كريم السقا

فجر جديد على مصر

الأحد، 30 يونيو 2024 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

على وقع أنغام الثورة، ونداءات الجماهير، بزغ فجرٌ جديدٌ على مصر فى الثلاثين من يونيو عام 2013، فجرٌ حطّم قيود الظلم والاستبداد والرجعية والتطرف والعنف، وأعاد شعاع الأمل لوطنٍ كاد أن ينزلق فى هاوية الفناء.

ولستُ ببعيدٍ عن تلك الأحداث الجسيمة، فقد عايشتُها عن كثب، وشاركتُ فى ثورة 30 يونيو وما سبقها من أحداث وزخم بكلّ جوارحي، مُدركًا خطورة تلك اللحظة، وضرورة التكاتف لنزع فتيل الأزمة التى كادت أن تُمزّق الوطن.


أتذكرُ كأنّها بالأمس، تلك المشاهد المؤلمة فى ساحة الاتحادية، والمقطم، وميدان التحرير، حيث سقط الشهداء برصاص غاشم وأهينت الرموز الوطنية، ضحايا لبطش الإخوان المسلمين الذين سعوا جاهدين لتغيير هوية مصر، وفرض أفكارهم المتطرفة.
لم تكن تلك الأحداث مجرد صراعٍ سياسيٍّ، بل كانت صراعًا على الهوية، وصراعًا على مستقبل الوطن، وصراعًا على القيم والمبادئ التى تربّينا عليها.


وإلى جانب تلك المشاهد المأساوية، أتذكرُ أيضًا مشاعر الأمل والتفاؤل التى سادت بين جموع الشعب المصرى، مشاعرٌ دفعتنا إلى النزول إلى الشوارع، والمشاركة فى ثورةٍ عظيمةٍ هزّت أركان النظام الفاسد الغاشم.


شاركتُ فى حركة «تمرد»، وجمعتُ التوقيعات، وواجهتُ  هجمات الإخوان التى تطورت إلى محاولة لحرق مقر الجمعية الوطنية للتغير ونحن بداخلها أو محاولة بعض قيادات الاخوان إغرائى للعمل ضد تمرد وتسليمهم التوقيعات التى جمعت، مُدركًا أنّنا نقف على خطٍّ فاصلٍ بين مستقبلٍ واعدٍ ومستقبلٍ مظلمٍ. وكانت جبهة الإنقاذ الوطنى، بقيادة شبابها، بمثابة شعلةٍ تُنير الدرب، حيث نجحت فى حشد جميع الأطياف السياسية والفكرية على أرضية واحدة والعمل معا من أجل كشف حقيقة الإخوان للشعب المصرى وتنفيذ بعض المبادرات التى هيئت ومهدت الطريق لفجر ٣٠ يونيو،  وأتذكر هنا معركة هزيمة الإخوان فى انتخابات اتحادات طلاب الجامعات التى قدتها بنفسى أثناء حكمهم، مُثبتين أنّ إرادة الشعب أقوى من أيّ قوةٍ.


لقد كانت ثورة 30 يونيو درسًا قاسيًا للجماعة الإخوانية، كشفت عن زيف أفكارهم، ووحشيتهم، وفشلهم فى الحكم، ودفعتهم ثمنًا باهظًا لجرائمهم ضد الوطن والشعب.


وبعد رحيل الإخوان، بدأت مصر مسيرةً جديدةً نحو البناء والنهوض، مستندةً إلى إرادة شعبها القوية، وتصميمه على تحقيق مستقبلٍ أفضل لأجياله القادمة.


إن ثورة 30 يونيو ليست مجرد حدثٍ عابرٍ فى التاريخ المصرى، بل هى ثورةٌ شعبيةٌ عظيمةٌ، أعادت مصر إلى مسارها الصحيح، وحافظت على هويتها الوطنية، وكشفت عن روح الشعب المصرى العظيمة، وقدرته على التغيير والمقاومة.
ففى كل عامٍ، فى الثلاثين من يونيو، نحتفل بذكرى ثورةٍ عظيمةٍ، انتصرت فيها إرادة الشعب على الظلم والاستبداد، وفتحت الباب أمام مستقبلٍ واعدٍ لمصر وشعبها.


وإلى جانب مشاركتى فى الثورة، عايشتُ أيضًا العديد من المواقف الشخصية التى لا تُنسى، مواقفٌ تُجسّد روح التكاتف والوحدة الوطنية التى سادت بين المصريين فى تلك الأيام العصيبة.


أتذكرُ يومًا، بينما كنتُ أشارك فى مظاهرةٍ حاشدةٍ، تعرّض الشهيد الحسينى ابو ضيف للإصابة خطيرة عن طريق طلقات غدر من جماعة الشر وشاهدته وانا على بعض خطوتين وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة.


فى يومٍ آخر، بينما كنا معتصمين سلميين بجوار قصر الإتحادية اشتبك معنا بلطجية الاخوان بالأيدى والاسلحة لمحاولتى انقاذ بعض الرموز الوطنية النسائية من عنفهم.
لقد كانت ثورة 30 يونيو تجربةً ثريةً علّمتنى الكثير عن معنى الوطن، وعن قيمة الحرية، وعن أهمية التكاتف والوحدة الوطنية.


وإنّى على يقينٍ أنّ مصر ستواصل مسيرتها نحو التقدم والازدهار، بفضل إرادة شعبها القوية، وتصميمه على تحقيق مستقبلٍ أفضل للأجيال القادمة.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة