ذكرى رحيل جون شتاينبك.. عناقيد الغضب رواية الواقع الموجع وحكاية حظرها

الجمعة، 20 ديسمبر 2024 12:00 م
ذكرى رحيل جون شتاينبك.. عناقيد الغضب رواية الواقع الموجع وحكاية حظرها شتاينبك
أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

شهد الأدب الغربى حظر العديد من الأعمال التى تناولت قضايا حساسة وكشفت خبايا المجتمع، ومن أبرز هذه الأعمال رواية "عناقيد الغضب" التى صدرت عام 1939م، وهى واحدة من أشهر روايات الكاتب الأمريكى جون شتاينبك، الذى نحيى اليوم ذكرى رحيله، حيث رحل فى 20 ديسمبر 1968م.

تتناول الرواية قصة عائلة فقيرة من أوكلاهوما تضطر للهجرة إلى كاليفورنيا خلال الأزمة الاقتصادية في الثلاثينيات من القرن الماضي، تعكس الرواية واقع الطبقة العاملة والمهمشين في المجتمع الأمريكي، وتسلط الضوء على مأساة الكساد الاقتصادي الكبير عام 1929م، والجفاف العظيم الذي أعقبه، كما تكشف عن سراب "الحلم الأمريكى" الذى أغرى الملايين بالسعى وراء حياة أفضل، ليواجهوا فى النهاية صعوبات قاسية وظروفًا إنسانية مزرية.

 

"عناقيد الغضب.. رواية الواقع الموجع"

تصوّر الرواية الظلم الطبقى الذى عانى منه الكاتب نفسه، فقد وُلد جون شتاينبك في ساليناس بكاليفورنيا، وعايش في شبابه ظروف العمال المعدمين. عمل في مهن متواضعة، مثل سائس دواب وقاطف فواكه، مما عمّق فهمه لمعاناة الطبقات الكادحة. هذه التجارب شكلت خلفية أدبية غنية انعكست بوضوح في أعماله.

رغم شعبيتها الكبيرة، أثارت الرواية جدلًا واسعًا عند صدورها، فقد وُصفت بأنها تُظهر "تعاطفًا شيوعيًا" وتبالغ في وصف معاناة معسكرات العمال المهاجرين. أدى ذلك إلى حظرها في مقاطعة كيرن بكاليفورنيا، بينما كانت تُباع يوميًا بآلاف النسخ في أماكن أخرى. وبرغم الجدل، حاز شتاينبك على جائزة بوليتزر عام 1940 عن هذه الرواية، تقديرًا لقيمتها الأدبية والاجتماعية.

 

"جون شتاينبك.. رحلة أديب من الظل إلى القمة"

بدأ شتاينبك مسيرته المهنية كصحفي لفترة قصيرة، قبل أن يعود إلى كاليفورنيا للعمل كحارس عقار، حيث كتب روايته الأولى "كأس من ذهب" عام 1929م، لكنها لم تحقق نجاحًا كبيرًا، تلتها روايتا "مراعي الفردوس" 1932م و"البحث عن إله مجهول"، اللتان لم تحققا أيضًا النجاح المرجو.

إلا أن شتاينبك لم يستسلم، وحقق اختراقًا كبيرًا في عام 1935م بروايته "شقة تورتيلا"، التي نالت إعجاب القراء والنقاد بفضل طابعها الكوميدي، و بعد ذلك، تطور أسلوبه ليصبح أكثر جدية وعمقًا، وأصدر أعمالًا بارزة مثل "معركة مشكوك بها" 1936م، "فئران ورجال" 1937م، والمجموعة القصصية "الوادي الطويل" 1938م.

جون شتاينبك لم يكن مجرد كاتب، بل كان صوتًا للمحرومين والمهمشين، ومؤرخًا للأزمات التي عصفت بالمجتمع الأمريكي في القرن العشرين، وإلى اليوم، تظل أعماله شاهدة على تلك الحقبة ومصدر إلهام لأجيال من القراء والكتاب.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة