في ظل تعدد بؤر الصراع في المنطقة، وفى ظل التطورات المتلاحقة لعالم يموج بالمتغيرات، وانتظار الرئيس المنتخب دونالد ترامب، الكل يأمل عودة الاستقرار من جديد.
لكن - أعتقد - أن المعطيات على الأرض وما يحدث من استمرار ازدواجية المعايير من قبل المجتمع الدولى خاصة في تعاطيه مع حرب غزة وعدوان إسرائيل وارتكاب نتنايهو يوميا جرائم حرب في حق الفلسطينيين، ، تؤكد حقيقة واحدة أن مجيئ ترامب مرهون بمشروع الولايات المتحدة الاستراتيجي في المنطقة، القائم على الحفاظ على نفوذها وقيادتها للنظام العالمى وعلى منطقة فيه وهى منطقة الشرق الأوسط.
وتؤكد أن دعمها اللامحدود لإسرائيل ومواصلته يعنى استخدام إسرائيل كأداة لتحقيق مشروعها ومشروع إسرائيل، وهنا تلتقى المصالح.
نعم تلتقى المصالح، حيث تُمكن إسرائيل من تحقيق أهدافها بشروطها، وتحافظ أيضا على هيمنتها على المنطقة، من خلال تقليص أدوار ونفوذ القوى الأخرى التي أتت لتنافسها وتقاسمها، سواء كانت قوى إقليمية مثل إيران، أو قوى عظمى مثل روسيا والصين.
لذا، علينا أن لا نقع في فخ سياسة الخداع الاستراتيجي التي تبنتها الولايات المتحدة إبان إدارة بايدن، والتي كانت تقوم على المماطلة، وامتصاص الغضب، وكسب الوقت ومنح الأمل واتباع الترغيب والاحتواء لمنح إسرائيل غطاء ووقتا وتنفيذ ما تريد بمرونة وفقا لحسابات ناعمة.
أقول هذا، لأنه قد يتبع الرئيس ترامب سياسة الخداع الاستراتيجي أيضا لكن بشكل مُضاد من خلال تصدير خطاب الوعيد والترهيب، والقرارات الأحادية، مستغلال الصورة الانطباعية وشخصيته المثيرة للجدل، وهو ما يجب الانتباه إليه..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة