شددت وكالات الأمم المتحدة وأطلقت العديد من التحذيرات حول انهيار الأنظمة الغذائية والصحية فى غزة على خلفية استمرار عدوان قوات الاحتلال الإسرائيلى على سكان الأراضى الفلسطينية المحتلة وخاصة قطاع غزة ومنع دخول المساعدات الإنسانية للنازحين الذين اجبروا على التهجير القسرى لعدة مرات منذ 7 أكتوبر الماضي.
ووفق تحذيرات برنامج الأغذية العالمى التابع للأمم المتحدة تم تصنيف سكان غزة بالكامل - 2.2 مليون شخص - فى مستوى الأزمة فى المرحلة الثالثة من التصنيف المرحلى المتكامل أو أسوأ، وهى أعلى نسبة من الأشخاص الذين يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائى الحاد، التى سجلتها مبادرة التصنيف المرحلى المتكامل على الإطلاق لأى منطقة أو بلد.
ومن المقرر أن تصدر لجنة مراجعة المجاعة بتصنيف الأمن الغذائى تقريرا خلال أسبوع حول الوضع فى قطاع غزة، حيث حذرت فرق الأمم المتحدة على الأرض منذ فترة طويلة من مخاطر حدوث مجاعة وشيكة بسبب عدم السماح بدخول ما يكفى من الإمدادات إلى القطاع منذ 7 أكتوبر 2023.
ومن جانبه أكد عارف حسين، كبير الاقتصاديين فى برنامج الأغذية العالمى التابع للأمم المتحدة: "نقول أن هناك مجاعة عندما تجتمع 3 شروط فى منطقة جغرافية محددة، سواء كانت بلدة أو قرية أو مدينة أو حتى دولة وهى أن هناك 20% على الأقل من السكان فى تلك المنطقة يواجهون مستويات شديدة من الجوع، و 30% من الأطفال فى نفس المكان يعانون من الهزال أو النحافة الشديدة بالنسبة لأطوالهم، كما تضاعف معدل الوفيات مقارنة بالمتوسط. هذا المعدل بالنسبة للبالغين هو حالة وفاة واحدة لكل 10,000 يوميا، وبالنسبة للأطفال، حالتا وفاة لكل 10,000 يوميا".
وقال المسؤول ببرنامج الأغذية العالمى، إن المجاعة هى اعتراف بالفشل الجماعى وإن وقت حدوثها ليس هو الوقت الذى يستدعى البدء فى العمل، "لأننا يجب أن نتحرك قبل حدوث المجاعة، حتى لا يتضور الناس جوعا، ولا يصاب الأطفال بالهزال، ولا يموت الناس لأسباب تتعلق بالجوع".
ووفق البرنامج الأممى، أن المجاعة هى مصطلح تقنى، يشير إلى مواجهة السكان سوء التغذية على نطاق واسع وحدوث وفيات مرتبطة بالجوع بسبب عدم الوصول إلى الغذاء.
وفى ذات السياق أفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، يعانى 31% أو طفل واحد من كل 3 أطفال دون سن الثانية فى شمال قطاع غزة من سوء التغذية الحاد، وهو ارتفاع مذهل لافتا إلى أنه ينتشر سوء التغذية بين الأطفال بسرعة ويصل إلى مستويات مدمرة وغير مسبوقة فى قطاع غزة بسبب الآثار واسعة النطاق للحرب والقيود المستمرة على توصيل المساعدات.
وجدت فحوصات التغذية التى أجرتها اليونيسف أن 4.5% من الأطفال فى الملاجئ والمراكز الصحية يعانون من الهزال الشديد، وهو أكثر أشكال سوء التغذية التى تهدد الحياة، مما يجعل الأطفال أكثر عرضة لخطر المضاعفات الطبية والوفاة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة