أثناء حديث مع الصديق العزيز محمد أحمد طنطاوى، مدير تحرير اليوم السابع، حول مقال نشرته يتعرض لمشكلة عامة في إحدى المناطق، أخبرنى قائلا :" لازم تقرأ مقالى السابق بعنوان شغالين يا فندم".. وبالفعل استمعت لكلامه فقرأت المقال، وأعتقد أننا أمام مقالا ينفع للرد في كل الظروف.
يقول طنطاوى فيه متعرضا لأحدث المتحدثين فى أحد الوزارات واصفا إياه قائلا: "هو شخص يزين عباراته الإنشائية باستمرار بمصطلحات متقعرة، وكلمات صعبة، وكأنه يحدثنا من العصر الجاهلى، حيث الناقة والأطلال وبكاء الديار، فلا يملك ما يقدمه للجمهور عبر وسائل الإعلام بكل أشكالها وألوانها".. ثم في جزء آخر يتحدث حول هذا النموذج فيقول " نموذج "شغالين يافندم" موجود بدرجات مختلفة وصور شتى، ودائما ما تكون وظيفته تعطيل المراكب السايرة، ومعاداة الصحفيين والإعلاميين، ولو حصلت على معلومة جديدة أو قصة صحفية مختلفة سيسعى بكل جهده إلى تكذيبك والتشهير بما تنشر، بل وإثارة رفقاء المهنة ضدك لاتهامك بالكذب والفبركة والتدليس، فهو لا يقتنع أن الصحافة وظيفتها توصيل صوت المواطنين، وحل مشكلاتهم، والتعبير عن وجهة نظرهم، دون أن يعبر عن وجهة نظر رسمية أو حكومية".
وما سبق يذكرنى بمكالمة من أحد المعنيين دون صفة بمقال كتبته سابقا، تعرضت فيه لمشكلة عامة، فما كان منه غير أنه اهتم بالرد على بعض الكلمات الواردة في المقال دون أن يذهب للمساعدة في تحقيق الهدف وتغيير الواقع، حتى قال قائل أن بعض الجهات لديها رف " رد تحت الطلب"، ذلك الرف يخرج منه ردودا معلبة يرسلها للرد على بعض المشكلات، دون أن يكلف نفسه عناء أن يغير بالفعل واقعا مآساويا لآلاف المواطنين، أو حتى يجرى تغييرا جوهريا على الأرض، بشكل يذكرنا جميعا بشخصية عويجة أفندى في الفيلم الشهير، حينما شكل لجان ولجان حتى يأتي بحق "الشنكل"، فضاع الحق، وعاش عويجة أفندى في ذاكرة الموظفين مهما كان المسمى الخاص بهم، ويصبح عويجة أفندى نموذجا في تستيف بالملفات ، ويعرف جيدا طريق صندوق الردود "المتستفة"، ليجد فيه بغيته، ويقدم ردا "ما يخرش الميه" جاهز ومكتوب، كما أنه يؤمن عن عمد وتربص أنه يتحمل "قرف الناس" بتحقيق مهام وظيفته الأوسع، وكأن خدمة الناس صارت منة وفضل منه ،وهو في الأساس لا ناقة له ولا جمل، وللأسف هو وغيره يغفلون أننا على العهد والوعد مستمرون، وفى تلك المساحة سنواصل متابعة أقل المشكلات قبل أكبرها، حتى يتم الحل باذن الله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة