تحتفل منظمة الصحة العالمية بـ اليوم العالمى للامتناع عن التدخين 2024، يوم غد الجمعة، موضحة، وقد أكدت الدراسات أن الشباب يتعاطون السجائر الإلكترونية بمعدلات تفوق معدلات البالغين فى العديد من البلدان.
وقال الدكتور روديجر كريش، مدير إدارة تعزيز الصحة في منظمة الصحة العالمية: إن دوائر صناعة التبغ تتعمد تصميم المنتجات واستخدام استراتيجيات التسويق بأسلوب يجتذب الأطفال مباشرة، ويشكل استخدام النكهات المحببة إلى الأطفال مثل غزل البنات واللبان، جنبا إلى جنب مع التصاميم الأنيقة والملونة التي تشبه الألعاب، محاولة فجة لحمل الشباب على إدمان هذه المنتجات الضارة. و تدشن اليوم منظمة الصحة العالمية ومؤسسة "ستوب" STOP، وهي شبكة عالمية لمراقبة دوائر صناعة التبغ، تقريراً بعنوان "ربط الجيل القادم"، وهو يسلط الضوء على الأسلوب الذي تتبعه دوائر صناعة التبغ والنيكوتين في تصميم المنتجات وتنفيذ الحملات التسويقية والعمل على تشكيل بيئات السياسات لمساعدتها على إصابة شباب العالم بالإدمان.
ويأتي ذلك قبيل الاحتفال بـ اليوم العالمي للامتناع عن التدخين في 31 مايو، حيث تعمل المنظمة على رفع أصوات الشباب الذين يدعون الحكومات إلى حمايتهم من استهداف دوائر صناعة التبغ والنيكوتين لهم.
ويبين التقرير أن ما يقدر بنحو 37 مليون طفل في العالم تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عاما يتعاطون التبغ، وفي العديد من البلدان، يتجاوز معدل تعاطي السجائر الإلكترونية بين المراهقين وفي الإقليم الأوروبي للمنظمة، أفاد 20% من الأطفال البالغين من عمر 15 عاما الذين شملهم المسح عن تعاطيهم للسجائر الإلكترونية.
وقالت المنظمة، إنه على الرغم من التقدم الكبير المحرز في الحد من تعاطي التبغ، فإن ظهور السجائر الإلكترونية وغيرها من منتجات التبغ والنيكوتين الجديدة يمثل تهديدا خطيرا للشباب ومكافحة التبغ، وتبيّن الدراسات أن استخدام السجائر الإلكترونية يزيد من تعاطي السجائر التقليدية، لا سيما بين الشباب غير المدخنين، بنحو 3 أضعاف.
وقال الدكتور تيدروس أدحانوم جيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: "إن التاريخ يكرر نفسه، حيث تحاول دوائر صناعة التبغ بيع نفس النيكوتين لأطفالنا في عبوات مختلفة، ودوائر هذه الصناعة تستهدف بنشاط المدارس والأطفال والشباب بمنتجات جديدة هي في الأساس فخ بنكهة الحلوى، فكيف لهم أن يتحدثوا عن الحد من الضرر بينما يقومون بتسويق هذه المنتجات الخطيرة التي تسبب الإدمان الشديد للأطفال."
وتواصل دوائر هذه الصناعة تسويق منتجاتها للشباب بنكهات مغرية مثل الحلوى والفاكهة، وقد خلصت بحوث أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية إلى أن أكثر من 70% من متعاطي السجائر الإلكترونية من الشباب سيتوقفون عن التدخين إذا أصبحت المنتجات متوفرة بنكهة التبغ وحدها.
وتسلط الأساليب الخادعة الضوء على الحاجة الملحة إلى أنظمة قوية لحماية الشباب من الاعتماد الضار على هذه المنتجات مدى الحياة.
وتحث المنظمة الحكومات على حماية الشباب من الإقبال على التبغ والسجائر الإلكترونية ومنتجات النيكوتين الأخرى عن طريق حظر هذه المنتجات أو فرض ضوابط مشددة عليها، وتشمل توصيات المنظمة إنشاء أماكن عامة داخلية خالية من التدخين بنسبة 100%، وحظر السجائر الإلكترونية المنكهة، وحظر التسويق والإعلان والترويج، وزيادة الضرائب، وإذكاء الوعي العام بالأساليب الخادعة التي تستخدمها دوائر الصناعة، ودعم مبادرات التثقيف والتوعية التي يقودها الشباب.
وقد أعرب الدكتور تيدروس عن تقديره للمنظمات الشبابية التالية من بين الحاصلين على جوائز اليوم العالمي للامتناع عن التدخين لعام 2024: معهد تايلاند للشباب، مملكة تايلاند، و نادي الامتناع عن تعاطي التبغ، جمهورية نيجيريا الاتحادية، حملة أطفال بلا تدخين، جمهورية الأرجنتين، موضحا، إن هؤلاء القادة الشباب الملهمون يحمون جيلهم من صناعة تنظر إليهم على أنهم مصدرا للربح لا على أنهم بشر.
وتستطيع الحكومات ومنظمات الصحة العامة والمجتمع المدني والشباب المتمكنون، من خلال العمل معا، أن يوجدوا عالماً يكون فيه الجيل القادم متحررا من مخاطر إدمان التبغ والنيكوتين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة