أحمد التايب

ماذا بعد اغتيال إسماعيل هنية؟.. رسائل وتداعيات

الأربعاء، 31 يوليو 2024 12:55 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مؤكد أن حادث اغتيال إسماعيل هنية فى طهران سيكون له تداعيات كبيرة خلال الفترة المقبلة على كل الأصعدة والمستويات، خاصة أن هذه العملية بمثابة اختراق أمنى للعمق الإيرانى، وتشوه سمعة إيران أمام وكلائها فى محور المقاومة، ولها تأثير بالغ على مشروع إيران الاستراتيجي فى المنطقة.

لذلك، أعتقد أن التأثير المباشر والأول لهذا التصعيد سيكون على مسار التفاوض للوصول لصفقة تهدئة وتبادل الأسرى، والعودة إلى مربع الصفر على الأقل خلال الأسابيع المقبلة، إلا فى حالة واحدة أن نتنياهو اكتفى ورأى أن ما حدث سواء فى الضاحية الجنوبية ببيروت واغتيال فؤاد شكر، وعملية اغتيال إسماعيل هنية فى طهران، على أنه مكسب معنوى، والاستثمار فى هذا النجاح والعمل على تحسين صورته، وتسويق ما حدث أنه نصر كبير لإسرائيل يجب البناء عليه بترك الولايات المتحدة للقيام بصفقة تنهى الحرب، خاصة أنه إسرائيل تعانى كثيرا سواء على الداخل الإسرائيلي أو على الصعيد الاستراتيجى.

لكن علينا أن لا ننسى - فى ظل هذا السيناريو - أن اغتيال إسماعيل هنية على أرض طهران يستوجب ردا إيرانيا، لأنه إيران باتت فى موقف حرج، وأن ما حدث يؤثر على مشروعها الاستراتيجي فى الإقليم لكن كيف سيكون الرد؟

وبشكل أدق..  هل تلجأ إيران إلى رد رمزى؟

أعتقد ، أن إيران باتت فى مواجهة مباشرة الآن مع إسرائيل، لأنه كما ذكرنا أن الحادث إهانة كبيرة لها، لأن الاغتيال تم فى قلب طهران، إضافة إلى اغتيالات أخرى تمت فى عقر دار وكلائها، لكن الناظر إلى ردود إيران السابقة دائما ما تكون رمزية تبدأها بجعجعة إعلامية، مثلما تعاملت مع ضرب قنصليتها فى دمشق، وكيف كان الرد رمزيا بإرسال صواريخ لتل أبيب لم توجد بها متفجرات، ومثلما تعامل حزب الله مع اغتيال صالح العارورى جنوب لبنان، وعدم الخروج عن قواعد الاشتباك المتفق عليها، غير أن الرود كلها تأتى وفق تفاوض وتنسيق مع الولايات المتحدة، وهو ما كشفه ترامب فى حادث اغتيال سليمان القاسمى قائد فيلق القدس فى بغداد، وبالتالى متوقع - هذه المرة -  أن يكون هناك ردا رمزيا، وأن يتم الاستثمار فى حادث اغتيال إسماعيل هنية، للوصول  لصفقات قادمة، وهذا ما تتبعه الولايات المتحدة خلال تفاهمات سرية بين الولايات المتحدة وإيران، وفقا لتقارير إعلامية.

وبعيدا عن الرد الإيرانى، علينا أن نؤكد أن الولايات المتحدة تنفذ سياسة الغموض الاستراتيجي، لتمكين إسرائيل من تحقيق أهدافها، وذلك باتباع سياسة امتصاص غضب العرب، وتنحية الأطراف الفاعلة من الانخراط فى دعم حماس، لذا، يجب أن نضع هذا عين الاعتبار لأنه متوقع تفاقم الأوضاع فى الضفة والقدس خلال الفترة المقبلة ما ينذر بكارثة واشتعال الصراع والوصول إلى ذروته.

وأيا كان الأمر، ما يفعله نتنياهو يؤكد أن إسرائيل تمضى دون رادع لتحقيق أهدافها حتى ولو وصل بها الحال لشن حرب إقليمية شاملة، وأن الولايات المتحدة تبارك ما تفعله إسرائيل بالحرف الواحد،  لكنها تتبع سياسة الخداع الاستراتيجي بتبنى خطابات دبلوماسية واعلامية ترفض ما يفعله نتنياهو وتدعوا إلى التهدئة، وفى نفس الوقت تترك نتنياهو يوظف ما يحدث لمصالحه الشخصية والسياسية، معتمدا على عامل الخوف الذى يسيطر على الداخل الإسرائيلي وأن ما يفعله حماية لإسرائيل، والاستفادة من صمت المجتمع الدولى وحالة الانقسام بين الفصائل الفلسطينية، لذا على المجتمع الفلسطيني أن يعود لوحدته وأن ينتهى الخلاف،  وأن تكون لدى العرب إرادة موحدة لمواجهة نتنياهو الغاشم، وأن لا نقع فى فخ الخداع الاستراتيجي الذى تتبعه الولايات المتحدة فى تعاطيها مع حرب غزة.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة