"شوفنا الموت بعيونا" (الحلقة الأولى).. شهادات حية لمعتقلين فلسطينيين محررين تكشف أبشع الجرائم في سجون الاحتلال.. محاولات التجنيد تنتهى بتجويع وحفلات تعذيب واغتصاب ومنع من العلاج.. واستشهاد 36 أسيرا منذ 7 أكتوبر

الإثنين، 08 يوليو 2024 01:30 م
"شوفنا الموت بعيونا" (الحلقة الأولى).. شهادات حية لمعتقلين فلسطينيين محررين تكشف أبشع الجرائم في سجون الاحتلال.. محاولات التجنيد تنتهى بتجويع وحفلات تعذيب واغتصاب ومنع من العلاج.. واستشهاد 36 أسيرا منذ 7 أكتوبر المعتقلون الفلسطينيون
كتب أحمد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

معتقل فلسطيني: عذبونا خلال 65 يوما وجعلوا الكلاب تغتصبنا وهددونا بإحضار خنازير وضربونا عندما طلبنا الذهاب للعيادة لعلاج جروحنا

معتقل فلسطيني:  ضمونا من خلال جرافات حتى صرنا نتشاهد خوفا من الموت وطلبوا منى التجنيد لصالحهم ورفض

معتقل فلسطيني: جوعونا حتى انخفضت أوزاننا و3 فرق تعذيب تضربنا داخل الغرف يوميا وزميل لى حاول الانتحار داخل المعتقل للهروب من التعذيب

مسئول أممى: الاكتظاظ الحاصل داخل غرف الاعتقال لا تخضع للمراقبة الصحية ونوعية المأكل لا يرقى إلى المطلوب

استشهاد 36 معتقلا من قطاع غزة في معسكر "سديه تيمان"

عدد حالات الاعتقال بين صفوف الأطفال 635 طفلا و300 سيدة

المتحدث باسم شئون الأسرى والمحررين: نعمل على تصور شامل للذهاب بعيدا في دعاوى ضد الاحتلال
 

"قاعدين على ركبنا من الساعة الخامسة صباحا حتى العاشرة مساء، ممنوع تغير قعدتك ورأسك يكون نازل لتحت، أشياء كثيرة حصلت معانا، أيش أحكي لما أحكيلك، بهدلونا، الشباب داخل المعتقلات وضعهم سئ للغاية، ما كنا نعرف اللى بيصير في البلد، فقط ضرب وتجويع وإهانات لنا بحجة أنه لا يوجد أحد يحبنا نحن أهل غزة، ولا أحد يقف معنا، وطول فترة الاعتقال جلسات من المخابرات الإسرائيلية لتجنيدي كي أعمل معهم للقضاء على الفصائل الفلسطينية، وحين أرفض ضرب وإهانات".

هذه كانت مقدمة شهادة التاجر الفلسطيني عاهد الريس، المقيم في غزة لنا، والذي اعتقلته قوات الاحتلال في منطقة المواصي برفح، بعد نزوحه من خان يونس، ضمن مجموعة من الفلسطينيين خلال الاقتحام البرى لإحدى المدن بغزة، ويقتادوه إلى أحد المعتقلات السرية في غلاف غزة، ويلقى كل أنواع التعذيب والتنكيل لمدة 65 يوما، وصفهم "الريس" بأنه كان يرى الموت كل يوم مع باقي المعتقلين من شدة التعذيب والحرمان من الطعام والضرب المبرح.

عاهد الريس
عاهد الريس

شهادة ضمن مئات الشهادات التي تكشف جانب مظلم وبشع من تلك الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين من قتل وتجويع وتشريد، بجانب المداهمات والاعتقالات، فبمجرد أن يختارك الجندي الإسرائيلي خلال نزوحك من الشمال للجنوب أو العكس لتكون ضمن الأشخاص الذين سيتم اعتقالهم تبدأ رحلة الموت، لا تعرف أين سيقتادوك؟ ولا ما هي جريمتك؟ وهل ستخرج من المعتقل أم لا؟ بل إنه بمجرد أن تقف ضمن طابور المعتقلين تتعرض لكل أنواع التعذيب والضرب المبرح الذي أدى بالفعل لاستشهاد عدد كبير من المعتقلين في غزة، وكذلك الضفة الغربية.

9000 معتقل من قطاع غزة و9300 فلسطينيا من الضفة الغربية

وفقا لبيان صادر من المكتب الإعلامى الحكومى في غزة، يؤكد أن هناك آلاف المعتقلين من قطاع غزة خلال حرب الإبادة الجماعية الجماعية التي يشنها الاحتلال ضد الفلسطينيين، بينهم 310 حالات اعتقال من الكوادر الصحية، و20 حالة اعتقال صحفيين في غزة ممن عُرفت أسماؤهم، وفى وقت لاحق وبالتحديد 20 يونيو الماضي، أعلنت مؤسسات الأسرى أن عدد أسرى قطاع غزة لدى الاحتلال ارتفع منذ السابع من أكتوبر إلى 9000 منهم 300 امرأة و635 طفلا و80 صحفيا، فيما أعلنت هيئة شئون الأسرى والمحررين الفلسطينيين، يوم الخميس 13 يونيو الماضي عن ارتفاع حصيلة الاعتقالات في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر إلى نحو 9300 فلسطينيا، وذلك غير آلاف المعتقلين قبل 7 أكتوبر.

عدد المعتقلين الفلسطينيين
عدد المعتقلين الفلسطينيين

واستشهد في سجون الاحتلال بعد السابع من أكتوبر بالضفة الغربية، ما لا يقل عن 18 أسيرا ممن تم الكشف عن هوياتهم، بينهم 16 أسيرًا ممن استشهدوا وأعلن عنهم بعد السابع من أكتوبر محتجزة جثامينهم، وهم من بين 27 أسيرا من الشهداء يواصل الاحتلال احتجاز جثامينهم، فيما اعترفت سلطات الاحتلال في مايو الماضي باستشهاد 36 معتقلا فلسطينيا من معتقلي قطاع غزة في معسكر "سديه تيمان"، بعد تعرض أبناء القطاع لانتهاكات جسيمة من لحظة الاعتقال من الشوارع والبيوت أثناء العمليات العسكرية المستمرة وعند إخضاعهم إلى التحقيق الميداني مما أدى إلى استشهاد العشرات منهم سواء في الميدان أو داخل معسكرات الاعتقال والتحقيق، كما أكدت وزارة الأسرى والمحررين في غزة، في 20 يونيو الماضي، أن عدد الشهداء الأسرى في سجون الاحتلال ارتفع ليصل إلى 54 شهيدا.

وقالت وزارة الأسرى والمحررين في قطاع غزة، في بيان حينها، إن حجم الكارثة التي يعيشها الأسرى في سجون الاحتلال "الإسرائيلي" كبير وأن والظروف الحياتية والمعيشية التي يواجهها المتعقلون مرعبة وغير إنسانية وغير مسبوقة، مؤكدة أن 36 أسيراً من أسرى غزة الذين تم اعتقالهم خلال حرب الإبادة الجماعية؛ استشهدوا تحت التعذيب ونتيجة ظروف الاعتقال القاسية، وإن 54 شهيداً من كافة المحافظات الفلسطينية استشهدوا في سجون الاحتلال نتيجة التعذيب وظروف الاعتقال اللاإنسانية والاعتداء الممنهج على الأسرى منذ بدء حرب الإبادة الجماعية.
 
عدد الأسرى الشهداء في سجون الاحتلال
عدد الأسرى الشهداء في سجون الاحتلال

القانون الدولى يحرم تعذيب الأسرى

ما تمارسه قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد المعتقلين الفلسطينيين سواء في غزة أو الضفة الغربية يتنافى تماما مع القانون الدولة، خاصة أن اتفاقية جنيف الرابعة تحرم المساس بعائلات الأسرى، حيث ينص قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم "43-173" الصادر في عام 1988 والذي يتعلق بحماية جميع الأشخاص الذين يتعرضون لأي شكل من أشكال الاحتجاز أو السجن وبشكل محدد المبدأ رقم 21" حيث يحظر استغلال حالة الشخص المحتجز أو المسجون استغلالا غير لائق بغرض انتزاع اعتراف منه أو إرغامه على تجريم نفسه بأية طريقة أخرى أو الشهادة ضد أي شخص آخر، كما يندرج اعتقال أفراد عائلة المعتقل ضمن سياسة الاحتلال بفرض العقوبات الجماعية المحرّمة بموجب المواثيق والمعاهدات الدولية، التي تحرم محاسبة أي شخص عن أي جريمة لم يرتكبها هو شخصيا.

كما حرمت المواثيق والمعاهدات الدولية فرض العقوبات الجماعية بحق المدنيين، وهذا ما نصت عليه اتفاقية لاهاي الخاصة باحترام قوانين وأعراف الحرب البرية، واتفاقيتا جنيف الثالثة والرابعة، وهذه السياسة تشّكل ضرباً من ضروب التعذيب النفسي بحق المعتقل وكافة أفراد العائلة، ورغم توقيع دولة الاحتلال على اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة التي تحظر التعذيب وسوء المعاملة بشكلٍ مطلق منذ العام 1991، إلا أن سلطاتها ما زالت تمارس التعذيب بشكل ممنهج وبوتيرة أعلى وأشد وهو ما تجلّى في الأشهر الأخيرة الماضية.

المصدر هيئة شئون الأسرى الفلسطيني
المصدر هيئة شئون الأسرى الفلسطيني

نعود لقصة الأسير عاهد الريس، والذي يكشف في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، من داخل غزة، أشكال العذاب التي تلقاها داخل إحدى المعتقلات السرية للاحتلال، حيث يكشف تفاصيل اعتقاله، قائلا :"كنا في غزة بمخيم الشاطئ في بيتنا، اقتحمها جيش الاحتلال وطلب منا النزوح إلى الجنوب، فخرجت أنا وأهلي على الجنوب عند دار خالتي في خان يونس بحي الأمل بعد شهرين، وبعد دخل الاحتلال خان يونس، فقررنا أنا وأهلى وخالتى بالنزوح ناحية رفح، وخلال نزوحنا في الطريق الآمن الذي أعلن عنه جيش الاحتلال للذهاب إلى منطقة المواصي، خرجت مع أهلى وأنا لست مطلوبا أو متهما في شيء ولم أخشى من المرور أمام جنود الاحتلال ولكن عندما وصلت أمامهم فوجئت أنه يطلبون منى أن أذهب ناحية اليمين".

المصدر  هيئة شئون الأسرى الفلسطينيين
المصدر هيئة شئون الأسرى الفلسطينيين

أسير محرر من غزة: لم يكن يعطونا طعاما إلا القليل وضربونا كثيرا عندما طلبنا الذهاب للعيادة بسبب جراحنا

هنا بدأت رحلة العذاب التي عاشها عاهد الريس، لمجرد أن جنود الاحتلال قرروا أن يكون ضمن من سيعتقلوهم بدون أي سبب، فقد لأنه فلسطيني فأرادوا التنكيل به مثلما ينكلون بباقي سكان غزة، حيث يقول :" عندما طلب منى جنود الاحتلال أن أبقى في اليمين قلت ساعات وبروح، ولكن أبقونا عندهم لمدة 65 يوما من العذاب، من غير ذنب اقترفه لمجرد أنى مواطن يعيش في غزة، فهم لا يفرقون بين من ينتمى للفصائل الفلسطينية، والشعب المدني".

يحكى الأسير الفلسطيني المحرر، تفاصيل ألوان التعذيب التي تلقاها مع مجموعة من المعتقلين منذ بداية اعتقاله، قائلا :"على حاجز الأقصى أول ما اعتقلونا جردونا من ملابسنا وألبسونا ملابس بيضاء، ثم وضعونا في جورة كبيرة وبدأوا يضمونا من خلال جرافات، وسرنا نتشاهد أنا و23 شابا كانوا معي تقريبا، وضمونا تقريبا للركب والجنود واقفين يسخرون علينا ويغنون، ونحن نقول أشهد أن لا إله إلا الله محمد رسول الله، وهم يستمرون بضمنا بالجرافات، وشعرت حينها بالرعب واقتراب موعد الموت،، وبعدها بربع ساعة من الرعب نزل جنود الاحتلال بجورة ومسكوا شابا فلسطينيا من رقبته، ونحن نقول لهم نحن مدنيون ولسنا من الفصائل ولكنهم استمروا في تعذيبنا فهم وحوش وليسوا مواطنين طبيعيين".

ويتابع الأسير الفلسطيني المحرر :"بعد ذلك نقلونا إلى داخل المعتقل، ولم يكن يعطونا طعاما إلا القليل القليل، ومن كثرة ما رأينا من ألوان التعذيب كنا نتمنى الموت ، والله بهدلونا ما عمري توقعت يكون هذا الإجرام، خاصة أننى لست منتميا لأي تنظيم أو حركة وليس لى في السياسة، أنا تاجر وأهلي تجار والحمد لله ربنا أنعم علينا ومعنا أموال ولم ننضم إلى أي حركات سياسية على الإطلاق، وذلت لهم ذلك وقلت أني ما لي في أي تنظيم ولكن استمروا في تعذيبنا".

ويقول عاهد الريس، عن تفاصيل العذاب الذي لقاه خلال 65 يوما في المعتقلات الإسرائيلية :"أشياء كثيرة حدثت معي ومع الشباب، وطول فتره الاعتقال مكلبشين اليدين مغميين العينين، قوات الاحتلال ليس لديهم أي رحمة، وأحضروا كلاب الله يعزك تغتصب الشباب، وهددونا بإحضار خنازير الله يعزك تغتصبنا، وكان معنا فتيات خلال لحظة الاحتلال ولكن نقولهم إلى مكان اعتقال أخر ولم نراهم بعد ذلك، وكان معنا في مكان الحجز مواطن مسن، مريض بالقلب أغمى عليه ولكن جنود الاحتلال تركوه في الحجز عندما قرروا أن يخلوا سبيلنا بعد 65 يوما، وكان يقول لهم أنه مريض بالقلب ولكن لم يكن أحد منهم يستمع له أو يذهب به لطبيب، وعندما تطلب في المعتقل أنك تريد الذهاب إلى العيادة بسبب الجروح التي أصابتنا نتيجة التعذيب كان جنود الاحتلال يضربونا ضربا مبرحا، وهذا جعلنا لا نطلب أبدا الذهاب إلى العيادة وظلت أيدينا تنزف الدماء بسبب الكلبشات التي وضعوها في أيدينا"

هذه شهادة أولى لمعتقل فلسطيني تم تحريره مؤخرا من سجون الاحتلال، تكشف جرائم ضد الإنسانية يرتكبها هذا الاحتلال ضد المعتقلين الفلسطينيين في سجونهم دون أي تهم، عائد الريس كان معتقلا ضمن أكثر من 9 آلاف معتقل خرج ليفضح هذا الإجرام الإسرائيلي، حيث يقول في شهادته "بدي أفضح هذا الإجرام أريد أن يرى العالم تلك الجرائم التي تعرضنا لها دخول سجون هذا الاحتلال".

في تقرير نشرته هيئة شئون الأسرى الفلسطينيين، عبر موقعها الرسمي في 3 يونيو الماضي، أكدت أن حصيلة حملات الاعتقال أكثر من 9300 في الضفة بما فيها القدس، كما بلغت حصيلة حالات الاعتقال بين صفوف النساء أكثر من 300، حيث تشمل هذه الإحصائية النساء اللواتي اعتقلن من الأراضي المحتلة عام 1948، وحالات الاعتقال بين صفوف النساء اللواتي من غزة وجرى اعتقالهن من الضفة، كما بلغ عدد حالات الاعتقال بين صفوف الأطفال 635 طفلا.

المصدر هيئة شئون الأسرى الفلسطينيين
المصدر هيئة شئون الأسرى الفلسطينيين

تقرير هيئة شئون الأسرى الفلسطينيين، أكد أن عدد حالات الاعتقال بين صفوف الصحفيين بعد السابع من أكتوبر بلغ نحو 81 صحفيًا، تبقى منهم رهن الاعتقال 50 و12 صحفيًا من غزة رهن الإخفاء القسري، وبلغت أوامر الاعتقال الإداري بعد السابع من أكتوبر أكثر من 5900 أمر ما بين أوامر جديدة وأوامر تجديد، منها أوامر بحق أطفال ونساء، موضحا أن الاحتلال اعترف مؤخرا أنه اعتقل ما لا يقل عن 4000 مواطن من غزة، أفرج عن 1500 منهم، واعتقل الاحتلال المئات من عمال غزة في الضفة، إضافة إلى مواطنين من غزة كانوا متواجدين في الضفة بهدف العلاج.

أسير محرر من الضفة : سقط ثلث شعر رأسي بسبب التعذيب ولا يقدمون العلاج.. و3 فرق تعذيب تدخل علينا يوميا

في الضفة الغربية، هناك قصة الأسير الفلسطيني المحرر مؤخرا عمر العساف، الذي تواصلنا معه ليكشف حجم التعذيب الذي تلقاها هو وزملائه في المعتقل الإسرائيلي، حيث يؤكد عمر العساف، أن التنكيل بالمعتقلين يبدأ منذ لحظة الاعتقال، فقبل أن يقتحمون أبواب الشقة للاعتقال يقومون بتكسير الأبواب ويخلعونها ويعتقلون الأبناء ويدخلون لغرف الأسرة   والنساء المرضعات داخل  بيوتهن حيث يدخلون ويصيحون ويعزلون أفراد الأسرة ويفتشون البيوت ويعتقلون أمام الأهل ويكلبشون ويربطون بالأربطة والكلابشات البلاستيكية والحديدية ".

عمر عساف معتقل فلسطيني
عمر عساف معتقل فلسطيني

يقول عمر العساف، شهادته بشأن التنكيل الذي يتعرض له المعتقل الفلسطيني على يد الاحتلال، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" من الضفة :"قوات الاحتلال يضعون غماية يربطون على عيون المعتقلين حتى لا يرون شيئا ويسقونهم إلى أرضية السيارة وأن تصل إلى المعتقل أو التوقيف حتى تشاهد من تعرض للإيذاء ومن ضرب خلال اعتقاله ومن كسرت عظامه وانتفخت عينه ومزقت ملابسه ومن لا يقوى على المشي لأنهم ضربوه على مدى ساعة أو أكثر  وهم يسقونه من مكان اعتقاله إلى مستوطنة قريبة أو دورية قريبة".

تخريب في إحدى منازل الأسرى بعد اقتحامه للقبض على بعض الشباب الفلسطينيين
تخريب في إحدى منازل الأسرى بعد اقتحامه للقبض على بعض الشباب الفلسطينيين

"ينكلون بالمعتقلين خلال الاعتقال، ويتبولون على أحد المعتقلين وهو مكبل، ويأمرون بعض المجندات ليتلفظون بألفاظ سيئة ودونية ولا صلة لها بالأخلاق قبل وخلال الاعتقال"، هكذا يكشف عمر العساف أشكال التعذيب والتنكيل الذي تعرض له والفلسطينيين في سجون الاحتلال، متابعا :"في المعتقل يبدأ التنكيل بسياسة عامة هي سياسة التجويع لأن التجويع هو عذاب مشترك لكل السجناء لا يقدمون أكلا بأية قيمة غذائية، مثلا الأكل لا يحتوى على أية لحوم أو فواكه في الستة شهور الأولى ولا يوجد شوربة ساخنة أو شاي ساخن، أو  قهوة على مدرة الاعتقال كلها، ويكتفون بالمواد التى قيمتها غذائية متدنية وبكميات قليلة للغاية مثل الفول والعدس والحمس والذرة والبسلة والأرز تشكل الوجبة الرئيسية للمعتقل كل يوم "، وعن تأثير سياسة التجويع التي ينتهجها الاحتلال على المعتقلين الفلسطينيين يقول:"هذا قاد إلى انخفاض في أوزان المعتقلين على صعيد أحد المحاور العامة".

منزل أحد الأسرى الفلسطينيين بعد اقتحام الاحتلال لبيته للقبض عليه
منزل أحد الأسرى الفلسطينيين بعد اقتحام الاحتلال لبيته للقبض عليه

وفي 26 يونيو الماضي، اعترف وزير الأمن الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، لصحيفة "هآرتس"، أن الاحتلال يجوع الأسرى في السجون، مبررا أن هدف هذه الإجراءات هو الردع، بعد منعه الأسرى من تلقي طعامهم بأنفسهم، وتقليص الفرصة الممنوحة للاستحمام، مؤكدا أنه تفاخر في أكثر من مناسبة بالأشهر الماضية بأنه يقف وراء خفض حصص الغذاء التي تقدم للمعتقلين الفلسطينيين، وبعدها بأيام وتحديدا في 30 يونيو الماضي، دعا إيتمار بن غفير إلى إعدام الأسرى الفلسطينيين بإطلاق الرصاص على رؤوسهم، بدلا من إعطائهم المزيد من الطعام.

ويكشف الأسير الفلسطيني المحرر، أسماء فرق تعذيب إسرائيلية مهمتها ضرب المعتقلين يوميا داخل غرف الاعتقال، حيث يقول :"على صعيد القمع هناك فرق قمعية خاصة داخل المعتقل وهذه الفرق واحدة اسمها مأسادة ونحشون وكيتا وهذه المجموعات القمعية تدخل إلى الغرف بسبب أو دون سبب وتضرب المعتقلين بالبنادق وبالغاز والهراوات وتطلق أعيرة مطاطية من مسافة صفر تحدث جروح كبيرة في أجساد المعتقلين ولا يقدمون لهم العلاج، وهذا التعذيب والضرب شاهدته بعيني الدماء على الأرض حيث يسحبون المعتقلين لمسافة 10 أمتار أو أكثر من 100 متر، دماء الذين قمعوا لأنى كنت في زيارة لأحد المحامين، وهذا كل التعذيب والتنكيل أدى إلى وفاة 18 سجينا من السجناء بسبب التنكيل وما تقوم به هذه الوحدات".

منزل أحد الأسرى الفلسطينيين بعد اقتحام الاحتلال له للقبض عليه
منزل أحد الأسرى الفلسطينيين بعد اقتحام الاحتلال له للقبض عليه

"هناك أشخاص حاولوا الانتحار، لأنهم لا يحتملون هذا العذاب أنا في المعتقل الذي كنت فيه كان هناك شابا اسمه محمد شاهين حاول الانتحار، وهناك أشخاص بعد الضرب المبرح تنتفخ أعينهم ومنهم من لا يقوى على المشي"، هنا يتحدث عمر العساف عن أهوال التعذيب وكيف سعى بعض الفلسطينيين للتخلص من حياتهم حتى لا يستمر هذا العذاب، مضيفا :"من العقوبات التي نتعرض لها حرمان السجناء من الفراش طوال النهار من 5 صباحا وحتى 7 مساءا ويسحبون الفرشات بحيث لا يستطيع السجناء خلال الطقس البارد في رام الله يجرى كل ذلك، والاكتظاظ في غرفة التى تتسع لـ5 سجناء إلى 6 يعيش فيها 12 سجينا، وبالتالى هذا يقود إلى أن السجين إذا اراد أن يقضى حاجاته في الليل يخبط برجليه فتأتى بجسد زميله وهذه مشكلة عامة يعانى منها السجناء ".

ويواصل عمر العساف شهادته، مؤكدا أن هناك انعدام لنظافة وقلة كبيرة فيها حيث لا يقدمون لمواد المنظفة اللازمة ويبقى الأسير بملابسه دون عسلها لمدة شهرين وثلاثة أشهر أو 6 شهور، ولا يستطيع غسلها ولا يوجد بديل"، متابعا :"والإهمال الطبي يمارسه السجانون أو ما يسمون بالطاقم الطبي، فإذا مرض أحد المعتقلين لا يقدمون العلاج اللازم له وأنا شخصيا حدث معي أدى إلى سقط ثلث شعر رأسي وانتفاخ وهبوط في الضغط 90 / 50 وتعرض حياتى للخطر بسبب هذا الإهمال الطبي، بجانب التفتيش والتنكيل في الأسبوع مرتين بجانب تفتيش الساعة الثانية والثالثة قبل الفجر ويقومون بإخراج المعتقلين من الغرف بعد تكبيلهم ثم يقومون بالتفتيش وقد يعاقبون الغرفة بأكملها كعقاب جماعي مثل الحرمان من الفرشات لمدة أسبوع أو 10 أيام وفقا لما يرونه".

متحدث شئون الأسرى: تعاون كامل بين كل مكونات منظومة الاحتلال للانتقام من الأسير الفلسطيني

تواصلنا مع ثائر شريتح المتحدث الإعلامي لهيئة شؤون الأسرى والمحررين، والذي كشف لنا حجم الجرائم التي تشهدها المعتقلات الإسرائيلية، مؤكدا أن قوات الاحتلال الإسرائيلي، استخدمت كل أشكال العنف بحق الأسرى والأسيرات تحديدا بعد 7 أكتوبر حيث أصبحت العقوبات مفتوحة وأصبح السجانين يروون كيف تسير الأمور الحياتية والصحية لكل أسير فلسطيني .

ويضيف المتحدث الإعلامي لهيئة شؤون الأسرى والمحررين، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الأسرى يتعرضون للضرب الخطير والشديد وتم حرمانهم من الغذاء والملبس ومياه الشرب ومياه الاستحمام وتم مصادرة كل الأجهزة والأدوات الكهربائية من الغرب بجانب مصادرة الأغطية والفرشات بالإضافة إلى استخدام العزل والاقتحام اليومية ورش الأسرى بالغاز المسيل للدموع وغاز الفلفل، بجانب إخضاع الأسرى لمحاكمات داخلية وفرض الغرامات المالية بحقهم وهذه الأساليب كانت قبل 7 أكتوبر لكنها كثفت في سجون الاحتلال كرد فعل على أحداث 7 أكتوبر وأصحبت العقوبات لا تعد ولا تحصى وأصبحت تمارس بشكل منظم وممنهج من قبل إدارة السجون وكافة الأجهزة، وهناك تعاون كامل بين كل مكونات منظومة الاحتلال الإسرائيلي للانتقام من الأسير الفلسطيني.

ويوضح "شريتح"، أن الاحتلال يعتقل الأطفال والفلسطينيات الأسيرات الذين يتم حرمانهم من العلاج وتمارس ضدهن الجرائم الطبية والعلنية، ومنذ 7 أكتوبر وحتى الآن تم إعدام 18 أسيرا فلسطينيا على يد إدارة السجون بجانب 36 أسيرا فلسطينيا أعلن الاحتلال أنهم قتلوا في سجون سرية وهم من أسرى قطاع غزة .

الفئات المتواجدة في سجون الاحتلال
الفئات المتواجدة في سجون الاحتلال

وبشأن عدد الأسرى من غزة، يقول المتحدث الإعلامي لهيئة شؤون الأسرى والمحررين، إنه بالنسبة للأسرى في غزة لا يوجد لدينا في هيئة شئون الأسرى والمحررين كمنصة مختصة في مجال الأسرى أي إحصائيات أو بيانات دقيقة عن أسمائهم وأوضاعهم الصحية والحياتية وأماكن احتجازهم وبعد جهود كبيرة استطعنا أن نعلم بعض الأماكن التي يحتجز فيهم هؤلاء الأسرى، والمعطيات العامة تشير إلى أن عدد من تم اعتقالهم في قطاع غزة وصل إلى أكثر من 5 آلاف معتقل وتبقى منهم حتى اليوم 2500 معتقل، وعملية التعذيب والجريمة كانت أكثر بشاعة بحق أسرى غزة وهناك شهادات صادمة تتحدث عن إعدامات وكيف تم التعامل معهم بطريقة غير إنسانية أو أخلاقية، واليوم منظومة الاحتلال معدومة الإنسانية وهذا الخطر الذي يعانى منه الشعب الفلسطيني جراء هذا الاحتلال سيمتد إلى كافة أنحاء العالم وهذا الاحتلال من العار أن تبقى بهذا الشكل وهذا النهج".

وحول تقديم هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أي دعاوى قضائية ضد إسرائيل أمام المحاكم الدولية إزاء تلك الجرائم يقول شريتح :"لا يوجد أي دعاوى قضائية بقضية الأسرى والمعتقلين ولكن هناك حراك متواصل خلال السنوات الماضية لدى المؤسسات الدولية وهيئة الأمم المتحدة، والرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن تحدث عن قضية الأسرى في كل خطاب له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وحجم الجريمة وطبيعتها وشكلها لا يتطلب أن يكون هناك دعاوى قضائية لأن عملية التعذيب والتنكيل وإنكار لإنسانية الأسير الفلسطيني واضحة وتمارس على الملأ امام الشاشات وعدسات الكاميرات".

المصدر هيئة شئون الأسرى
المصدر هيئة شئون الأسرى

ويتابع المتحدث الإعلامي لهيئة شؤون الأسرى والمحررين، أن الاحتلال الإسرائيلي يمارس هذه الجرائم بكل فخر واعتزاز وبالتالي على المنظومة الدولية أن يكون لها موقف واضح وصريح في هذا الشأن ويكون هناك مبادرات لمحاسبة مجرمى الحرب على ما يحدث داخل السجون والمعتقلات وما يحدث من ملحقات لأبناء الشعب الفلسطيني، ونتحدث عن جرائم تمارس بالجملة منذ 7 أكتوبر، والقضية المرفوعة من قبل دولة جنوب افريقيا تتضمن خلال المراحل القادمة قضية الأسرى وما يحدث للأسرى داخل سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي، ونحن نعول كثيرا على الأشقاء في مصر وقطر أن يكون لهم دور أساسي ومحورى في انقاذ اسرانا والدخل لدى المجتمع الدولى ومنظماته لإنقاذ اسرانا منه ذه الهجمة الخطيرة والسرشة التي أصبحت تهدد كل الأسرى والأسيرات داخل سجون الاحتلال".

ويؤكد أن المرحلة المقبلة ستشمل إخراج تصور شامل وكامل من قبل كل الفلسطينيين للذهاب بعيدا في قضايا ودعاوى ضد دولة الاحتلال الاسرائيلي ومجرمى الحرب الإسرائيليين الذين يتلذذون بتعذيب الأسرى والمناضلين الفلسطينيين، ونؤكد أن كل العمل الفلسطيني يحتاج إلى حاضنة عربية تتمثل بشكل أساسي بمصر وقطر كونهما اللاعبان الرئيسيان في السياسة الإقليمية والدولية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.

عدد الأسرى الشهداء في سجون الاحتلال
عدد الأسرى الشهداء في سجون الاحتلال
 
 

سباب لفظي ومصطلحات قذرة نسمعها بشكل دائم 

وتكشف الأسيرة المحررة فادية البرغوثي، زوجة الأسير محمود البرغوثي، ووالدة الأسيرة باسل البرغوثي، أسباب وظروف اعتقالها في سجن هشارون،، موضحة أنه تم اعتقالها في 22  فبراير الماضي، وتم إطلاق سراحها في 21 مايو الماضي، وكان اعتقال إداري 3 شهور، متابعة :"زوجى تم اعتقاله منذ عامين في الاعتقال الإداري منذ شهر سبتمبر 2022، وابنى باسل البرغوثي تم اعتقاله في 23 أكتوبر 2023 ومدد الاحتلال اعتقاله".
 
وتضيف فادية البرغوثى في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع ": سجنت في سجن هشارون، كان مكان الاحتجاز تحت الأرض على منطقة مهجورة وكئيبة ومظلمة وتم وضعى في زنزانة عبارة عن حمام وليس زنزانة وهناك مرحاض عربي قديم قذر ومغسلة يتم وضعها على طرف المغسل لإغراق الأرض بالمياه وكان الفرش على الأرض".
 
وتوضح، أن الزنزانة كان بها كاميرات ووضع الأسيرة الأنثى في هذه الظروف صعبا للغاية، حيث لا يوجد خصوصية وهناك محاولة مستمرة للإذلال والتركيع ويتم مراقبة الأسيرة في الزنزانة خلال استخدامها للمرحاض، متابعة :"ظللت بالجوع والعطش حتى تم نقلى بالدامون حتى لا استخدم هذا المرحاض بسبب وجود الكاميرات، وهناك سباب لفظي ومصطلحات قذرة نسمعها بشكل دائم وبمجرد أن يسمعوا اسم العائلة البرغوثى إهانات شديدة".
فادية البرغوثي
فادية البرغوثي
 
 

أسير محرر استخدمه الاحتلال درعا بشريا في رفح الفلسطينية

 
محمد سعد عبد الفتاح، أسير فلسطيني محرر أيضا كان له حظا في الإفراج عنه خلال الفترة الماضية، بعد أن استخدمه الاحتلال درعا بشريا لـ15 مرة لاستكشاف الأماكن الخطرة في قطاع غزة التي يخشى جنود الاحتلال دخولها خوفا من تفخيخها، في تصرف يتنافى كع كل قواعد القانون الدولى والقانون الدولي الإنساني.
 
ووفقا لشهادة محمد سعد عبد الفتاح لـ"اليوم السابع"، إنه تم استخدامه درعا بشريا في مدينة رفح بعد أن اعتقله الاحتلال، حيث ظل في الأسر تحت يد قوات الاحتلال لمدة 42 يوما قبل أن يصاب برصاص الاحتلال خلال استخدامه درعا بشريا، ولم يعالجه الاحتلال ليتركه دون أن يتعافى من إصابته مما أثر كثيرا على حالته الصحية التى ما زالت متاثرة بتلك الإصابة وتحدث له آلاما واسعة حتى الآن.
 
ويوضح الأسير المحرر، أنه تم استخدامه كدرع بشري لأكثر من 15 مرة، حيث يحكى أخر مرة تم استخدامه كدرع بشريـ قائلا :"في أخر مرة أيقظنى قوات الاختلال في الساعة السادسة صباحا وضربوني وسحبوني في مركبة الجيش لتصوير الدبابة التي تركها الجيش وبعد الرفض والخوف من المشهد ضربوني وبعد أن ذهبت للدبابة أطلق قوات الاحتلال النار علي من الخلف تركوني أنزف حتى فقدت الوعي".
 
محمد سعد
محمد سعد
 

ضرب وتجويع للأطفال داخل المعتقلات

وعلى صعيد الأطفال المعتقلين في سجون الاحتلال، فهناك قصة "محمد مفارجة"، الذي يبلغ من العمر 16 عاما، والذي اعتقل في 12 فبراير الماضي، ونشر "مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة"، معاناته في سجن الرملة، حيث يقول :"أدخلونا إلى قسم المنقولين، وعندما دخلنا أزالوا القيود عن أيدينا ثم جلبوا لكل معتقل بيضة وشريحة خُبز، وشربنا من ماء الصنبور في المرحاض الذي في الزنزانة، وأمرنا السجان بأن نركع وأيدينا خلف الظهر وأن نبقى هكذا فلا ننام ولا نغيّر الوضعيّة، وتوعد بالضرب كل من يخالف ذلك، وكان الليل قد حل وكنا متعَبين بسبب كل إجراء النقل. لذلك ورغم وعيد السجّان وتهديده نمنا على الأرض".
 
ويحكي الطفل الفلسطيني الأسير المحرر، إحدى أيام التعذيب في المعتقل قائلا :"في الساعة 4 فجرا جاء سجان لكي يجري العد، وحين وجدنا نياما أمسك بأصابع إحدى يدي وأخذ يلويها ويلفها، وهدد بأنه سوف يكسر أصابعنا إذا رفضنا الانصياع، وشتمنا، وأمرني السجان بأن أقول إنّ أبي عميل لإسرائيل فقلت ذلك لأنّني خفت أن يكسر إصبعي، ثم شدو القيد على أيدينا وأرجلنا بطريقة موجعة للغاية، فبكيت بهدوء من شدة الألم. 
 
كما يكشف محمد مفارجة، عن معاناته في سجن "مجيدو"، حيث يقول:" أخذوا ملابسنا وأعطونا بدلا منها ملابس السجناء، وكنت جائعا وعطشاناً لأنهم لم يقدموا أي طعام منذ أن خرجنا من سجن الرملة، وفي المساء لم يجلبوا لنا طعاما فنمنا جائعين، وكنا في الزنزانة 11 معتقلا رغم أنها لا تستوعب مثل هذا العدد الكبير، نام جزء منا على فراش أرضي.
 
كما يتحدث عن سياسة التجويع، قائلا :"الطعام الذي جلبوه كان قليلاً وغير متنوع، حيث كانت وجبتا الغداء والعشاء عبارة عن 3 ملاعق أرزّ دون أية إضافات، وكنت أنام جائعا كل ليلة، أنتظر بفارغ الصبر وجبة الفطور، وقد اشتملت على ملعقة جبنة بيضاء، أربع شرائح بندورة ورُبع ربطة خبز، السجانين كانوا يقتحمون الزنازين الأخرى ويضربون المعتقلين فيها بحجة أنهم خالفوا تعليمات السجانين.
 
محمد مفارجة
محمد مفارجة
 

مسئول أممى: يجب إخضاع الأجهزة المعنية داخل السجون الإسرائيلية إلى مراقبة دورية

مسئول أممي بارز، تحدث معنا عن أبرز الانتهاكات الحقوقية والقانونية التي يرتكبها الاحتلال ضد المعتقلين الفلسطينيين، حيث يؤكد السفير الدكتور هيثم أبو سعيد،  الممثل الرئيسي لمجلس الدولي لحقوق الإنسان إلى الأمم المتحدة في جنيف، أن سجون الاحتلال أصبحت ممتلئة بالمعتقلين الفلسطينيين الذين يمارس ضدهم كل أشكال التنكيل والتعذيب وقتل الاحتلال منهم ما يزيد عن 30 وفقا لاعتراف إسرائيل مؤخرا

"لابد من التأكيد على أمر مهم في مقاربة وضع السجون والمسلحين في إسرائيل والذين يعانون من أبسط حقوقهم التي وردت في الاتفاقيات التي رفعت حقوق المساجين، ألا وهي فقدانهم للحقوق الصحية والطبية والشؤون الاجتماعية"، هكذا يشرح الممثل الرئيسي لمجلس الدولي لحقوق الإنسان إلى الأمم المتحدة في جنيف في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أبرز أشكال التنكيل التي يمارسها الاحتلال في سجونه، موضحا أن الاكتظاظ الحاصل داخل غرف الاعتقال لا تخضع للمراقبة الصحية، كما أن نوعية المأكل لا يرقى إلى المطلوب، ولا يتم تقديم خدمات ثقافية وترفيهية لهم، ويطلب منهم أشغال شاقة أحيانا لا طاقة للسجين على ذلك، بجانب التحقيق الذي يسبق توقيفهم والذي غالبا ما يكون تحت التعذيب والإكراه والاعتراف بجرائم لم يرتكبها السجين وانما تحت التهديد والإكراه تؤخذ اعترافاتهم الخاطئة.

وبشأن الخطوات القانونية التى يمكن اتخاذها لمعاقبة الاحتلال على عمليات التعذيب والاعتقالات ووقف التعذيب في سجونه، يؤكد هيثم أبو سعيد، أن هناك قوانين دولية ترعى ذلك من خلال الكشف الدولي للأجهزة الدولية المعنية لمناهضة التعذيب داخل السجون وأماكن التوقيفات، بالإضافة إلى إخضاع الأجهزة المعنية داخل السجون إلى مراقبة دورية للتأكد ما إذا كان يتم الالتصاق بالمعايير الدولية، وإجراء التقارير الدورية.

وأشار المسئول الأممي إلى أنه لا بد من التأكد أن التوقيفات لا علاقة لها بالشأن السياسي وتصفية الحسابات السياسية، كما يوجب السلطات البت في المحاكمات إذا ما كان هناك جرم واقعي مثبت بالأدلة والبيانات، وعكس كل ذلك يمكن عندها رفع التقارير إلى الجهات المعنية الأممية للتدخل رسميا من خلال شكوى إلى مجلس الأمن في هذا الصدد لردع اسرائيل أو اللجوء إلى المحاكم الدولية والفيديرالية لإصدار المذكرات والملاحقات للأشخاص المعنيين مباشرة عن إطلاق أوامر التعذيب وخرق القوانين.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة