حكاية سبعينى أفنى حياته فى عشق حرفة الفخار اليدوية بالوادى الجديد

الإثنين، 16 سبتمبر 2024 05:56 م

ابو علوة يصنع الزير الفخارى

الوادى الجديد- ماهر البهنساوى

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أبو علوة هو آخر فخرانى تقليدي بقرى عزب القصر التابعة لمركز الداخلة بمحافظة الوادى الجديد واسمه الحقيقي مبارز أحمد على والذي يبلغ من العمر 74 سنة وما زال يعمل فى مهنة صناعة الفخار بالطريقة البدائية لإنتاج أنواع مختلفة من الأوانى الفخارية وأهمها الزيرة والسقاية والقلال والقواديس "بيوت الحمام" وغيرها من الأوانى الفخارية التى يتم تصنيعها بطريق بدائية ويبيعها بأسعار زهيدة لا تزيد عن 100 جنيه للزيرة متوسطة الحجم وأغلب تعاملاته بنظام المقايضة ومبادلة المنتجات بالمحاصيل الزراعية والحبوب على مدار مواسم الزراعة.

ويعمل أبو علوة فى فاخورة بسيطة فى التكوين ولكنها تحمل كل ملامح الزمن الواحاتى الجميل فهو لم يدخل إليها الكهرباء ويكتفى بالعمل في ساعات النهار فقط حيث تتكون الفاخورة من عدة غرف أغلبها مكشوفة وأهم مكوناتها هى دولاب التصنيع بنظام العمل اليدوى والكوشة أو فرن الحرق ويعمل بالحطب حيث يقوم أبو علوة بتجهيز عجينة الفخار حتى تصبح جاهزة للتشكيل على الدولاب اليدوى للتصنيع وتشكيل القطع الفخارية ويتم بعد ذلك تجفيفها فى الشمس ثم حرقها فى الكوشة وتجهيزها حسب الطلب

وقال أبو علوة فى تصريح لـ"اليوم السابع" أن العمل فى تصنيع الأوانى الفخارية بتلك الطريقة البدائية يستغرق وقتا اطول من العمل المميكن حيث يقضى يومين أو ثلاثة أيام فى إنتاج قطعة فخارية كالزيرة نظرا لكبر حجمها وباقى المنتجات قد تستغرق ساعات فى انتاجها لكونها تمر بعدة مراحل مختلفة حتى الانتهاء منها ويتم مبادلتها بكميات من القمح والأرز والتمر وغيرها من الزراعات وقت الحصاد.

وأضاف أبو علوة يقوم بتحميل القطع الفخارية فى عربة كارو ويطوف بها على المزارعين وقت الحصاد ويعطى كل مزارع ما يطلبه من تلك الآوانى الفخارية ويقبل ما يمنحه المزارع من محاصيل دون تحديد كميات محددة حيث يرضى بمنحة المزارعين وفقا لظروف كل مزارع على حدة.

وأكد مبارز، أنه سعيد بتلك المهنة التى ورثها عن أجداده ويعتبرها من افضل الحرف التى تساهم فى قضاء حوائج الناس ولكنه لم يوفق فى إكساب أبنائه نفس حرفته لاتجاههم للعمل فى القطاع الحكومي والعمل الخاص ولكنه يقدم خبرته لمن يرغب في تعلم أصول الحرفة بالمجان حيث قام بتدريب عدد كبير من الشباب والحرفيين على صناعة الفخار ونجح عدد منهم فى تطوير إمكانياته والتقدم في الحرفة والانتظام فى العمل بها.

وأكد أبو علوة أن قرى الداخلة تتميز بانتشار عدد من الفخرانية الذين يقومون بصنع الفخار المنتجات الفخارية لسكان القرى والمدن المجاورة بالطرق التقليدية وخاصة فى قرى القصر وعزب القصر، ولكن مع التطور التكنولوجي وانتشار الصناعات الحديثة في الأسواق، بدأت صناعة الفخار تتلاشى تدريجيًا، ورغم ذلك ما زال هو وآخرين قلائل يعملون في صناعة الفخار التقليدي، مؤكدًا على أن إنتاج الفخار يتم بواسطة تشكيل جسم من الطين، وتعريضه للحرارة العالية في فرن أو كوشة وهذه العملية تزيد من قوة وصلابة الجسم الفخاري، وبعد عملية الحرق، يتحول الطين إلى ألوان مثل البرتقالي أو البني، أو البني المحمر. ويمكن تزيين جسم الفخار قبل الحرق أو بعده.

وأوضح عم مبارز أبو علوة أنه عند البدء في صناعة الفخار يجب اتباع عدة خطوات متوالية، أهمها اختيار المواد المناسبة لصنع الفخار، تحتاج إلى الطين والماء والأدوات المناسبة، حيث يتم تحضير الطين قبل بدء صنع الفخار بإضافة الماء إلى الطين وخلطه جيدًا حتى يصبح لينًا وسهل التشكيل ويترك لمدة يوم كامل قبل وضعه على دولاب التشكيل اليدوى وهو عبارة عن عجلة خشبية تدور بحركة الأرجل وبعد الانتهاء من التشكيل يتم ترك القطعة الفخارية فى الشمس حتى تجف تماما ويتم تجهيز فرن الحرق الذي يتم رص القطع الفخارية فيه واسعال النيران لمدة تصل إلى 4 ساعات حتى بتم الحرق بشكل كامل ويترك حتى يبرد ذاتيا تم يتم نقل القطع التى تم حرقها وتجهيزها للبيع او المقايضة.