مع انطلاق فاعليات مهرجان نبتة، في دروته الأولى ولمدة ثلاث أيام، وذلك تحت مظلة مهرجان العلمين، المهرجان الأهم و الأضخم في الشرق الأوسط، نشهد طفرة في عالم الطفولة، ورسائل أن صناعة المستقبل تبدأ الآن من إعداد جيل صحى سعيد، يتناسب مع تقاليد المجتمع المصري الأصيل.
نبتة ، هو المهرجان الذى يهتم أولا وأخيرا بالطفل ، وكل ما يهم عالم الأطفال من صناعة محتوى، ومضمون، وهو الأمر الذى حرصت على تقديمه بشكل مشرف الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، فوسط فاعليات مهرجان العلمين الذى يعد في حد ذاته حدثا سياحيا ، ثقافيا، تعليميا ، من تقديم جرعة كبيرة من الترفيه للجمهور من خلال تقديم حفلات غنائية لكبار النجوم، وعرض مسرحيات، كما اشتمل الامر على تقديم أمسيات ثقافية ، ومسابقة رالي للسيارات الكهربائية، لطلاب الجامعات ، لم يتم اغفال الأطفال، وإنما تم التركيز على عالمهم، وإقامة مهرجان مخصص لهم، ستظل فاعلياته كل صيف، بل طوال العام .
مهرجان نبتة.. نقطة مضيئة تضاف لكل المبادرات التى تهتم وتعلى من حق الطفل فى عيش طفولته، ونيل الرعاية النفسية والصحية التي تتناسب منطقيا وفعليا مع عمره، وسط عصر تتزايد في المغريات والتحديات امام الجميع، واولهم الأطفال، الذين أصبحوا فعليا مختلفين في كل شيء عنا عندما كنا صغارا.
الأطفال في ذلك العصر مظلومون، وسط هذا الكم من الزخم التكنولوجي والتطور الهائل، واستخدام كل مواقع التواصل الاجتماعي، وسهولة الوصول لكافة التطبيقات، دفعت والقت الأطفال على قارعة تلك المواقع، ليروا ما يراه الكبار، ويسمعوا ألفاظ دارجة مع الوقت التصقت بألسنتهم، لنرى جيل مشوه، صغار الأجسام محملين بأفكار مشوشة من عالم الكبار.
نحن كنا جيل محظوظ ومطمئن، مدثر بالعديد من المقومات، والذكريات والظروف الجيدة، ما بين قنوات محلية محدودة تعرض ما يليق ويتفق مع براءتنا وطفولتنا وسلامنا النفسى، وبين عصر هادئ لا صخب فيه ولا توترات.
أما الآن فها نحن نرى أجيالا جديدة من الأطفال معظمها غير سوية، تربت على الألعاب الالكترونية العنيفة" بابجى ، وألعاب الفيديو، واليوتيوب، والتيك توك، أطفال مربوطة بتكنولوجيا غريبة، وكلمات أغاني مهرجانات ، تفوق عمرهم اختلطت بكلمات متلعثمة على ألسنتهم .
لذا كان إقامة مهرجان بحجم مهرجان نبتة شيء قيم وهام جدا وحالة إنقاذ، في توقيت جدا مهم، فنعم للعودة للطفولة ، نعم للحفاظ وتكوين درع قوى يحمى الأطفال من مفاسد العصر التكنولوجية، من خلال التمسك بكل أحلام الطفولة الوردية، من إحاطتهم بالفاعليات التي يحبونها وتملاء عالمهم مرة أخرى بكل القيم التي تنميهم من جديد، وجذبهم مجددا لهذا العالم ، سواء من خلال تقديم عروض غنائية هادفة، او كرتون راق، او ورش عمل ، وفاعليات ريادة اعمال تعلم الأطفال كيفية مهارات ريادة الاعمال، وطريقة إدارة احلامهم وتحويلها لحقيقة، بما يجلب ذلك من زيادة الثقة في النفس، والاعتماد على الذات، فبناء المستقبل يبدأ من هنا والأن.
هنا والآن نبدأ بتغيير عقلية الصغار، هنا والآن نباشر طرد القبيح وزرع الجميل، هنا والآن ليس فيما بعد نقوم بغرز القيم، وإعادة تلوين عالم الصغار بالقصص والأساطير والخيال الحالم المفيد، بغرز "نبتة" وبذرة" محبة وعطاء بقلب كل طفل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة