أحمد التايب

"الجنائية الدولية" وحرب غزة.. المساواة بين الضحية والجلاد

الثلاثاء، 21 مايو 2024 03:36 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مؤكد أن خطوة إعلان المدعي العام بالمحكمة الجنائية الدولية عن طلبه وسعيه لإصدار مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، ضربة قوية ضد دولة الاحتلال وتطور جديد في حرب غزة، وذلك في ظل تصاعد وتفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة، وفى ظل تعالى الأصوات الدولية والأممية بشأن انتهاك إسرائيل للقانون الدولي، فيما يتعلق بأوضاع السكان المدنيين وانتهاكات اتفاقية جنيف الرابعة، وفى ظل أعمال إبادة وجرائم حرب كبرى وصفتها محكمة العدل الدولية بالبشعة، وفى ظل اكتشاف المقابر الجماعية في القطاع وممارسات الاحتلال الاستفزازية في الضفة والقدس.

ليكون السؤال الكبير.. هل ممكن التنفيذ؟


بداية، أعتقد أن طلبات أوامر الاعتقال فارغة المضمون في ظل دولة تتعامل على أنها فوق القانون، وفى ظل مجتمع دولى يدعمها بقوة وعلى حساب سمعته الأخلاقية، وفى ظل دعم لا محدود للولايات المتحدة لإسرائيل وصل لاستخدام 5 فيتو لصالحها في مجلس الأمن، لكن إصدارها بمثابة ضربة وهزيمة استراتيجية لإسرائيل ومؤذية من الناحية المعنوبة والإعلامية والسياسية كونها ستضع إسرائيل في مصاف الدول المنبوذة وستزيد من الاعتداءات على اليهود في العالم.
ثانيا، وحتى وإن تم المساواه بين الضحية والجلاد بتوجيه التهم أيضاً لبعض قادة حماس من أجل إحداث نوع من التوازن، إلا أنها خطوة لم يكن يتخيلها أحد في فترات سابقة بالرغم من عدم العدالة السائدة في هذا العالم في هذا التوقت.
ثالثا، مؤكد أن قرار اعتقالات لقادة إسرائيليبن بمثابة حرج للدول المنضمة للمحكمة الجنائية، لأنه لن يتمكن نتنياهو ولا وزير دفاعه من السفر إلى الدول الأعضاء في المحكمة والموقعة على نظام روما الأساسي، لأنها ستكون ملزمة بتوقيفهما، وإذا لم يلتزمون بالقرار فسيكنون أمام حرج كبير.


وأيا كان الأمر، أعتقد أن هناك مكاسب للقضية الفلسطينية، لأنه عدم تنفيذ القرار يعنى سقوطا أخلاقيا جديدا للمجتمع الدولى ولأكبر منصات العدالة فى العالم ما يزيد من كشف القناع للحضارة الغربية.

وظنى، أنه سيكون هناك مكاسب أكبر وهو عزلة لإسرائيل وسقوط للرواية الإسرائيلية وحرج لقادة إسرائيل ولداعموهم، وبالتالى فى كلتا الحالتين هناك مكاسب للقضية الفلسطينية بشكل عام، وبالتالي فإن العالم ومجتمعه الدولى وعلى رأسه الولايات المتحدة أمام فرصة لإنقاذ سمعته وتفادى سقوطا أخلاقيا جديدا جراء موقفه من ما يحدث في غزة وترك الاحتلال يفعل ما يشاء ويضرب بقرارته وقوانينه عرض الحائظ..










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة