"نهر القيامة الجليدى" .. أثار حالة من الرعب والقلق لدى خبراء العالم، وهو نهر نهر ثويتس الجليدي في القارة القطبية الجنوبية، والذى حصل على هذا الإسم بسبب قدرته على إغراق السواحل في جميع أنحاء العالم حال انهياره، وتشير إحدى الدراسات الأخيرة إلى أن النهر الجليدي قد يبدأ قريبا في الانهيار في المحيط مثل صف من أحجار الدومينو، حيث إن مساحة النهر تقترب من مساحة فلوريدا الأمريكية، ولكنه ليس وحده من تأثر بتغير المناخ ، وبدأ فى الذوبان.
نهر القيامة
وأطلق العديد من الخبراء تحذيرات من اقتراب ذوبانه حيث يفقد ثويتس سنويًا حوالي 50 مليار طن من الجليد، كما أن هذا النهر الجليدى يحتوى على ما يكفى من المياه لرفع مستوى سطح البحر من 60 سم إلى أكثر من 3 أمتار، وقال تيد سكامبوس، عالم الأبحاث الرئيسي في المعهد التعاوني لأبحاث العلوم البيئية (CIRES) ورئيس الاتحاد الدولى "يشكل ثويتس تهديدا كبيرا على المدى القصير".
نهر القيامة الجليدى
ويعتبر نهر القيامة الجليدى،أكبر نهر جليدى في العالم ولذلك فإن ذوبانه يثير هذا الرعب والقلق ، ولكن ليس هو وحده من يهدد العالم ولكن تغير المناخ ، السبب الرئيسى ، في ذوبان الجليد في أنهار العالم وهو ما سيؤدى بطبيعة الحال إلى اختفاء تلك الأنهار
اختفاء الأنهار الجليدية بحلول 2050
في أوروبا ، الأنهار الجليدية في جبال البرانس مونتي بيرديدو (فرنسا، إسبانيا) – قد تختفي من الآن وحتى عام 2050، كما هو الحال بالنسبة لأنهار الدولوميت الجليدية التي ستختفى بحلول 2050.
وفى أمريكا اللاتينية، الأنهار الجليدية في متنزه أليرسيس الوطني (الأرجنتين) – ثاني أعلى خسارة في الكتلة مقارنة بعام 2000 (45.6%)، و الأنهار الجليدية في متنزه هواسكاران الوطني (بيرو) – انخفضت بنسبة 15% منذ عام 2000.
وفى أمريكا الشمالية، الأنهار الجليدية في متنزه يلوستون الوطني (الولايات المتحدة الأمريكية) – قد تختفي بحلول عام 2050، وأيضا الأنهار الجليدية في منتزه يوسمايت الوطني – قد تختفي بحلول عام 2050.
وفى نيوزيلندا ، فقد النهر الجليدي في موقع تي واهيبونامو – جنوب غرب نيوزيلندا 20% من حجمه منذ عام 2000.
فنزويلا أول دولة تفقد كل أنهارها الجليدية
أصبحت فنزويلا أول دولة تفقد آخر أنهارها الجليدية، بسبب التغير المناخي، وأكدت المنظمة الدولية للمناخ الجليدى (ICCI)، وهى التى تراقب المناطق المتجمدة والمثلجة فى العالم، على شبكة X أن آخر نهر جليدى فنزويلى، المعروف باسم هومبولت أو لا كورونا، أصبح "أصغر من أن يصنف على أنه نهر جليدى، لأنه بالفعل اختفى بسبب تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة.
وأشارت المنظمة إلى أنه بذلك تكون فنزويلا أول دولة فى سلسلة جبال الأنديز تفقد كل أنهارها الجليدية.
ورغم وقوعها فى وسط المناطق الاستوائية، كان لدى فنزويلا ما لا يقل عن 5 أنهار جليدية فى بداية القرن الماضى، وذلك بفضل ارتفاع جبال الأنديز التى يصل ارتفاعها إلى 5007 أمتار فوق مستوى سطح البحر.
وتعود السجلات الجليدية الأولى لجبال سييرا نيفادا إلى عام 1910، عندما رسم المهندس وعالم الطبيعة الفنزويلى ألفريدو جان خريطة للمنطقة وأشار إلى أن الأنهار الجليدية تغطى مساحة لا تقل عن 10 كيلومترات مربعة، وتم توزيعها على قمم بوليفار وبونبلاند ولا كونشا وإسبيجو وهمبولت.
وقد بدأ الجليد فى هومبولت فى الانخفاض منذ السبعينيات، لكن ذوبانه تسارع بشكل كبير منذ عام 2016، ومن بين عشرة كيلومترات من السطح الجليدى الذى غطى جبال الأنديز الفنزويلية فى عام 1910، لم يتبق منها حاليا سوى أقل من 1%.
وقال مسئولون فى المنظمة، إنه أمر محزن للغاية، فى تلك الزيارة الأخيرة لم نكن متأكدين أننا سنرى الثلوج على القمة مرة آخرى، فهناك بعض الثلوج القليلة التى تكاد أيضا أن تنتهى فى اقرب وقت.
ويقول خورخى لويس سيبالوس، عالم الجليد فى معهد الهيدرولوجيا والأرصاد الجوية والدراسات: "الجليد الموجود على نهر هومبولت الجليدى على وشك الاختفاء تماما، ونظرا لحجمه الحالى، يتساءل البعض عما إذا كان لا يزال نهرا جليديا أم لا".
سويسرا
أما فى سويسرا، فقد أظهرت أبحاث أنها فقدت 10% من أنهارها الجليدية خلال عامين فقط، شهدا ارتفاع درجات الحرارة فى الصيف وانخفاض تساقط الثلوج شتاء، وقال باحثون أن البلاد فقدت قدرا كبيرا من الجليد خلال 24 شهرا، يماثل ما خسرته فى العقود الثلاثة التى سبقت عام 1990، ووصفوا ذوبان الجليد بأنه كارثى، شهدت سويسرا اختفاء 4% من إجمالى حجم الأنهار الجليدية عام 2023، وهو ثانى أكبر انخفاض فى عام واحد، بالإضافة إلى انخفاض قياسى بنسبة 6% فى عام 2022.
إسبانيا
وتشهد إسبانيا اختفاء نهر أنيتو الذى يعد أكبر نهر جليدى فى جبال البرانس فى إسبانيا، والذى بدأ فى الذوبان إثر موجة الحرارة الشديدة خلال فصل الصيف.
أوضحت الدراسة أن النهر الجليدى يتبع اتجاها متسارعا للاختفاء، وقد ضاعفت موجات الحرارة الأخيرة من فقدان الجليد 3 مرات، وفى عام 2022 وحده، فقد النهر الجليدى 3 أمتار من السمك فى المتوسط، وهو أعلى رقم تم تسجيله على الإطلاق، ويتزامن مع عام شهد درجات حرارة قياسية فى جميع أنحاء إسبانيا.
النمسا
وحذرت منظمة نادى جبال الألب من أن النمسا قد تخسر كل أنهارها الجليدية تقريبا فى غضون 45 عاما، لأن اثنين من هذه الأنهار تقلصا العام الماضى بأكثر من 100 متر، وفى ظل القلق العالمى فى شأن تأثير ظاهرة الاحترار المناخى على الأنهار الجليدية فى العالم، أفاد أحدث تقرير صادر عن نادى جبال الألب النمسوى (OeAV) عن تراجع كبير جدًا للأنهر الجليدية فى البلاد على مدى السنوات السبع الماضية.
وأظهرت الدراسة أن 93 نهرا جليديا نمسويا انخفض حجمها 23,9 متر فى المتوسط العام الماضى، وهو ثالث أكبر ذوبان نهر جليدى منذ بدء تدوين هذه البيانات عام 1891.
وكان 2022 العام الأسوأ لناحية ذوبان الأنهار الجليدية فى النمسا، إذ بلغ متوسط تراجعه 28,7 متر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة