رحلة حمل شاقة قضتها الأم"مروة"، انتهت بولادة مبكرة لتؤأم اسمتهما "سلوان وعبد الرحمن"، ولكن لظروف الولادة المبكرة والصعبة استوجب الأمر وضع الطفلين بالحضانة، من أجل اكتساب جرام واحد في الوزن، ولكن القدر كانت له كلمة مختلفة.
قال القدر كلمته والحذر لا يمنع القدر، تزيد نسبة الأوكسجين بالحضانة فتصاب سلوان بفصل في الشبكية أفقدها البصر، ولكن في هذه اللحظة لم يعرف والديها ما حدث، ويتم اكتشافه بعد 3 شهور أثناء مداعبة الطفلة ببعض الألعاب التفاعلية فتلاحظ الأم التفاف الطفلة بكل جسدها الصوت.
طوى والدى سلوان القاهرة باحثين عن حل لحالة طفلتهما الصحية، واضطرهما الأمر للسفر إلى الخارج لإجراء عملية يدوية من أجل إصلاح الشبكية، وإمكانية عودة البصر لسلوان، وبرغم نجاح العملية الصعبة إلا إن العصب البصرى كان قد تضرر بالفعل، لتبدأ سلوان مع والديها رحلة الحياة معتمدة على كل حواسها دون البصر.
سلوان ووالدتها
"أول قرار أخدته إن سلوان لازم تكون شخص مشهور ومميز"، كلمات قالتها الأم مروة معبرة عن القرار الهام الذى اتخذته من أجل تشجيع طفلتها التي فقدت بصرها من أولى لحظات خروجها للحياه، مضيفة إنها مع مرور الوقت اكتشفت في سلوان مواهب مميزة، وتقليدها لأشهر المنشدين والقراء، بل وعزف أغانى لأم كلثوم دون أن تتعلمها، بل تطلب الأمر منها أن تسمع الأغنية لمرة واحدة.
وحاليًا سلوان سوليست في الأبرا، وتجيد الغناء والإنشاد الدينى، وكانت بين نجوم احتفالية قادرون باختلاف الأخيرة.
"كل حاجة في حياتى مفرحانى"، عبارة قالتها سلوان مبتسمة، ومعبرة عن بهجتها واستمتاعها بكل ما تحمله تفاصيل حياتها، وبرغم الصعاب فهى محاطة بمحبة كل من يتعامل معها، سواء من زملاء في الدراسة والأوبرا، أو من مدرسين فى مدرسة النور والأمل.
سلوان تعزف
"الصبر بييجى بعد الانكسار"، هكذا وصفت الأم بكلمات بسيطة ما تعملته من رحلتها مع سلوان، فترى إن الانكسارات المتتالية، تأتى بالصبر والرضا في نهاية المطاف، موجهة رسالة لكل أم لطفل من ذوى القدرات الخاصة إن الأب والأم يجب أن يبحثان عن مناطق تميز أطفالهما وتشجيعهما على مواجهة المجتمع.
سلوان
وتحدثت الأم عن بعض الصعوبات التي تقابلها وتقابل سلوان في المجتمع، ففي مدرسة الإنشاد قالت طفلة لسلوان "يا حرام إنتى مش بتشوفى"، لتحصد الأم في هذه اللحظة نتاج تشجيعها لطفلتها على مدار سنوات، لترد سلوان على الطفلة" انا مش بشوف، بس في الجنة هشوف أحسن من أي حد".
"لو وقعت مين هيسند سلوان"، كلمات قالتها الأم عن تشجيعها الدائم لسلوان، وبحثها عن مميزاتها، ومساندتها من أجل تحقيق ما تتمناه، فسلوان صاحبة موهبة فذة في الغناء والإنشاد، والعزف أيضًا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة