صدر حديثًا للكاتب الصحفي عادل السنهوري كتابه الجديد "موال إسكندراني.. تراث الغناء الشعبي السكندري"، فى عمل يعكس بصماته العميقة في استحضار الماضي الثقافي والموسيقي لمدينة الإسكندرية.
الكتاب الذي سيحظى بوجوده في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، يقدم للقارئ رحلة ممتعة عبر الأزمنة، مستعرضًا الجذور العميقة للغناء الشعبي في المدينة، ويستعرض في مقدمة الكتاب سيرة فنان الشعب، الشيخ سيد درويش، الذي يعد بحق ثورة موسيقية غيرت وجه الغناء في مصر بأسرها.
تبدأ صفحات الكتاب كما لو كانت بداية لحكاية من الزمن الجميل، عندما كان الفتى الشيخ يحمل تحت عمامته بذور ثورة موسيقية ستغير التاريخ، في بداية القرن العشرين، كانت الموسيقى محصورة في القصور، لا تغني إلا للحريم والجوارى، ولا تؤدي إلا لتسلية أوقات الفراغ، الموسيقى كانت فناً مغلقاً على الطبقات العليا، مقيدة بأغلال الترفيه لا تتجاوز حدود الأناشيد الملكية أو الإيقاعات البسيطة، كان المغنون قبل سيد درويش يعيشون في معزل عن أوجاع الناس وهمومهم.
لكن هذا الفتى، الذي نشأ في حي شعبي بالإسكندرية، أدرك من عمق الحياة اليومية للمواطنين البسطاء أن هناك عالمًا موسيقيًا آخر يجب أن يُطلق سراحه، لم يكن الغناء ملكًا للحاكم أو للقصور، بل كان يجب أن يكون للفقراء والعاديين والمهمشين. فنظر إلى الحياة بكاملها على أنها لحن بحاجة لأن يعبر عن نفسه بحرية، فكانت ثورته الموسيقية هي تحرير الغناء من قيوده البالية، لتصبح الأغاني لغة الشعب.
ويأخذ الكتاب القارئ في جولة موسيقية في قلب الإسكندرية، المدينة التي ألهمت الكثير من الفنانين والشعراء، واستلهمت ألحانها وتاريخها من تنوعها الثقافي، مدينة تجمع بين الشرق والغرب، وتتنوع فيها اللغات والأعراق والموسيقى، لكن يبقى "الموال السكندري" هو سر ذلك السحر الذي يميزها عن غيرها من المدن.
الكتاب يسلط الضوء على كيف أن هذه المدينة ذات الألوان المختلفة، قد ضمت في أحضانها أغاني غاية في البساطة والعذوبة، أغاني حملت صدى أوجاع الناس وأحلامهم وآمالهم.
من خلال "موال إسكندراني"، يعيد عادل السنهوري اكتشاف تلك الأغاني التي كانت ولا تزال جزءًا من الذاكرة الشعبية للأجيال، ويعيد رسم خريطة تراثية غنائية تذكّرنا بالأصوات التي نطقت باسم كل مكروب وحالم، وبالألحان التي بقيت مع مرور الزمن خالدة في وجدان الإسكندرانيين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة