية فى مايو 2024 لوقف إطلاق النار في غزة، والتى انتهت إلى صيغة اتفاق، وتم عرضه على كل الأطراف، وتم الحديث وقتها أن الإدارة الأمريكية أخذت الاتفاق المصرى، وقامت بإعلان أنه اتفاق بايدن لإنهاء الحرب،  وها هى الأيام تمر، ويتم إعلان الاتفاق بنفس البنود وبنفس الرؤية التى انتهت إليه المبادرة المصرية، دون تغيير ، إلا الملحق الخاص بتطورات حدثت بعد شهر مايو 2024.

وهذا يعنى نجاح الدولة المصرية وصدق رؤيتها، وثقلها السياسى والاستراتيجى،  ونزاهة موقفها، فالأمر بالنسبة لها هو إنهاء الحرب ودعم القضية الفلسطينية والتخفيف عن الأشقاء فى فلسطين، بعيدا عن الأنا أو الأجندات الخاصة.

ويعنى أيضا أن إدارة بايدن لم تقم بالضغط على نتنياهو رغم كل الحديث عن ضرورة التهدئة, وضرورة إعادة الاستقرار وإنهاء الحرب، لأنه لو كان هناك ضغطا حقيقا لتم تنفيذ الاتفاق فى مايو من العام الماضى عند إعلانه من قبل بايدن نفسه، وبالتالى إدارة بايدن هى منحت نتنياهو الغطاء للمماطلة والمراوغة لمواصلة القتال والابادة الجماعية..  وأن ترامب هو من أحدث الضغط وأجبر نتنياهو على الموافقة، بعد إرساله مبعوث خاص كان حاسما وواضحا، ولم يضع أى خيار أمام نتنياهو إلا بالموافقة على الاتفاق..

ويعنى كذلك، قدرة مصر وقطر على التواصل مع الجميع ، وقدرة مصر  فى  تحقيق التوازن الاستراتيجي فى المنطقة، وهذا ليس من فراغ وإنما لتمتع قياداتها السياسية بالحكمة والرشد، والقدرة على الاستشراف، وتفعيل الدبلوماسية الرئاسية بالتزامن مع الدبلوماسية التقليدية لشرح القضية الفلسطينية وإعادة احيائها من جديد، ووضع خطوط حمراء بشأن تصفية القضية الفلسطينية ومنع تهجير الفلسطينيين، وكذلك الوقوف بكل قوة تجاه تهديد الأمن القومى المصرى، والاستمرار فى إغاثة غزة من خلال إدخال المساعدات الإنسانية  فأكثر من 80% من المساعدات مصرية.

وأخيرا.. كلنا أمل أن يتم تنفيذ هذا الاتفاق بكل بنوده وعدم الالتفاف عليه من قبل نتنياهو لاطالة أمد الصراع، لأن الاحتلال يبقى احتلالا بكل صوره وأشكاله، ولا يعرف إلا الكذب والتضليل ونقض العهود، لذا على المجتمع الدولى أن يفيق من غفوته وصمته، ويعمل مع مصر وقطر على تنفيذ هذا الاتفاق فكفى عجز وتخاذل.. وعلى الولايات المتحدة أن تتحلى هذه المرة بمسؤولياتها كضامن أن تقف أمام غطرسة نتنياهو.. حفظ الله مصرنا الغالية.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة