مها عبد القادر

الإعلام الهادف وحملة للعلم؛ لبناء مجتمع أكثر وعيًا وتقدمًا

الثلاثاء، 03 ديسمبر 2024 06:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

إن العلم والمعرفة هما أساس تقدم الأمم وركيزة بناء الحضارات؛ فبدون هذين العنصرين الأساسيين، يصبح من الصعب على المجتمع مواجهة تحديات العصر أو الإسهام في صناعة مستقبل مستدام، ويُعتبر العلم محركًا للتغيير الإيجابي ووسيلة لتحسين جودة الحياة، بينما تعد المعرفة الحاضنة التي تؤسس للفهم والإبداع في مختلف المجالات، وهذان العنصران يمثلان الأدوات التي تمكن الأفراد من فهم العالم والتكيف مع تغيراته، مما يسهم في توفير الحلول للتحديات المختلفة، ويعتمد تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة بشكل كبير على الاهتمام بالعلم والمعرفة، حيث إنهما يشكلان الضوء الذي ينير طريق المجتمعات نحو مستقبل أفضل، من خلال تنمية الإبداع وتوفير الأدوات اللازمة له، يمكن للأمم أن تحقق التنمية والازدهار، مما يسهم في بناء عالم أكثر استقرارًا ورفاهية.


ومن ثم فهما الدعامة الأساسية لإعلام هادف يسهم في بناء مجتمع واعٍ ومثقف، من خلال تبني القيم العلمية ونشر المعرفة، ويستطيع الإعلام أن يصبح قوة إيجابية تعزز التنمية البشرية وتساعد الأفراد على فهم العالم واتخاذ قرارات صائبة وبناءة، كما أنه وسيلة أساسية لنشر الوعي والثقافة، ويتميز بقدرته على إيصال الرسائل الإيجابية والمعلومات القيمة للجمهور بأسلوب يتسم بالبساطة والوضوح، ومنصة تثقيفية تسهم في بناء وعي مجتمعي سليم ويُحفز الجمهور على البحث والاستزادة من المعلومات من مصدرها الرسمية والموثوقة، ويتجلى دور العلم والمعرفة في تعزيز هذا النوع من الإعلام، حيث يشكلان العمود الفقري لصياغة الرسائل الإعلامية التي تواكب العصر وتلبي احتياجات الجمهور والمجتمع وتواجه التحديات والشائعات.


وتُعد قنوات المتحدة مثالاً للإعلام الهادف الذي يتميز بتقديم محتوي متنوع يلبي احتياجات الشباب، مما يسهم في جذب الأجيال الجديدة إلى الشاشة، من خلال تقديم محتوى يجمع بين المعلومة والترفيه، وتساهم القنوات في توفير تجربة مشاهد جذابة تتناسب مع إيقاع العصر الحديث، وتركز على تقديم إعلام هادف يساهم في إرساء أسس المعرفة بصورة شاملة ومبسطة تتميز بالعمق والوعي والموثوقية ويتيح للمشاهدين استيعاب المعلومات بشكل أفضل، مما يؤسس لفهم شامل وعميق وواعي وسليم ويشجع على التفكير النقدي، ومن خلال التركيز على هذه العناصر، تساهم قنوات المتحدة في بناء جيل واعٍ ومتعلم، قادر على مواجهة التحديات واستثمار الفرص المتاحة في عالم سريع التغير.


ولأهمية الإعلام الهادف الواعي والمسؤول دشنت الدولة المصرية بالتعاون مع قنوات المتحدة حملة للعلم وتعتبر من المبادرات الهامة التي تؤكد على ضرورة أهمية العلم والمعرفة في المجتمع، من خلال تقديم إعلام هادف، فهي تعد نموذج يحتذى به يجمع بين تقديم المعلومة وتبسيطها بأسلوب جذاب وشيق، مما يجعلها إضافة حقيقية للمشهد الإعلامي المعاصر، وتتميز الحملة باعتماد أسلوب سلس وبسيط يجعل المحتوى مناسبًا لمختلف الفئات العمرية والثقافية مع استخدام لغة واضحة بعيدًا عن التعقيد، واستثمار تقنيات السرد القصصي لتوصيل الأفكار بشكل فعال وجذاب مع إيصال الرسائل والمعلومات بطريقة ممتعة وتفاعلية، مما يشجع الجمهور على متابعة المحتوى دون الشعور بالتلقين أو الملل مما يضمن فهمًا أوسع بين المشاهدين.


كما تهتم بتناول موضوعات علمية وثقافية وتاريخية تهم المجتمع وتثري المعرفة العامة، وتسليط الضوء على الإنجازات العلمية والتقنية بأسلوب يلهم الشباب، وتوظيف الوسائط الرقمية والتقنيات المرئية لجعل المحتوى أكثر حيوية وجاذبية مع تقديم رسومات توضيحية ومقاطع فيديو تساعد في تبسيط المعلومات المعقدة، واهتمام المجتمع بالقضايا العلمية والمعرفية المهمة وإثارة فضول الجمهور للبحث والتعمق في الموضوعات التي يتم تناولها والاهتمام بتحفيز وتشجيع الشباب على التفكير النقدي والإبداعي وتقديم النموذج المميز للإعلام الذي يخدم المجتمع ويثري وعيه بعيدًا عن الإثارة أو السطحية؛ لرفع وتنمية الوعي العلمي والفكري والثقافي.


وتسعي قنوات المتحدة من خلال الحملة؛ لتنمية وعي المجتمع بمختلف مجالاته بحيث يقدر العلم ويعتمد عليه في اتخاذ القرارات وتحفيز الأجيال الجديدة للاهتمام بالعلم والتعلم المستمر، وتعتبر الحملات التي تروج للعلم وتقدم إعلاماً هادفاً من أهم المبادرات التي تسهم في تقدم المجتمعات وتهتم بتقديم محتوى إعلامي يركز على القيم الإنسانية الأصيلة، وبناء مجتمعات أكثر تماسكاً وتشكيل العقول وصياغة رؤى إنسانية راقية، مما ينمي من قدرة الأفراد على التفكير والتحليل الناقد واتخاذ قرارات مستنيرة والعمل علي تشجيع المبدعين لتقديم محتوى هادف يترك بصمة إيجابية ويحدث نقلة نوعية وتأثير إيجابي في المجتمع، وتنمية المعرفة والابتكار وبناء مجتمع عالمي من المبدعين والمؤثرين.


إن رسالة الدولة المصرية تتجسد في دعمها لكل تغيير نوعي يهدف إلى الارتقاء بحياة الإنسان وتلبية تطلعاته نحو الرخاء والأمان، وتسعى هذه الرسالة إلى نشر الإيجابية والقيم المجتمعية التي تؤثر علميًا وثقافيًا وإنسانيًا، مما يسهم في صناعة العقول وتقريب الشعوب من بعضها البعض، وتعتبر الإشادة بحملات العلم والإعلام الهادف دعوة للعمل من أجل مستقبل أفضل؛ فمن خلال دعم هذه المبادرات، يمكن للجميع أن يكونوا جزءًا من تغيير إيجابي في مجتمعاتهم، وتُظهر حملة للعلم قدرة الإعلام الهادف على التأثير الإيجابي في المجتمع، حيث تعمل على رفع الوعي بطريقة تجمع بين الإبداع والفائدة، مع الاهتمام بتنمية القيم والالتزام بأخلاقيات المجتمع ومعايير الجودة فيما يقدم للجمهور، وهو ما يجعل هذه الحملات ضرورية لتأسيس مجتمع متماسك وقادر على مواجهة التحديات وتحقيق التنمية المستدامة.


ويمثل انتشار الشائعات في المجتمع المصري تحديًا كبيرًا يؤثر على الثقة في مؤسسات الدولة وتبث مشاعر القلق وعدم الاستقرار، وتستهدف هذه الحملات زعزعة الثقة بين المواطنين وحكومتهم، مما يعيق التعاون الضروري لمواجهة التحديات، ويعد التصدي الحازم لتلك الشائعات أمر ضروري، حيث إنها لا تهدد فقط سمعة المؤسسات، بل تمس الأمن القومي أيضًا ومن المهم أن نؤكد أن الدولة تعمل بجد لمحاربة الفساد وعميم الشفافية، وأن هناك وجود حقيقي لآليات رقابية فعالة لمحاسبة أي تقصير أو فساد، فالحفاظ على الثقة في المؤسسات يتطلب جهودًا متواصلة من كافة الأطراف، بما في ذلك تعزيز الوعي لدى المواطنين بأهمية المعلومات الموثوقة، من خلال حملات توعوية هادفة مسؤولة كحملة للعلم لنشر الإعلام الهادف وتوضيح كيفية التحقق من المعلومات وتجنب الانسياق وراء الشائعات، مما يسهم في تعزيز الوحدة والتماسك الاجتماعي.


لمواجهة الحملات التي تشنها المواقع المشبوهة والمغرضة والقوى الموجهة التي تهدف؛ لنشر الفوضى وزعزعة الاستقرار في المجتمع المصري، من خلال إثارة البلبلة وإطلاق الشائعات وإضعاف اللحمة الوطنية وتعكير صفو العام وتهديد الأمن القومي، ويتطلب التصدي لهذه الشائعات والأكاذيب جهودًا متكاملة من جميع أجهزة الدولة وخاصة الإعلامية لنشر الوعي السليم المسؤول، حيث يجب أن تكون هناك استجابة سريعة وحازمة لمواجهة أي محاولات لزرع الفتنة بين مختلف فئات المجتمع سواء كانت طائفية أو قبلية أو ثقافية، كي لا تزيد من حالة التوتر وتؤدي إلى تفكك المجتمع، مما يهدد استقراره وأمنه، ولابد أن تعمل الأجهزة الرقابية والأمنية والإعلامية بقنواتها الرسمية لمواجهة هذه التحديات، مع التركيز على تنمية الوعي بين المواطنين بأهمية المعلومات الدقيقة والموثوقة، ومن الضروري أن يتعاون الجميع للحفاظ على الوحدة الوطنية وتفويت الفرصة على المروجين للشائعات، مما يعزز من قدرة الدولة على مواجهة أي تهديدات محتملة.


إن حملة للعلم تعكس أهمية توطين القيم النبيلة والتأكيد على الموثوقية في المعلومات من خلال نشر الوعي والمعرفة، وهذا الدور أساسي في مواجهة التحديات المتغيرة، مثل الشائعات والتضليل الإعلامي، التي تؤدي إلى تفتيت الوحدة والسلم المجتمعي، مع التأكيد على أهمية العلم والثقافة والتعلم المستمر في بناء مجتمع متماسك وقوي، وضرورة الابتعاد عن الأفكار السلبية والممارسات الضارة، والتزام بالقيم التي تسهم في بناء الأوطان؛ فعن طريق الفهم والوعي، يمكننا غلق الأبواب أمام الفتن والشرور، مما يتيح لنا فرصة تحقيق الإنجازات والتقدم بالاستناد إلى استراتيجية مدروسة، يمكن لحملة للعلم أن تكون قوة دافعة نحو تحقيق التنمية المستدامة والنهضة المجتمعية، مما يسهم في بناء مستقبل أفضل للجميع.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة