مع اقتراب الشهر السادس عشر على الحرب فى غزة، هناك بعض الأمل فى انتهاء الحرب، ووقف العدوان وإبرام صفقة لتبادل الأسرى والمحتجزين، وأن يتم تطبيق الاتفاق على مراحل.
التفاصيل المعلنة تشير إلى أن الاتفاق الذى سعت مصر لإقراره طوال شهور هو النواة الصلبة للاتفاق المنتظر، وأنه كان من الممكن إبرام الاتفاق قبل شهور لولا تعنت أطراف الاتفاق، الذين وافقوا على ما رفضوه من قبل.
بالطبع، كل من الأطراف لم يعلن بالضبط ما الذى تحقق من أهداف، منذ 7 أكتوبر، غير حجم الدمار الذى أصاب غزة، والتوحش الذى أصاب الاحتلال، ومنح نتنياهو ما يشبه قبلة الحياة لشن حرب إبادة قضى فيها على أكثر من 25 ألف طفل ومثلهم من النساء والشيوخ. والواقع أن هذه الجولة من الحرب طالت بصورة غير مسبوقة، وبالفعل فقد كانت التحليلات ترى أن الحرب سوف تستمر من عام ونصف العام إلى عامين، وأنها تمثل تحولا كبيرا، يغير من ثوابت وخطوط السياسة والصراع، وهو ما تحقق بالفعل، وتراكمات الكم والكيف أنتجت تحولا فى لبنان وسوريا، مع احتمالات لتطورات جديدة فيما يتعلق بسلوك العدوان تجاه الضفة الغربية.
الشاهد أن طوفان الأقصى الذى بدأ فى 7 أكتوبر 2023 ما زال ينتج تطورات وتحولات، فى كل المنطقة وليس فقط فى غزة، وهناك أمل أن يكون عام 2025 هو العام الذى تهدأ فيه جمرات الصراع فى أوكرانيا وغزة، أوكرانيا التى تكمل العام الثالث فى فبراير المقبل. وهناك ربط بين توقف هذه الحروب وبين تسلم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، لمهام منصبه بعد انتخابه رئيسا للولايات المتحدة، لكن تولى ترامب يأتى وسط تعرض الولايات المتحدة لأسوأ كارثة طبيعية من سنوات، ممثلة فى حرائق كاليفورنيا التى تجاوزت خسائرها 150 مليار دولار حتى الآن، والتهمت مساحات شاسعة، فى كارثة معرضة للاتساع.
ومع هذا فإن الحديث عن قرب إبرام اتفاق لتبادل المحتجزين، وإنهاء الحرب فى غزة، يحمل الكثير من الأمل، لإنهاء مأساة سكان غزة الذين تعرضوا لقصف ومحاولات إبادة، وتم تهجيرهم مرات داخل القطاع، وينتظر أن تكون ضمن الاتفاق عودة النازحين إلى بيوتهم بعد شهور من الدمار والمطاردة والحرب الإجرامية، حيث تم الاتفاق ووضع مسودة نهائية تجرى حولها الموافقات لتبدأ عملية الوقف والتبادل بشكل ينهى 16 شهرا من المأساة، حيث وافق الطرفان على التفاصيل، مع إصرار الاحتلال على حق استئناف الحرب بمزاعم حماية الأمن.
بالطبع، هناك تحذيرات ومخاوف من أن يتواصل الغرور الإسرائيلى، لنقل الإبادة والتهجير من قطاع غزة إلى الضفة الغربية، تمهيدا لضمها، ضمن دعوات متطرفين إسرائيليين، الأمر الذى يحمل فى طياته احتمالات توسيع الصراع من جديد، خاصة مع استغلال نتنياهو لانشغال الولايات المتحدة بكارثة الحرائق، لمواصلة الحرب ونقلها إلى الضفة، وإن كان بعض المحللين يستبعدون توسيع الحرب فى الضفة، مع غياب الحافز أو السبب، حيث استند نتنياهو إلى عملية طوفان الأقصى فى 7 أكتوبر 2023، وهو ما يفتقده فى الضفة، خاصة بعد أن تم تدمير الكثير من البنية التحتية للفصائل فى غزة، الأمر الذى يجعل من المستبعد القيام بأى عمليات، خاصة فى الضفة.
الأمر المهم هو أن الحرب التى فرضت على الفلسطينيين السعى للتوحد، وإنهاء الانقسامات، تفرض الآن فى حال إبرام اتفاق أن تتم الاستجابة لجهود مصر للم شمل الفصائل، بما يضمن التحرك معا، باتجاه أى مساع للسلام فى المرحلة التى تلى الاتفاق، وأن يكون القادم أفضل فيما يتعلق بالتعامل مع أوراق نتنياهو ونواياه، فى مواجهة أوراق فلسطينية يفترض أن تكون جاهزة للتعامل مع التحولات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة