باسل عادل

حكومة تتحدى وطاقة أمل تنتظر!!

الأربعاء، 17 يوليو 2024 01:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هناك أغنية قديمة للقديرة هدى سلطان بتقول كلماتها «الدنيا إيه من غير أمل ميكنش ليه عندك أمل، عيش بالأمل»، وقد يكون الإنسان هو الكائن الوحيد على وجه الأرض الذى يفهم معنى الأمل وانتظار الغد ليكون أفضل، الإحساس بالأمل وأن الواقع المر سيتغير للأفضل هو الدافع الحقيقى والوحيد لبقاء الإنسانية بالكامل، وقد يكون تطور العالم والحياة التى نعيشها على مر العصور هو إفراز لهذا الأمل، وأنه الباعث للتطور والتدافع وتحسين ظروف الحياة.

رئيس وزراء بريطانيا التاريخى ونستون تشرشل الذى فاز بجائزة نوبل للآداب عام 1953 والسياسى الداهية الذى قاد بلاده للنصر بالحرب العالمية الثانية، كان يكتب كل خطبه بيده ويلقيها أمام الملايين فى كل الأوقات الصعبة، وهو الذى قال فى خطبته الشهيرة للبريطانيين «ليس لدى ما أعطيه لكم غير العرق والدم والدموع والنصر، النصر بأى ثمن»، كانت تلك الكلمات برغم سوداويتها إلا أنها كانت تلهم البريطانيين وتحثهم على الصمود، وقد تكون صناعة الأمل فى ظل واقع صعب هى التحدى الأبرز لدى كل رجال الحكم فى العالم، وقد يكون إبراز التحديات سبيلا لاستنهاض الرأى العام والشعوب لتقف مع حكوماتها ولا تزأر ولا تئن اتساقا مع الوضع ومساندة للدولة، تشرشل كان يطلق خطاب حرب ويوسع طاقة الشعب لأقصى مدى لأنه كان فى معركة بقاء، أما فى سائر التحديات علينا أن نتجنب الإفراط فى «مط» طاقة الشعب للوصول لحمل «الكلال»، وهو الكل والإحباط والانكسار والهروب من المواجهة والتحدى، واليأس من استمرار المحاولات وتكرارها إلى أجل غير محدود وغير مؤقت!!

إن صناعة الأمل وضخها فى النفوس هى من الأدبيات الأساسية لأى عمل سياسى قيادى، والاستمرار فى ذكر التحديات وإبرازها لتحجيم سقف التوقعات والممكن هو «حفر للقبور فى رياض للأطفال»، إن الشعوب مثل الأطفال تفرح بفرح قائدها وتجزع لفزعه، وتتوق للأمل والفرحة وانتظار الجوائز على الصبر والدعة، إن إكثار الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الحكومة الجديدة، من وصف حكومته المجددة أنها «حكومة تحديات» هو إطلالة حرب فى وقت السلم، ونفير لطابور بعد مشوار ومسيرة طويلة ومجهدة، الشعوب تتغذى على الأمل، تستحضره فى طرفه، وتتندر على طول غيابه ولكنها تنتظره كل يوم، لذا فعلينا أن ندرك أن صناعة الأمل حرفة، وبث الأمل فى النفوس واجب بعد مشوار طويل من مواجهة الإرهاب وكورونا والحروب على الحدود والإصلاح الاقتصادى ومشوار التنمية الملىء بالتحديات، من حق الشعب الذى صبر ولم يمل أو يكل أن يشعر بأن الغد أفضل، وأن التحديات إلى زوال، وأن النهار قادم بعد طول كفاح.

إن طاقة الأمل التى تبثها الحكومة فى مجموعة من التغيرات الهيكلية فى بنيتها بتكوين المجموعات الوزارية وهى مجموعات العمل التى طالما طالبنا بها للتنسيق بين الوزارات والبعد عن الجزر المنعزلة، هى مبعث حيوى وملموس على الأمل، ولكنها الحكومة نفسها لا تبث الأمل فى خطاب سياسى موحى، يستنهض همة المصريين ويطرح أمامهم خيارا آخر غير التحديات!!

لقد طالت التحديات واستطابت الحكومة موقعها الآمن تحت سقف من التحديات حتى يقيها سيل الأمانى والآمال عند المصريين، فقد يكون للتحدى سبب وجيه، ولكن إلى متى تنتظر أمل!!

بثوا الأمل فى النفوس، ضخوا الأمل فى القلوب، انشروا البسمة على وجوه العابسين، فهذا الشعب لا يستسلم أبدا أمام الطوفان، ولكن تهزمه كلمه تدفع بالأمل بعيدا عن أنامله.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة