تريند تصدر وسائل الأعلام والسوشيال ميديا عن قصة شهد سعيد ودورة الألعاب الأوليمبية في باريس، قصة بدأت من اراء جماهيرية حول استحقاق أخلاقي للاعبة تحول إلي قضية تخص الرياضة ومواثيق الشرف الأخلاقية، شاهدنا القصة وتعمقنا في التفاصيل وتبادل التصريحات، بعضنا انتظر انتصار الحقيقة والبعض الأخر انتظر خيبة الأمل "من وجهة نظره" وبقى السؤال الذي حيرني ما ستفعل شهد سعيد بعد انتهاء حلم الأولمبياد نتيجة فعلتها الغير إنسانية، والتي كانت لها عواقب صعبة للغاية عليها قبل أن تكون على زميلتها جنة عليوة .
لن استعرض القصة بتفاصيلها ولا بالتحليلات التي قام بها رواد السوشيال، فالقصة اعمق من ذلك بكثير، قد تكون درساً في الأخلاق لنا وللأجيال القادمة، فالتعاملات الإنسانية ليست تطبق بين الأصدقاء والزملاء والأقارب فقط، بل أنها لا بد أن تكون دستوراً لنا، نحكم به العقل والحكمة في المواقف التي تشبه هذا، صدام قاسي بين شهد وجنة، والمذنب واضح، الألم شعرت به جنة بعد سقوطها، ولكن شهد شعرت بالسقوط والوجع ألف مرة حينما اخذت عقابها "الفيس بوكي" بشكل لا يتحمله أقوى الرجال، تماماً مثلما حدث في الإساءة الجسدية، فالإساءة اللفظية قد تكون فعل عنيف من الكلمات التي تسيء لصاحبها "حتى لو يستاهل" كان لابد للنظر للقصة بأن الفتاتان "يوجعونا" بالتعبير الشعبي، فلن نقبل كمصريين أن نخسر موهبتين في أحد الألعاب الأولمبية، فالمخطئ بعاقب، والمجني عليه إن استطاع أن يسامح ويتغاضى عن الألم الداخلي فسيكون الأمر درساً كبيراً للمذنب، مما يجعل قصتهما درساً كبيراً في حب الرياضة والتفاني فيها، والحفاظ على الأخلاق، والتسامح الذي يعتبر أخر درس في قصة شهد سعيد وجنة عليوة.
لا اخفيكم سراً شعرت بالسعادة عند مشاهدتي صورتهن بجانب وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحي، واعلان تصالح اللاعبتين، وجدت نفسي أقول "يابخت من قدر وعفي" ودعوت الله بالتوفيق لهن في المستقبل، ولعب مشرف يصدر الصورة الأخلاقية للرياضيين في مصر، والتركيز من المسؤلين على أن الرياضة هي الترجمة الفعلية لحُسن الخُلق والتربية والتعاون، فالرقابة الأخلاقية مطلوبة والنقد والمراقبة شيء صحي، والتسامح أيضاً الذي يعتبر جزء أصيل في المعايير الإنسانية ويزيد من ترابطنا سوياً.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة