هناك أشخاص تستمتع بظلم الآخرين، فهم يُوجدون من الأسباب ويسوقن منها ما يكفي لعقاب أو إيلام أو إهانة الغير، ربما لمُجرد مُتعة النيل من الآخر، وهذا الأمر نجده يتكرر وبشدة في حالة الأشخاص الذين يستمتعون بعذاب الآخرين، فهم يجدون لذة في هذا الإحساس، وكأنهم د فهذا يشعرهم بالقوة،ومما لا شك فيه أن هذه السلوكيات هي نموذج مُتكامل لعدم الاتزان النفسي، ونصيحتي لمَنْ يتعامل مع هذه النوعية من البشر أن يبتعد عنها تمامًا، لأنها لا تجلب سوى الانهيار العصبي، وعدم الثقة بالنفس، والشتات الذهني وأحيانًا يصل الإحساس إلى مرحلة عدم الرضاء عن النفس بسبب التعامل مع شخصيات غير سوية لديها قدرة فائقة على خلق حالة من الاضطراب النفسي والفكري.
فهناك قصة تحكي عن حمار ذهب إلى الأسد، وكانت تبدو عليه ملامح العصبية والانفعال، فسأله: "أليس من الصحيح أنك كبير الغابة؟"، فأجابه الأسد قائلاً: "نعم، ولكن ماذا حدث؟"، فقال الحمار: "كلما يراني النمر يضربني على وجهي ويسألني لماذا لا ترتدي القبعة؟ أريد أن أعرف لماذا يضربني النمر، وأي قبعة يقصد؟"، فأجابه الأسد: "اترك لي هذا الموضوع"، وعندما التقى الأسد بالنمر سأله: "ما هو موضوع القبعة تلك؟"، فقال النمر: "مُجرد سبب لكي أضربه"، فقال الأسد: "ابحث عن سبب وجيه، مثلاً اطلب منه إحضار تفاحة فإذا أحضرها صفراء اصفعه وقل له لماذا لم تأتِ بها حمراء، وإذا أحضرها حمراء، اصفعه وقل له: لماذا لم تأتي بها صفراء"، فأجاب النمر: "فكرة جيدة"، وفي اليوم التالي طلب النمر من الحمار إحضار تفاحة، فنظر له الحمار وسأله: "أتريدها حمراء أم صفراء؟"، عندها تمتم النمر وقال: "حمراء أم صفراء"، ثم ضرب الحمار وقال: "لماذا لا ترتدي القبعة؟".
وهذه القصة تُؤكد أن هناك مَنْ يُلفق الأسباب لكي يتحامل على الغير وينال منه ويُعذبه، فهو يتلذذ بهذا الشعور، فالأمر عنده لا يرتبط بأسباب للعقاب، ولكنه مرتبط ارتباط وثيق بفكرة فرض السيطرة والقوة على الغير، وخلق حالة من الرهبة بداخله، وهذه النوعية لا تستحق مُحاولة استعمال وسائل الإقناع معها، لأنها لا تميل إلى المنطق ولا تأخذه عُنوانًا لسلوكها، فهؤلاء لابد من تجنبهم، لأن أضرارهم لا تمتد إلى الجسد فحسب، بل إنها تصل إلى العقل والإحساس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة