يدخل العالم عاما جديدا وهو يحمل أزمات وصراعات العام الجارى، الذى كان أعلى سنوات الصدام، وبالتالى ربما لسنا فى حاجة إلى التنجيم والمنجمين، لندرك أن الأعوام تولد وهى متصلة، وأن ما يجرى على مدار سنوات يلد المزيد من الأزمات، خاصة أن أزمة النظام الدولى تتفاقم، واستمرت وتصاعدت خلال العام الذى يقترب من نهايته، وتستمر فى عام سيولد بعد أيام، انعكاسات الأزمات والصراعات فى العالم تتضاعف دون أفق للحل، يتواصل العدوان الإسرائيلى على غزة، ويدخل شهره السادس عشر خلال أقل من أسبوعين، كاشفا عن أكبر أزمات النظام العالمى الذى يعجز عن وقف الإبادة والحرب والتصفية العرقية، فبينما يتواصل العدوان على الأطفال تقف الولايات المتحدة مع العدوان، ويفقد النظام العالمى ما تبقى من إنسانيته أو احترام القانون الدولى والإنسانى.
وفى فبراير المقبل تكمل الحرب فى أوكرانيا العام الثالث، ويتحول إلى أحد الصراعات المزمنة، وتدفع دول العالم ثمنا باهظا لـ«صراع نفوذ»، بلا أفق قريب للحل، ويتضاعف الركود والتضخم، الحرب اشتعلت بين أمريكا وأوروبا والغرب من جهة، وروسيا من جهة أخرى.
وتصاعدت أيضا الحرب فى الربع الأخير من العام الماضى، ودخلت عامها الثانى بلا توقف، وفرضت الكثير من التحديات السياسية والاقتصادية، بجانب تحديات الأمن القومى، واتخذت المواجهة بين إيران وإسرائيل شكلا جديدا، يختلف عن تبادل التهديد على مدار عقود، دخلت إسرائيل فى مواجهات مباشرة مع إيران باستهداف القنصلية الإيرانية فى دمشق، وتنفيذ اغتيالات لقيادات إيرانية فى جنوب لبنان، بجانب قيادات من حزب الله تضمنت قيادات الصفين الأول والثانى من فؤاد شكر إلى الأمين العام حسن نصر الله، ثم تنفيذ اغتيال إسماعيل هنية داخل طهران.
ومن حيث أراد حزب الله ان يساند جبهة غزة، وجد نفسه فى مواجهة هى الأخطر فى تاريخه، والتى أثرت على كل التفاصيل الاستراتيجية فى المنطقة، حيث شن الاحتلال حربا على جنوب لبنان وحزب الله، وعمل اجتياحات تشمل تفتيشا ومصادرة أو تفجير أسلحة ونقاط صواريخ، واستمرار قصف منازل ومناطق بناء على معلومات ضمن خطة تصفية قيادات الصفين الأول والثانى ونوابهم وخلفاءهم، ضمن خطة غيرت فيها قوات الاحتلال سوابق المواجهات مع حزب الله، بعد تنفيذ عدد من عمليات الاغتيالات الممنهجة التى بدأت بفؤاد شكر، ولم تنته بالأمين العام السيد حسن نصر الله، وأكثر من 400 قيادة للحزب، بجانب عمليات اختراق وتفجيرات - أشهرها «عمليتا البيجر، والتوكى ووكى» - مثلت ضربات استخبارية وتقنية موجعة.
وقد تجاوزت عمليات الاغتيال فى صفوف حزب الله، مثيلاتها فى غزة، التى لم تخلُ أيضا من اغتيالات قيادات حماس، وبالتالى فإن تنفيذ عمليات نوعية تجاوز القيادات العسكرية إلى السياسيين، وكان يحيى السنوار أبرز من تمت تصفيتهم بعد إسماعيل هنية.
واستمرت تداعيات 7 أكتوبر، وانتقلت من غزة إلى جنوب لبنان وسوريا، وإيران، وبعد أكثر من عقد واجهت فيه سوريا الحروب والصراعات، ومع اشتعال الحرب فى لبنان سقطت بقايا مدن سوريا، وتفكك الجيش، وهرب بشار الأسد، وبدأت مرحلة جديدة، حيث اجتاحت إسرائيل أراضى سوريا، واحتلتها.
والآن لا تنفصل الأحداث عن تطورات الأحداث طوال 15 شهرا من الحرب، بدأت بطوفان الأقصى، وتفاعلت بشكل تجاوز غزة أو الضفة إلى لبنان وسوريا وإلى إيران، وبدا المشهد فى الإقليم خارج نطاق التحكم، مع توقعات وسيناريوهات متعددة، حسب الاتفاقات أو التفاهمات، التى ارتبط بإنهاء حكم بشار الأسد، مع وجود أطراف إقليمية منها «تركيا، وايران، وأمريكا، وروسيا، وبالطبع إسرائيل. فيما يبدو أكبر من مجرد تداعيات، وإنما سيناريوهات تتفاعل لتلد تصورات جديدة تنسف ثوابت وخطوط حمراء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة