كانت معركة عين جالوت واحدة من أكثر المعارك حسمًا في التاريخ، حيث أنقذت العالم الإسلامي من خطر داهم لم يواجه مثله من قبل، وأنقذت حضارته من الضياع والانهيار، وحمت العالم الأوروبي أيضًا من شر لم يكن لأحد من ملوك أوروبا وقتئذ أن يدفعه.
تمر، اليوم، ذكرى وقوع معركة عين جالوت، وذلك عندما قاد سيف الدين قطز جيش المماليك فى مثل هذا اليوم 3 سبتمبر 1260 ميلادية، واستطاع أن يلحق أول هزيمة قاسية بجيش المغول بقيادة كتبغا.
لقب سيف الدين قطز بالملك المظفر، وكان قد تولى الحكم في عام 657هـ الموافق 1259م، ويعد هو بطل معركة عين جالوت وقاهر التتار المغول، كما أنه أحد أبرز ملوك مصر، ورغم قوته إلا أنه لم يكمل في الحكم عاما واحدا.
وبحسب المورخ الكبير قاسم عبده قاسم، فإن قطز كان قد خرج من بين المماليك الذين عرضوا للبيع في أسواق الرقيق ينتمي إلى أسرة إسلامية حاكمة هي أسرة السلطان جلال الدين خوارزم شاه الذي حارب المغول حتى قضوا على مملكته التي كانت تقع بإقليم كرمان في جنوب جمهورية إيران الحالية سنة 628هجرية /1231م حسبما ذكرت روايات بعض المؤرخين الذين ذكروا أن اسمه الأصلي "محمود بن ممدود"، وأنه ابن أخت جلال الدين خوارزم شاه، وكان قطز من بين الأطفال الذين حملهم التتار إلى دمشق وباعوهم إلى تجار الرقيق، وقد أطلق عليه التتار اسم "قطز"، ومعناها "الكلب الشرس" وربما كان تجار الرقيق هم الذين أطلقوا عليه هذا الاسم.
وقد تقلب قطز من كونه مملوكا ضمن مماليك ابن الزعيم في دمشق حتى صار سلطان الديار المصرية والشامية، إذ ترقى في الخدمة حتى صار أكبر مماليك السلطان المعز أيبك التركماني، وربما كان أول ظهور له على صفحات التاريخ ما ذكرته المصادر عن اشتراكه في قتل فارس الدين أقطاي، وكان قطز أحب مماليك المعز أيبك وأقربهم إلى قلبه، وعندما قتل أيبك في المؤامرة التي حاكتها شجرة الدر، خلفه ابنه الصبي ذو الخمس عشرة سنة على عرش السلطنة تحت اسم الملك المنصور علي تحت وصاية قطز الذي انتهز الفرصة لتوطيد مركزه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة