تتساقط الأمطار وتغشى الغيوم السماء، وتستمر الرياح في هبوبها العنيف، فتتغير ملامح الطريق بين الحين والآخر، في تلك اللحظات التي قد يشعر فيها المواطنون بأنهم أمام تحديات غير متوقعة، تبرز دور رجال المرور في توجيههم وإرشادهم إلى كيفية التعامل مع تلك الظروف الطقسية التي تؤثر بشكل كبير على سلامتهم.
وتبرز هنا إرشادات وتعليمات رجال المرور بوزارة الداخلية للمواطنين، حول كيفية التعامل في الظروف الطقسية السيئة.
السرعة المحددة درع الأمان
من أولى التوجيهات التي يؤكد عليها رجال المرور هي الالتزام بالسرعة المحددة على الطرق، ففي الظروف الطقسية السيئة، سواء كان ذلك بسبب الأمطار أو الشبورة الكثيفة، تصبح الرؤية محدودة، ما يزيد من خطر الحوادث، لذا، يجب على السائقين خفض السرعة بما يتناسب مع حالة الطريق، فالرؤية التي قد تكون واضحة في الطقس العادي تتحول إلى ضبابية في لحظات العواصف، مما يتطلب اتخاذ الحيطة والحذر من جميع الأطراف.
المسافة الآمنة
تعد المسافة الآمنة بين المركبات من أهم العوامل التي يجب مراعاتها أثناء القيادة في الظروف السيئة، فينصح رجال المرور بزيادة المسافة بين السيارة والأخرى، خاصة في أثناء هطول الأمطار أو أثناء الشبورة، فكلما زادت المسافة، زادت فرص التوقف بشكل آمن في حال حدوث أي طارئ، كما أن الطرق الرطبة تؤدي إلى تراجع قدرة المركبة على التوقف بشكل سريع، مما يزيد من خطر التصادم إذا كانت المسافة قصيرة.
الإضاءة الجيدة
لا شك أن الإضاءة الجيدة تلعب دورًا كبيرًا في ضمان رؤية الطريق بوضوح، خصوصًا في حالة الشبورة أو الأمطار الغزيرة، وينصح رجال المرور بتشغيل الأضواء الأمامية للسيارة، واستخدام الإضاءة الخلفية في حال انعدام الرؤية، والابتعاد عن الأضواء العالية التي قد تتسبب في زيادة التشويش في الرؤية، ومن الأفضل أيضًا تجنب استخدام الأضواء العالية في الشبورة، حيث قد تتسبب في انعكاسات تعوق الرؤية بدلاً من تحسينها.
تفقد السيارة
أحد أهم الإرشادات التي ينبه إليها رجال المرور هو التأكد من جاهزية السيارة قبل الخروج في الطقس السيء، فيجب على السائقين التأكد من أن إطارات السيارة في حالة جيدة وأنها محشوة بالهواء الكافي، كما يجب التأكد من عمل المساحات بكفاءة عالية، لأن الأمطار الغزيرة قد تؤثر على الرؤية، فيحتاج السائق إلى مساحات جيدة لتنظيف الزجاج بشكل دوري، ولا ينبغي إغفال حالة المصابيح الأمامية والخلفية، خاصة في الأجواء الماطرة أو المغبرة.
التعامل مع الانزلاق
تعتبر الطرق المبللة من أكبر التحديات التي قد يواجهها السائقون في الطقس السيء، فينصح رجال المرور بتجنب الضغط المفاجئ على المكابح عند القيادة على طرق زلقة أو مغطاة بالمياه، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى انزلاق السيارة وفقدان السيطرة عليها، بدلاً من ذلك، يجب على السائق أن يضغط برفق على المكابح، محاولاً الحفاظ على توازن المركبة وعدم الاستجابة بشكل مفاجئ أو عنيف مع التغيرات الطارئة على الطريق.
التأني في القيادة
قد يكون الطقس السيئ سببًا في تزايد الحوادث على الطرق، ولكن السائقين الذين يتبعون تعليمات المرور بشكل دقيق يستطيعون تجاوز التحديات بنجاح، التأني في القيادة وترك مسافة كافية للمناورة والتوقف السريع يمكن أن ينقذ الأرواح، ومن الضروري أن يظل السائق هادئًا، وأن لا ينجر وراء عجلة الزمن في محاولة للوصول بسرعة، بل عليه أن يكون على دراية تامة بأن الأمان لا يأتي إلا من الحذر والتأني.
الاستماع للتحذيرات المرورية
من الأهمية بمكان أن يبقى السائقون على اطلاع دائم على آخر التحذيرات والرسائل الصادرة عن رجال المرور عبر وسائل الإعلام أو وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة في الأوقات التي تشهد حالة من الطقس السيئ، قد تكون هناك إغلاقات للطرق أو تحويلات قد تضمن المرور بشكل آمن، وقد تكون هناك تحذيرات بشأن مواقع التشبع بالمياه أو انزلاقات في أماكن معينة.
الأمان مسؤولية مشتركة
يبقى الوعي هو العامل الأهم في التعامل مع الطرق في الظروف الطقسية السيئة، فرجال المرور يضعون أمامنا مجموعة من التوجيهات التي إذا ما التزم بها السائقون ستساهم بشكل كبير في تقليل الحوادث والحفاظ على الأرواح، كما أن المسؤولية لا تقع على عاتق رجال المرور وحدهم، بل على كل سائق أن يتحلى بالوعي الكافي لمواجهة التحديات الطارئة على الطريق. الأمان يبدأ من داخل السيارة، ولكن يكتمل على الطريق بتعاون الجميع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة