إلينا كورنارو بيسكوبيا والتي تعرف باسم هيلين كورنارو "5 يونيو 1646 ـ 26 يوليو 1684"، كتب اسمها في سجلات التاريخ بحروف من ذهب، لكونها أول امرأة تحصل على درجة الدكتوراه فى الفلسفة من أى جامعة فى العالم، وذلك كان في مثل هذا اليوم 25 يونيو لعام 1678.
وكانت إيلينا فى الثانية والثلاثين من عمرها عندما حصلت على أول درجة دكتوراه فلسفة فى الرياضيات تنالها سيدة فى تاريخنا البشري، وبعدها عينت أستاذا للرياضيات فى جامعة بادوا.
بدأت رحلة بيسكوبيا إلى الدكتوراه حينما أرادت أن تلتحق بسلك الرهبان البنادقة منذ طفولتها، لكن والدها رفض ذلك، كان يعتقد أنها لا بد أن تكمل دراستها فى الجامعة، واشترى لها منزلا قريبا من جامعة بادوا، وزودها بالمال اللازم فالتحقت إيلينا بالجامعة، عام 1672، لدراسة اللاهوت، كانت إيلينا تمرض كثيرا قبل أن تذهب إلى بادوا، لكنها هناك اكتشفت تحسنا ملحوظا فى صحتها، وكتبت لأبيها من هناك عن تعافيها واملها فى استكمال دراستها لرفع اسم العائلة وحفظه من الضياع.
وخلال حياتها واجهت بيسكوبيا العديد من الصعوبات من أجل أن تحصل على درجة الدكتوراه، حيث قامت بعمل مناظرة علمية مطولة أمام الأساتذة والطلاب والرهبان عام 1677، وعدد من أعضاء مجلس الأعيان، وكانت مناظرة فلسفية مهمة جرت باللاتينية واليونانية أمام لجنة ثلاثية من جيوفانى جرادينجو، والآباء كارو وفيوريللو، وتحدثت بكامل الثقة لساعتين، ورغم أن المناقشة كانت دليلا على أنها تستحق درجة علمية، إلا أنها لم تمنح تلك الدرجة من الجامعة لرفض الكنيسة الكاثوليكية منح درجة الدكتوراه فى اللاهوت لامرأة، وفى 1678، يعقد اختبار ثان لإيلينا، فى حدث كبير حضره الآلاف من المشاهدين، ما اضطر الجامعة إلى نقل الاختبار إلى ساحة كاتدرائية المدينة، وقد بهرت إجاباتها الذكية لجنة التحكيم، التى شهدت بأن معلوماتها تزيد عن درجة الدكتوراه، وقد كان ذلك حدثا استثنائيا فى التاريخ، كان عنوان رسالتها "فى اللاشيء" ومضمونها مناقشة فلسفية لعدة موضوعات مختارة من كتب أرسطو.
وقد ترجمت في عام 1669 كتاب حوار مع المسيح للراهب الكارثيوزي لانسبيرجيوس من اللغة الإسبانية إلى الإيطالية، وتم نشره في خمس طبعات في الجمهورية بين عامي 1669 و1672، وعندما ذاع صيتها، دعيت للانضمام إلى العديد من الجمعيات العلمية، وأصبحت في عام 1670 رئيسة للأكاديمية البندقية أكاديميا دي باتشيفكي.
بعد ذلك كرست بيسكوبيا سنواتها السبع الأخيرة قبل وفاتها للدراسة وأعمال الخير، حيث توفيت بداء السل فى بادوا سنة 1684، فدُفنت فى كنيسة سانتا جوستينا فى بادوا، وأقيم تمثال لها فى جامعة بادوا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة