نظم المجلس الأعلى للثقافة، بالتعاون مع العلاقات الثقافية الخارجية، أمسية ثقافية بعنوان "مصر- بنجلاديش"، بحضور السفيرة السيدة سمينا ناز سفيرة بنجلاديش لدى مصر.
وفى بداية الأمسية قال الدكتور هشام عزمي، إن تلك المبادرة تؤكد أن مصر كانت وستظل تنظر إلى علاقاتها الثقافية بدول العالم المختلفة باعتبارها قيمة في حد ذاتها، وأن العلاقات الثقافية في مجملها هي قيمة مضافة للثقافة الإنسانية.
وأضاف هشام عزمي، أن تلك المبادرة تهدف إلى إلقاء الضوء على الجوانب الثقافية للعلاقات القائمة بين مصر وشعوب العالم المختلفة، وذلك من خلال استضافة سفراء تلك الدول للتعريف بثقافة دولهم، وكذلك مجموعة من الضيوف المهتمين بثقافة هذه الدول للتركيز على العلاقات والروابط الثقافية التي جمعتهما بمصر على مدار التاريخ، وبهذه الكيفية تسعى المبادرة إلى أن تقدم للجمهور المصرى رصيدًا متميزًا ومهما من صور التواصل والتبادل الثقافي بين مصر ودول العالم المختلفة، والذي قد يكون غائبًا في بعض الأحيان.
وأشار إلى إيجابيات المبادرة ودورها في تأصيل أواصر الروابط الثقافية مع دول العالم المختلفة، فإنها كذلك تعد أيضًا نموذجًا مميزًا للشراكة بين الهيئات والقطاعات المختلفة للوزارة في تحقيق استراتيجيتها وأهدافها، حيث تم إطلاق هذه المبادرة من خلال قطاع العلاقات الثقافية من ناحية، والمجلس الأعلى للثقافة من ناحية أخرى، كما أنها تعد تجسيدًا للتعاون بين وزارة الثقافة والوزارات الأخرى حيث يتم التنسيق في هذه المبادرة مع وزارة الخارجية. وتابع أن بداية المبادرة اليوم باستضافة دولة بنجلاديش الصديقة، والتي تأتي متزامنة مع اقتراب احتفال مصر وبنجلاديش في مارس 2024 باليوبيل الذهبي لإقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين، تلك العلاقة التي اتسمت دومًا بالود والاستقرار والاحترام المتبادل على مدار ال50 عامًا حيث تحرص مصر على تطوير هذه العلاقة في كافة مجالات التعاون الثنائي، وان الرئيس البنجلاديشي أعلن عن تقدير شعب مصر لا سيما في دعم استقلال بنجلاديش عام ١٩٧١، كما أشاد بدور مصر الريادي في دعم الشعب الفلسطيني.
وعن دور الأزهر في ترسيخ تلك العلاقة قال "عزمي"، إنه في 3 أكتوبر 2023 أكد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف استعداد الأزهر لاستقبال أئمة بنجلاديش في أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ إضافة إلى إرسال المبتعثين الأزهريين من الوعاظ والمعلمين بما يلبي احتياجات وتطلعات الشعب البنجلاديشي، وقد جاء ذلك خلال استقباله بمشيخة الأزهر للسفير عمرو فهمي سفير مصر الجديد لدى جمهورية بنجلاديش، مشيرًا إلى أن الأزهر لديه ما يقارب 600 طالب وافد من بنجلاديش إضافة الى وجود معهد أزهري داخل بنجلاديش، كما أن الأزهر يوفر 18 منحة دراسية لأبناء بنجلاديش للدراسة في مختلف المراحل الدراسية، وعن لقاء مسؤولي المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، والذي شهدته مدينة "شيتا جوينج " ببنجلاديش، وأعلن في هذا الاجتماع عن تأسيس فرع المنظمة ببنجلاديش، والذي يضم العديد من المكاتب في مختلف المدن لخدمة كل أهالي بنجلاديش برئاسة الشيخ صوفي محمد ميزان الرحمن، وبحثت إجراءات إنشاء مركز لتعليم اللغة العربية وجريدة ناطقة باسم الأزهريين، وكذلك موقع إلكتروني ، وتابع أن مصر قامت بإهداء قطع مستنسخة من الآثار المصرية للمتحف الوطني "بدكا " في نوفمبر 2008.
ثم استكمل الدكتور هشام عزمي وقال إن مصر شاركت في بناء الفن الآسيوي سنة 2008 حيث اختير فنان مصري ليكون عضو تحكيم وفازت مصر بإحدى الجوائز الثلاث الكبرى للبينالي، وكان ذلك في 21 اكتوبر 2008، كما شاركت مصر في بينالي الأطفال الدولي سنة 2009 حيث فازت مصر بثلاث جوائز بين فضية وبرونزية و11 شهادة تقدير،
ثم استعرضت السفيرة سمينا ناز سفيرة بنجلاديش لدى مصر، قائلة: إن هذا الحدث يتزامن مع اليوم العالمي للغة الأم نحتفل بيوم 21 فبراير من كل عام لإحياء ذكرى النضال والتضحيات الفريدة التي قدموها لإرساء حق لغتهم الأم البنغالية، فهم كما قالت يفتخرون بكونهم الأمة الوحيدة في العالم التي قدمت تضحيات جسيمة من خلال التضحية بالدماء والأرواح لحماية حقوقهم في التحدث بلغتهم البنغالية سنة 1952 وذكرت عددًا من البنغاليين في كل العصور، وأطلقت عليهم شهداء حركتهم اللغوية البواسل، وعن حركة اللغة في بنجلاديش ذكرت أن اللغة تعد مصدرًا للإلهام في النضال من أجل الاستقلال والحرية وكرامة اللغة، فاللغة الأم هي الأهم لكل دولة في العالم.
وقالت إن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة" اليونسكو" اعتبرت اليوم العالمى للغة الأم في 17 نوفمبر 1999، واعتبارًا من 21 فبراير سنة 2000 تم الاحتفال بهذا اليوم باعتباره اليوم العالمي للغة الأم في جميع أنحاء العالم ، وعن العلاقات المصرية ببنجلاديش وصفتها بأنها ممتازة تقوم على القيم المشتركة والصداقة والتعاون المتبادل، فمصر كما قالت هي صديق قديم، ومصر من أوائل الدول العربية التي اعترفت ببنجلاديش عام 1973، وكانت هذه لفتة أظهرتها مصر في وقت كانت فيه الحاجة ماسة إلى ذلك.
وأضافت أنهم ممتنون كثيرًا للمساهمة التي قدمتها مصر، والتي لا تقدر بثمن، وتذكرت أيضًا عندما اتخذ الرئيس أنور السادات مبادرة شخصية لبنجلاديش للحصول على عضوية منظمة المؤتمر الإسلامي عام 1974 خلال القمة الثنائية لمنظمة المؤتمر الإسلامي في "لاهور _باكستان"، كما قام الرئيس السادات بزيارة قصيرة إلى بنجلاديش خلال عودته إلى مصر من القمة ووقتها لعبت مصر دورًا مهمًّا في انضمام بنجلاديش إلى حركة عدم الانحياز عام 1973 كما ساعدت أيضًا في محاولة بنجلاديش لتصبح عضوًا في الأمم المتحدة، لذا فإن بنجلاديش مدينة بشدة لمصر وشعبها، كما تحدثت عن زيارة الشيخ "مجيب الرحمن" إلى مصر بدعوة من الرئيس أنور السادات في نوفمبر 1974 كما قامت رئيسة وزراء بنجلاديش الموقرة الشيخة "حسينة" بزيارة مصر في عامي 2001 و2009 لحضور قمة مجموعة الثماني وحركة عدم الانحياز خلال العقود الخمسة الماضية تطورت علاقتنا بشكل كبير، وأضافت أن مصر وبنجلاديش تعملان معًا على قضايا مختلفة، وأنهم تتبادلان دعم الترشيحات في القطاعين الدولي والمتعدد الأطراف والأمم المتحدة على وجه الخصوص، وقالت إنها تتشرف بتمثيل بلدها فى مصر، فهي الدولة العريقة صاحبة التراث والثقافة، وقالت إن لديهم في بنجلاديش إلمام واسع بثقافة مصر الغنية من العصور الفرعونية وحتى الآن، وكذلك الثقافة العربية والإسلامية لدى كلا البلدين، كذلك هناك عدد من المسابقات المشتركة بين البلدين مثل مسابقة تلاوة القرآن الكريم والتبادل العلمي ومشاركه الفنانين المنتظمة في عواصم مصر وبنجلاديش، وأخيرًا أكدت أنهم بحاجة إلى المزيد من المشاركين من مصر إلى مهرجاناتهم الثقافية المهمة، وعن بنجلاديش قالت إنها غنية أيضًا بالتراث الثقافي، وأن التقاليد الثقافية للبلاد عبارة عن مزيج سعيد من العديد من المتغيرات التي تعد فريدة من نوعها من حيث التنوع، واعتبرت بنجلاديش بوتقة تنصهر فيها العديد من الحضارات القديمة، لذا كما قالت فإنهم ورثوا ثقافة مختلطة وغنية انعكس هذا الاختلاط والغنى على تراثها، فأصبح تراثًا عميق الجذور في الهندسة المعمارية والأدب والرقص والدراما والموسيقى واللوحات والفنون والنحت وما إلى ذلك، وعن المهرجانات هناك قالت إن لديهم سلسلة من المهرجانات فيحتفل المسلمون هناك بعيد الفطر وعيد الأضحى وغيرهما من الأعياد والطقوس، كذلك يحتفل الهندوس بمهرجاناتهم ويحتفل المسيحيون كذلك بعيد الميلاد.
وعن التراث الأدبي هناك قالت إن تراث بنجلاديش تراث غني، فالأدب البنغالي يبلغ عمره حوالي آلاف السنين ومن رواد الأدب البنغالي كما ذكرت "ربندرانات طاغور" الحائز على جائزة نوبل, كما ذكرت عددًا من الأسماء الذين يمثلون أقطاب الأدب المغولي.
وقد تضمنت الأمسية معرضًا للفن التشكيلي في بهو المجلس الأعلى للثقافة بعنوان "مصر في عيون أطفال بنجلاديش"، والذي نظمه المركز القومي لثقافة الطفل برئاسة الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة