علاء شبل

لعل الطفل شكا لربه فحرّك الريح من أجله

الإثنين، 13 يناير 2025 06:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

اسمحوا لى أعزائي القرّاء الكرام أن اترك سلسلة الخلافة الراشدة قليلا لأقف مع حضراتك مع دعوة طفل ووعيده أن يخبر ربه عما لقيه مع أهله وأخوانه من تشريد وظلم وتعذيب وسط آذن صماء لم تود السماع له ولكن سمعه رب العزة جلّ وعلا  فاستجاب له وأصدر أوامره العاجلة للرياح أحد جنوده  لتُرى  فرعون وهامان  ما كانوا يحذرون وذلك دون إطلاق رصاصة واحدة أو شبهة استخدام للنووي حتى لا تٌهدم بلاد كما حدث سابقا بدعوى الإرهاب وغيره من الأباطيل فلم تتدخل يد بشرية في عذاب أهل الباطل ومن يساندونه ويدعمونه ومن هددوا بحرق الشرق الأوسط كله إكراما لأسيادهم من اليهود .


وللريح ياسادة تاريخ عظيم مع الظلمة وأعوانهم  فقد قال سبحانه وتعالى : (إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ * تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ)[القمر:19-20].


وقال السعدي -رحمه الله-: "كأن جثثهم بعد هلاكهم مثل جذوع النخل الخاوي الذي أصابته الريح فسقط على الأرض؛ فما أهون الخلق على الله إذا عصوا أمره!".

وقال ابن كثير -رحمه الله-: "جعلت الريح تضرب بأحدهم الأرض فيخر ميتًا على أم رأسه، فينشدخ رأسه وتبقى جثته هامدة كأنها قائمة النخلة إذا خرت بلا أغصان".


  وقد سلط الله الرياح والعواصف على  ظلمة هذا الزمان وأعوانهم ومن رضي بظلمهم ، فأهلكتهم وسحقتهم، وأفسدت حياتهم، وخلّفت آلاف القتلى والمفقودين والمشردين، ودمرت بلادهم وكبدتهم مئات المليارات خلال سويعات؛ بالرغم من الذي أوتوه من الإمكانات والقدرات المادية والتطور العلمي؛ وفي هذه المشاهد تتجلى قدرة الله وكمال قوته وشدة انتقامه وهوان الخلق وضعفهم أمام قوة الله.

والريح آية في حال كونها رحمة من الله - تعالى - يرحم بها عباده {وَمِن آَيَاتِهِ أَن يُرسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ, وَلِيُذِيقَكُم مِن رَحمَتِهِ}[الرٌّوم: 46]وفي الآية الأخرى {أَمَّن يَهدِيكُم فِي ظُلُمَاتِ البَرِّ وَالبَحرِ وَمَن يُرسِلُ الرِّيَاحَ بُشرًا بَينَ يَدَي رَحمَتِهِ أَئِلَهٌ مَعَ اللهِ - تعالى -اللهُ عَمَّا يُشرِكُونَ}[النمل: 63].

كما أن الريح آية عظيمة من آيات الله - تعالى -في حال كونها عذابا فقد عدد الله - عز وجل - جملة من آياته الدالة على قدرته - سبحانه -، وذكر منها آية إهلاك عاد بالريح {وَفِي عَادٍ, إِذ أَرسَلنَا عَلَيهِمُ الرِّيحَ العَقِيمَ * مَا تَذَرُ مِن شَيءٍ, أَتَت عَلَيهِ إِلَّا جَعَلَتهُ َالرَّمِيمِ} [الذاريات: 42].

وفي لحظة يأمر الله - عز وجل - الريح  فتتحرك بعد السكون، وتتحول من ريح طيبة هادئة إلى عاصفة تكاد تغرقهم، فلا ملجأ لهم منها إلا الله - تعالى -{هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُم فِي البَرِّ وَالبَحرِ حَتَّى إِذَا كُنتُم فِي الفُلكِ وَجَرَينَ بِهِم بِرِيحٍ, طَيِّبَةٍ, وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ المَوجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ, وَظَنٌّوا أَنَّهُم أُحِيطَ بِهِم دَعَوُا اللهَ مُخلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِن أَنجَيتَنَا مِن هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ}[يونس: 22]ولذلك حذر الله - تعالى -العباد من الكفر به، وأمن مكره، وهددهم بريح تغرقهم {أَم أَمِنتُم أَن يُعِيدَكُم فِيهِ تَارَةً أُخرَى فَيُرسِلَ عَلَيكُم قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ فَيُغرِقَكُم بِمَا كَفَرتُم}[الإسراء: 69].

ولما كانت الريح من جند الله - تعالى -فإنه - سبحانه - سخرها لبعض رسله كما سخرها لسليمان - عليه السلام -{وَلِسُلَيمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجرِي بِأَمرِهِ إِلَى الأَرضِ الَّتِي بَارَكنَا فِيهَا}[الأنبياء: 81]وفي آية الأخرى {فَسَخَّرنَا لَهُ الرِّيحَ تَجرِي بِأَمرِهِ رُخَاءً حَيثُ أَصَابَ}[ص: 36].
ونصر الله - تعالى -بالريح هودا - عليه السلام -، وأهلك بها عادا لما كذبوا{فَأَرسَلنَا عَلَيهِم رِيحًا صَرصَرًا فِي أَيَّامٍ, نَحِسَاتٍ, لِنُذِيقَهُم عَذَابَ الخِزيِ فِي الحَيَاةِ الدٌّنيَا} [فصِّلت: 16]وكان من شدة هذه الريح أنها ترفع الواحد منهم في السماء، ثم تلقيه صريعا على الأرض حتى يُفصل رأسه عن جسده كما قال الله - تعالى -في وصف فعلها بهم {تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُم أَعجَازُ نَخلٍ, مُنقَعِرٍ,}[القمر: 20]نسأل الله - تعالى -العافية من سخطه ونقمته.


لقد فرحت عاد بها في بادئ الأمر يظنون أنها من المبشرات فإذا هي من المهلكات، وانقلب فرحهم بها إلى حزن وعذاب، فأخذتهم وصرعتهم، ودمرت حضارتهم، وأبادت خضراءهم{فَلَمَّا رَأَوهُ عَارِضًا مُستَقبِلَ أَودِيَتِهِم قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمطِرُنَا بَل هُوَ مَا استَعجَلتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ * تُدَمِّرُ كُلَّ شَيءٍ, بِأَمرِ رَبِّهَا فَأَصبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُم كَذَلِكَ نَجزِي القَومَ المُجرِمِينَ}[الأحقاف: 25].


وحاقت بهم أياما عددا، لا يستطيعون لها دفعا، ولا يجدون لهم منها مهربا، وما عجزت الريح عنهم في مساكنهم فأخرجتهم منها، وألقتهم صرعى، فما أقواها من ريح! وما أشدها على المكذبين! وما أطوعها لرب العالمين! {وَأَمَّا عَادٌ فَأُهلِكُوا بِرِيحٍ, صَرصَرٍ, عَاتِيَةٍ, * سَخَّرَهَا عَلَيهِم سَبعَ لَيَالٍ, وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ, حُسُومًا فَتَرَى القَومَ فِيهَا صَرعَى كَأَنَّهُم أَعجَازُ نَخلٍ, خَاوِيَةٍ,}[الحاقَّة: 7].


ونُصِر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالريح في أصعب موقف أحاط بالمسلمين، لما حاصرت جموع المشركين المدينة في غزوة الأحزاب، ففرقت الريح جموعهم، وشتت  تحالفهم، وصدعت أحزابهم {يَا أَيٌّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذكُرُوا نِعمَةَ اللهِ عَلَيكُم إِذ جَاءَتكُم جُنُودٌ فَأَرسَلنَا عَلَيهِم رِيحًا وَجُنُودًا لَم تَرَوهَا وَكَانَ اللهُ بِمَا تَعمَلُونَ بَصِيرًا}[الأحزاب: 9]قال مجاهد - رحمه الله تعالى -: (سلط الله - تعالى -عليهم الريح فكفأت قدورهم، ونزعت خيامهم حتى أظعنتهم).


وهي ريح الصبا، كما روى ابن عباس - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (قال نُصرت بالصبا، وأُهلكت عاد بالدبور)متفق عليه. والصبا مهبها شرقي، والدبور مهبها غربي.


فاللهم نسألك ريح خير لأهلنا في مصر و غزة ومن حولهما وريح غضب وعذاب للظالمين وأعوانهم ومن رضي بظلمهم










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة