بدأت الحلقة الثانية من مسلسل مليحة، الذى يعرض ضمن دراما رمضان 2024 في النصف الثانى من الشهر، بحكاية الجد "الفنان سامى مغاورى" لحفيده، عن شخصية عز الدين القسام، ولهذا نستعرض سيرته عبر السطور المقبلة.
ولد عز الدين القسّام في بلدة جبلة جنوب مدينة اللاذقية السورية، تلّقى دروسه الابتدائية في بلدته في كتّاب والده، وسافر وهو في الرابعة عشرة إلى القاهرة، والتحق بالجامع الأزهر، وأخذ العلم من خير أئمته، ومنهم الشيخ المصلح محمد عبده.
بعد نيله شهادة الأهلية، عاد إلى جبلة سنة 1903، حيث خلف والده في تعليم أصول الكتابة والقراءة وحفظ القرآن وبعض العلوم الحديث، تولى الشيخ عز الدين القسام إمامة المسجد المنصوري في جبلة، وامتدت شهرته وحسن سمعته إلى المناطق المجاورة، بحسب موسوعة القضية الفلسطينية.
دعا القسام بعد هجوم إيطاليا على ليبيا سنة 1911 إلى نصرة الشعب العربي الليبي عن طريق التظاهر والتطوع للقتال إلى جانبه، ثم كان من أوائل من انضم إلى الثورة ضد الاحتلال الفرنسي في الساحل السوري ما بين سنة 1919- 1920، وأبلى في قتالهم أحسن البلاء في الجبال المحيطة بقلعة صلاح الدين فوق اللاذقية، فأدرك الفرنسيون خطورته وحكموا عليه بالإعدام.
ذهب القسام مع أسرته وبعض إخوانه إلى مدينة حيفا في أواخر سنة 1920، حيث عمل مدرساً، ثم صار يعطي دروساً دينية في جامع "الاستقلال"، وبعد سنوات قليلة، أصبح إماماً وخطيباً في الجامع ذاته. كما أنشأ مدرسة ليلية لمكافحة الأمية.
رأى القسام استفحال الخطر الصهيوني بسبب السياسة البريطانية الداعمة لمشروع "الوطن القومي اليهودي"، ووصل إلى قناعة بأن بريطانيا هي العلة والمعلول وأن لا سبيل إلى ردعها سوى بالكفاح المسلح المباشر ضدها، وأن لا سبيل إلى ذلك سوى بالإيمان الصادق ونبذ الحزبية والعائلية والتضافر والتضحية.
لم يكن القسام ليرغب في إعلان المقاومة ضد الاستعمار البريطاني قبل استكمال استعداده، بيد أن طوفان الهجرة اليهودية الجماعية في سنوات الثلاثينيات الأولى من القرن العشرين، وتضييق السلطات الرقابة عليه والخشية من ضربة استباقية تقوم بها، أمور جعلته يندفع إلى إعلان المقاومة في 12 نوفمبر 1935 ليلاً في حيفا ويتجه من ثم مع أحد عشر من إخوانه إلى أحراج قرية يعبد من أعمال جنين؛ فكانت معركة غير متكافئة- دامت ست ساعات- مع القوات البريطانية يوم 20 من الشهر نفسه، حيث استشهد الشيخ فيها مع أربعة من رجاله وجرح وأُسر الآخرون.
شهدت مدينة حيفا إضراباً شاملاً في 21 1935، بعد وصول خبر استشهاده، فأُغلقت الحوانيت والمتاجر والمطاعم، وودع الآلاف من سكانها الشهيد عز الدين القسّام ومن استشهد معه من أنصاره في أضخم جنازة عرفتها المدينة، ودفن الشيخ القسّام في مقبرة "بلد الشيخ" من أعمال حيفا، ولعب استشهاده دوراً كبيراً في إشعال الثورة الفلسطينية الكبرى (1936- 1939)، وألهم المقاومة الفلسطينية منذئذ جيلاً بعد جيل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة