معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام في دورته الـ 55 التي قاربت علي الانتهاء حقق نجاحا كبيرا لمسته بنفسي في أكثر من زيارة، فلأول مرة أزور المعرض حوالي 9 زيارات علي مدار9 أيام متفرقة، وفي كل مرة أعود محملا بالكتب وبأفكار ومعارف كثيرة وآراء متعددة من خلال حضوري للبرنامج الثقافي بما يحمله من ندوات ومؤتمرات وأمسيات شعرية.
معرض الكتاب هذا العام نجاحه له أكثر من وجه ، وجه يمثله الحضور المكثف للجمهور من كل محافظات مصر ، ووجه آخر في برنامجه الثقافي المتميز والمتنوع ، ووجه آخر في حجم مبيعاته وإقبال الجمهور علي شراء الكتب الورقية، وهنا أتوقف لأؤكد أن الكتاب ككتاب ورقي برائحته وصفحاته وشكله مازال له بريقه ولو وجوده في ظل منافسة مع طرق أخري للقراءة مثل : الكتاب بطريقة البي دي إف أو الكتاب المسموع وغيرها من الوسائل الجديد.
معرض الكتاب في مصر بحر من المعرفة، وزاد للفكر لمن يريد التبحر ونزول الأعماق ، فالقراءة هي زاد الفكر والشعور والخيال، ويستطيع الإنسان بها أن يجمع الحيوات في عمر واحد، فعندما يقرأ كتابًا، فقد سافر بخياله وغاص في فكر كاتبه، وهنا أتذكر مقولة العقاد عن القراءة حينما قال : أهوى القراءة لأن عندي حياة واحدة في هذه الدنيا وحياة واحدة لا تكفيني ولا تحرك كل ما في ضميري من بواعث الحركة، والقراءة دون غيرها هي التي تعطيني أكثر من حياة واحدة في مدى عمر الإنسان الواحد، لأنها تزيد هذه الحياة من ناحية العمق، وإن كانت لا تطيلها بمقادير الحساب.
فعلا كل ما جمعته من كتب في معرض الكتاب سيزيد من عمري حيوات ، وكل كتاب اتبحر فيه يمنحني حياة جديدة ومعرفة جديدة ، والحياة ليست إلا مجموعة معارف يعيشها الإنسان حتي يلفظ أنفاسه الأخيرة ويلقي ربه .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة