أكد المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية ف تقرير صادر عنه أن وصول المرأة إلى درجة متقدمة من التعليم في الحد من الزيادة السكانية، حيث يؤدي التعليم إلى فتح آفاق المرأة وزيادة وعيها وفرص عملها، وبالتالي التخلي عن العادات والتقاليد التي تضع كثرة الإنجاب في مقدمة اهتماماتها، وفي عام 1992، عرّف كبير الاقتصاديين السابق بالبنك الدولي، لورانس سمرز، أن الاستثمار في تعليم الفتيات وخلق فرص اقتصادية لهن هو الاستثمار الوحيد الأكثر تأثيرًا الذي يمكن تحقيقه في العالم النامي.
وأشار تقرير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إلى أنه بالنظر للإحصائيات الصادرة عن مركز معلومات وزارة التربية والتعليم فإن الدولة بذلت جهدًا كبيرًا، لتقليل تسريب الفتيات، في مرحلة التعليم الأساسي الابتدائي والإعدادي، ومن ثم ضمان التوعية لنسبة ليست قليلة من الإناث في الفئة العمرية حتى 19 عامًا، وهو ما أدى إلى انخفاض نسبة التسرب من 4.12% عام 2015، إلى 1.87% عام 2022.
وأكد تقرير المركز المصري أن عمل المرأة يساهم بصورة مباشرة في اتخاذ قرارات الإنجاب وتنظيم الأسرة وتطبيق فكرة الأسرة صغيرة الحجم، مشيرة إلى أنه في جميع دول العالم هناك علاقة طردية بين تعلم وعمل المرأة سواء دول متقدمة أو نامية، فكلما زاد التعليم قل عدد أطفالها، وزاد من حصولها على عمل حتى تستطيع تنشئة أطفالها بشكل جيد وفعال.
وذكر أن النتائج النهائية للمسح الصحي للأسرة المصرية 2021، الذي تم الإعلان عن نتائجه الأولية للمسح في شهر أغسطس 2022، أظهرت أن معدل الإنجاب الكلي للسيدات اللاتي سبق لهن الزواج في الفئة العمرية (15-49 سنة) بلغ 2.85 طفل لكل سيدة عام 2021 مقابل 3.5 أطفال لكل سيدة عام 2014.
وأطلقت الدولة الاستراتيجية القومية للسكان والتنمية، وكان الهدف من إنشائها تحسين جودة الخدمات المقدمة، حيث تناولت الاستراتيجية خمسة محاور رئيسة وهي “تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية_ الشباب وصحة المراهقين_ تمكين المرأة_ الإعلام والتواصل الاجتماعي”، ويعتبر محور تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية، من أهم المحاور التي تحقق الهدف الأول في الاستراتيجية، وهو خفض معدلات الزيادة السكانية للإرتقاء بحياة المواطن، وإحداث التوازن بين معدلات النمو الإقتصادي، ومعدلات النمو السكاني على المدي القصير والبعيد.
وكشف المركز المصري أنه من خلال تطبيق الخطة الخمسية 2015_2020 انخفض معدل الإنجاب من 3.6 طفل لكل إمرأة إلى 3.1 طفل لكل إمرأة في عام 2020، كمان انخفض معدل المواليد في كل الجمهورية من 31.3 مولود لكل ألف نسمة في عام 2014، إلى 26.8 في عام 2017، وانخفض معدل المواليد كذلك في 25 محافظة بنسب تراوحت بين 1,8 إلى 9,4 مولود لكل ألف نسمة، إلا أنه ارتفع في محافظتي مطروح إلى 4.3 مولود لكل ألف من السكان وجنوب سيناء 9.6 لكل ألف نسمة، إلا أن هذا الإنخفاض كان أقل من المستهدف.
ولذلك قامت الدولة بوضع الاستراتيجية القومية للسكان 2023_2030 لتحقيـق أهـداف المبـادرات الرئاسـية الحاليـة، والتـي تهـدف إلى تحسـين مسـتوى معيشـة الفرد وتحسين خصائص السكان، مثل مشروع حياة كريمة ومشروع تكافل وكرامة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة