مجدى أحمد على

يا سينما يا غرامي / يوسف شاهين 8

السبت، 21 سبتمبر 2024 08:48 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

انتهى تصوير (وداعا بونابرت) وبسرعة تمت عمليات المونتاج ليلحق الفيلم بمهرجان كان.. وبصرف النظر عن الاستقبال الفاتر المفاجئ للفيلم وخاصة من النقاد والصحافة الفرنسية فقد أصبت شخصيا بصدمه أحسست وقتها أن زلزالها أقوى من أن أتجاهله.. كنت ورضوان الكاشف آخر من التحقنا بالفيلم وبالتالي كان الوقت المتاح لي يكفي بالكاد لعمليات التفريغ والعمليات التقنية الأخرى اللازمة لعمل المساعد الثاني الذي تطور مع سير العمل إلى مساعد حركى وموقع.. ورغم ملاحظاتي على السيناريو فقد اعتبرتها وجهة نظر شخصية ليس من اللائق مناقشتها مع أي من صناع الفيلم في مرحلة التنفيذ.. ولكن الشكل النهائي للفيلم - مع فورة العواطف الوطنية واندفاع الشباب - دفعني إلى الكتابة خلاصا من ذنب الصمت على ما رأيته مغايرا لما أفكر وأعتقد.

فاتحت رضوان في الأمر فقال إن لديه ايضا ملاحظات قد تكون اكثر وأعمق ولكنه يرى تأجيل هذه الخطوة كوننا كنا من العاملين في الفيلم ولا يصح لنا انتقاده سلبيا.. وعندما جادلته بأن عملينا (كلاكيت وملاحظ سيناريو) لا يجعلانا بأي شكل مشاركين في تكوين المحتوى الفكري أو الفني للفيلم وأن النقد ليس بالضرورة سلبيا، وإنما تحولنا لمشاهدين من جمهور الفيلم من حقنا - أو من واجبنا- إلا نكتم رأياً بأي ذريعة.. ولما لم أكن كاتبا محترفا في أي جهة - رغم كثرة أصدقائي في الوسط الصحفي الذين أبدوا استعدادهم للنشر - فقد اخترت النشر بأحد أعداد نشرة نادي سينما القاهرة والتي كان يحررها الأستاذ أحمد الحضري.

كتبت مقالا طويلا عدت إليه الآن ورأيت أن من حق أجيال جديدة أن تعرف بعض الحقائق المدهشة فعلا: 1- كان من حق أي كان كتابة رأيه حتى لو كان مجرد مساعد في أهم نشرة متخصصة في مجاله .. صحيح أن جو (خاصمني) وقتا قصيرا، ولكن ذلك لم يفسد علاقتنا كما سيتضح فيما بعد.

2- أعترف بأن المناخ الذي كان سائدا ساهم في دفعي للكتابة - بحدة أحيانا- وهو امر لم اندم عليه رغم فقدي فرصة العمل مرة أخرى مع جو أو شركته، ولكني ما كنت عبرت بهذا التهور الذي يصل إلى درجة المراهقة الفكرية.. وحتى هذه لا ندم عيها.

3- سوف اختار مقتطفات من المقال الطويل واترك النشر الكامل لمجال آخر ( قد يكون الكتاب الذي اقترحه الأصدقاء)..العنوان: بونابرت .. الأمل .. وخيبة الامل ..!!

هل قال يوسف شاهين لنفسه "حسنا .. هذا زمن وغد تتغير فيه البديهيات مع كل شروق لشمس وتتوه فيها المعاني في تحليلات عاجزة عن ملاحقة عصر يبدو الوطن فيه مندفعا بقوة قاهرة نحو هاوية لا قرار لها من يأس وفقدان للروح القومية والثقة بالنفس والغير .. هذا زمن لا أفهمه فارجع إلى ألواح الأجداد أستشرف آفاقا للمستقبل من دروس الماضي؟!!

لا أحسب أن مثقفا أو حتى متفرجا عاديا كان يتوقع غير هذا فيوسف شاهين عنده هو ذلك الفنان المتميز القلق لدرجة التوتر.. الجريء لدرجة الجنون والذي تعكس افلامه قدرة على صياغة فنه الراقي بدرجة عالية من الحرفية..

شاهين هو الفنان الوحيد الذي يعجب به جمهور السينما المصرية حتى في الافلام التي لا يفهمونها جيدا لأنهم كرّسوا في انفسهم احساسا عميقًا باحترامه وبرروا عدم فهمهم لأفلامه الأخيرة بنقص في مداركهم أو قصور في وعيهم بسينماه المتقدمة إلى تقدرها كل المهرجانات العالمية ..!!  محمد كريم يتحدث راكضا ليرفض تحذير (إدريس)مبعوث السلطان التركي الذي أرسله بونابرت طلبا لتسليم المدينة دون مقاومه.. بكر يقرران تسافر الأسرة كلها للقاهرة استعدادًا للمعركة (الحقيقية) تاركا سيده يدافع مع المماليك - والشعب طبعا-عن الإسكندرية آلت رممت حصونها على عجل وهو موقف غريب على أسرة مصرية عادية ناهيك عن غرابة الموقف بالنسبة لبكر (أحمد عبد العزيز) الذي يبدو في الفيلم كله شخصية مستقيمة ضيقة الأفق وليست واسعة الحيلة بعيدة النظر بأي حال وكان الأقرب إلى المنطق - من حيث الدراما- أن يحارب مع سيد وهو الاسكندراني المشهور بهوسه بمدينته إلى درجة التعصب وهو الامر الذي يشهد به التاريخ الذي يتحدث عن الدفاع المستميت عن الاسكندرية لدرجة ان بونابرت نفسه كاد يدفع حياته ثمنا لاستهتاره بالمقاومة اثناء مروره بحارة انطلقت منها النار فجأة فكادت تقتله كما يقول ( بوربين) سكرتير نابليون الخاص في مذكراته ولدرجة إصابة كلا من الجنرال كليبرومينو  واسكال كما قتل عدد آخر من الضباط والجنود.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة