شيريهان المنيرى

ممارسات "نتنياهو" فى غزة وسياسة كسب الوقت

الجمعة، 23 أغسطس 2024 12:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يستمر رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو فى سياساته وممارساته غير الآدمية تجاه الفلسطينيين، منذ أن بدأت المواجهات المُحتدمة بين إسرائيل وحركة حماس فى 7 من أكتوبر الماضى، والتى لا يبدو أن لديه النية فى تغييرها على المدى القريب، فى ظل محاولات مستمرة من قبل مصر وغيرها من الأطراف المعنية بملف التفاوض بين إسرائيل وحركة حماس، بهدف وقف العدوان على غزة والتقليل من معاناة الفلسطينيين التى تحولت إلى مأساة إنسانية.

المتابع لسياسات «نتنياهو» وخطاباته يرى أن طموحاته وأحلامه لا تنتهى، وهو ما أكد عليه عدد من السياسيين والإعلاميين الإسرائيليين على مدار الشهور الماضية، سواء عبر وسائل إعلام إسرائيلية أو حساباتهم الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى «X»، تويتر سابقًا، وجميعهم أشاروا إلى أن «نتنياهو» لن يترك منصبه بسهولة كما يطالبه البعض؛ بل على العكس هو يريد أن يبقى فى منصبه لمدة أخرى، سواء بفوز أو تأجيل الانتخابات الإسرائيلية المقبلة المُقررة فى عام 2026.


ولعل سياسة كسب الوقت هى اللاعب الأساسى فى سياسات «نتنياهو»، فمنذ أن بدأت الأزمة، تتضح جليًا فى كثير من الخطوات التى يتخذها، فى ظل مواقف تتخذها إسرائيل بين الحين والآخر تجاه غزة أو لبنان وإيران، لتؤكد من خلالها أنها لن تتراجع بسهولة قبل تحسين صورتها فى الداخل قبل الخارج، وتحقيق مكاسب ترضى غرور «نتنياهو» وحلفاءه ومؤيديه.


وأعلن البيت الأبيض عن اتصال هاتفى جمع بين الرئيس الأمريكي، جو بايدن، و«نتنياهو»، أكد فيه «بايدن» و«كامالا هاريس»، المُرشحة الديمقراطية بالانتخابات الأمريكية المقبلة والنائبة الحالية للرئيس الأمريكى؛ على ضرورة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار فى غزة، ونجاح المفاوضات المقررة فى القاهرة، فيما لفتت بعض الصحف الإسرائيلية إلى أن وزير الخارجية الأمريكى، أنتونى بلينكن والذى قام بجولة للشرق الأوسط، خلال الأسبوع الماضى، بشأن هذه الأزمة؛ أنهى المفاوضات قبل أن تبدأ، بإعلانه قبول الجانب الإسرائيلى بالمُقترح الأمريكى، وأن الولايات المتحدة توافق على بعض شروط «نتنياهو»، وفى الواقع ترى حماس قبل شهور أن إسرائيل ليس لديها النية فى التفاوض بما يُرضى الطرفين، وأنها تماطل لكسب مزيد من الوقت.


ويبدو أن «نتنياهو» يُراهن على نتائج الانتخابات الأمريكية المُقررة فى 5 نوفمبر المقبل، فإذا فاز المُرشح الجمهورى، دونالد ترامب، بالتأكيد ستكون الأمور فى صالح سياساته بشكل أقوى، فعلى الرغم من انتقاد «ترامب» فى أحد لقاءاته الصحفية ضمن حملته الانتخابية الجارية، لحدوث طوفان الأقصى فى عهد «نتنياهو»، إلا أنه تعهد بحماية إسرائيل فى حال فوزه، وكان «ترامب» قد أعلن خطته خلال فترة توليه السابقة لرئاسة أمريكا، والتى عنت بالسلام فى الشرق الأوسط، فمن خلالها اقترح حل الدولتين، وتعهد بأن تظل القدس عاصمة لإسرائيل، وهو ما كان الرئيس الفلسطينى، محمود عباس أبو مازن رفضه فى ذاك الوقت، مؤكدًا على رفض الفلسطينيين لخطة «ترامب» وعدم القبول بدولة فلسطينية دون القدس، وذلك فى الوقت الذى لاقت فيه الخطة ترحيب كبير من إسرائيل، وعلى مدار الأشهر الماضية منذ اندلاع حرب غزة، تشير التقارير إلى أنه مع استمرار «نتنياهو» ستستمر الحرب ضد «حماس» ربما لأكثر من 10 سنوات، وأنها ستتشعب إلى مساحات ومناطق أكثر من القطاع وليس غزة فحسب.


وحمل خطاب «نتنياهو» أمام الكونجرس فى يوليو الماضى، تأكيدًا على استمرار النهج الإسرائيلى ذاته، وأيضًا متانة العلاقات الإسرائيلية الأمريكية فى كل الأحوال وانحياز السياسات الأمريكية لإسرائيل بشكل عام، مشيرًا إلى أن عدو واشنطن وتل أبيب واحد، مطالبًا أمريكا بمزيد من السلاح لمواصلة الحرب على غزة وتسريع عملية الدعم العسكرى.


وبذلك فإن الشرق الأوسط يبقى الخاسر الأكبر من التعنت الإسرائيلى وسياسات «نتنياهو» التى لا نرى مؤشرًا على تراجعها، فالمنطقة بذلك فى مهب الريح، وأيضًا أمام تحديات كبيرة فى حال استمرار الأوضاع على هذا المنحى، فربما تتسع رقعة الحرب وتشمل أطرافًا ولاعبين جُدد، ففى حال عدم نجاح المفاوضات والتى تُعد فرصة أخيرة لتحقيق السلام بالمنطقة، تنتهى سُبل وقف الحرب الجارية الآن، أو وضع حد لمزيد من التداعيات التى بالتأكيد ستترتب على استمرار حرب غزة، والصدام بين إسرائيل وحركة «حماس»، بما يؤثر على أمن واستقرار المنطقة بأكملها.. ولكن ما زال الأمل موجودًا، فما بين غمضة عين وانتباهتها يغير الله الدنيا من حال إلى حال.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة