أثبت تقرير الطب الشرعي الصادر لسائق حافلة طلاب طب جامعة الجلالة تعاطيه المخدرات، والذي تم التحفظ عليه لثبوت ذلك، والذي تسبّب في وفاة 12 طالب وإصابة 29 أخرين، فتعاطي المخدرات من قبل سائقي الميكروباصات والأتوبيسات يعد أحد أبرز التحديات التي تواجه السلامة على الطرق في مصر، والتي تسعي اجهزة الدولة لمطاردتها بين الحين والآخر، وضبط كميات كبيرة، بالإضافة الي مؤسسات الدولة التي اصبحت تستقبل تحليل دوري من العاملين لديها لثبوت عدم تعاطيهم للمواد المخدرة وذلك لحجم الامر ومحاولة حصره والقضاء عليه.
فتعاطي المخدرات يتسبب في عدد كبير من الحوادث المرورية المميتة، فالمخدرات تؤثر بشكل كبير على قدرة السائقين على التحكم في المركبات، مما يؤدي إلى نقص التركيز وتشتت الانتباه وفقدان القدرة على اتخاذ القرارات الحاسمة أثناء القيادة، وهو الذي تسبب وكان بطل الحوادث التي تشهدها الطرق.
الطب النفسي يشير إلى أن المخدرات تؤدي إلى تعطيل أجزاء من الدماغ وتقليل سرعة الاستجابة، هذا التأثير السلبي يظهر بوضوح في قيادة سائقي المركبات الكبيرة مثل الميكروباصات والأتوبيسات، حيث يؤدي ذلك إلى زيادة معدلات الحوادث الخطيرة على الطرق.
فيتسبب الحشيش والبانجو في إبطاء رد الفعل وتقليل مستوى التركيز، في حين أن المخدرات الأكثر خطورة مثل الكوكايين والشابو تسبب سلوكيات متهورة أثناء القيادة، ما يعزز احتمال وقوع حوادث مروعة ، وفي دراسة حديثة، أشار صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي إلى أن المخدرات تؤدي إلى حوادث كبيرة للغاية، خاصة مع سائقي وسائل النقل الجماعي الذين ينقلون أعدادًا كبيرة من الركاب والطلاب يومياً.
وخلال السنوات الأخيرة، تم تكثيف حملات الكشف عن المخدرات بين السائقين في مصر، وتم فحص أكثر من 1200 سائق حافلات مدرسية، وضبط سائقين يتعاطون الحشيش خلال 3 أسابيع فقط وقتها، تم اتخاذ إجراءات قانونية ضدهم، بما في ذلك إحالتهم للنيابة .
هناك إحصائيات أخرى تشير إلى أن تعاطي المخدرات بين سائقي الحافلات المدرسية انخفض إلى 0.3% بعد حملات مكثفة للكشف المبكر عن المخدرات، إلا أن المشكلة لا تزال قائمة بين سائقي الميكروباصات، حيث تشير تقديرات غير رسمية إلى أن نسبة كبيرة من هؤلاء السائقين قد يكونون تحت تأثير المخدرات أثناء القيادة، مما يجعلهم قنابل موقوتة على الطرق.
من بين الحوادث الشائعة، سجلت حالة في القاهرة حيث تسبب سائق ميكروباص متعاطٍ للمخدرات في حادث أدى إلى وفاة 5 أشخاص وإصابة آخرين، التحقيقات أثبتت أن السائق كان تحت تأثير الحشيش أثناء وقوع الحادث , هذا النوع من الحوادث أصبح متكرراً بشكل مزعج، ما دفع السلطات إلى تعزيز الرقابة وزيادة الغرامات المفروضة على السائقين المتورطين.
جهود الحكومة لمكافحة هذه الظاهرة تتضمن أيضاً حملات توعية مستمرة، حيث يتم تدريب السائقين على مخاطر تعاطي المخدرات، إضافة إلى تكثيف الدوريات المرورية وإجراء فحوصات مفاجئة على الطرق السريعة للكشف عن السائقين الذين يتعاطون المخدرات .
وتلقت الدكتورة مايا مرسى وزيرة التضامن الاجتماعي ورئيس مجلس إدارة صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، تقريرا عن نتائج حملات لجان الكشف المبكر عن تعاطي المواد المخدرة بين سائقي الحافلات المدرسية، حيث تم الكشف على 1276 سائقا خلال أول 3 أسابيع من العام الدراسي 2024/ 2025، بالعديد من المحافظات المختلفة، وانخفضت نسبة التعاطي إلى 0.3%، بعدما كانت 12% عام 2017 ومن ثبت تعاطيه للمواد المخدرة يتم فصله من المدرسة، بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني واحالته الى النيابة العامة بتهمة القيادة تحت تأثير المخدر.
ونصت المادة 238 من قانون العقوبات نصت على الحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر لمن تسبب فى قتل شخص خطأ نتيجة إهماله، وترتفع مدة العقوبة من سنة إلى 5 سنوات فى حالة خطأ الجانى خطأ جسيمًا أو كان متعاطيًا مواد مخدرة، وإذا تسبب الحادث فى وفاة أكثر من 3 أشخاص ترتفع العقوبة من سنة إلى 7 سنوات، وقد تصل إلى 10 سنوات فى حالة وجود ظرف مشدد للعقوبة.
كما نصت المادة 244 من قانون العقوبات نصت على أن من تسبب خطأ فى جرح شخص أو إيذائه بإن كان ذلك ناشئاً عن إهماله أو رعونته يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنة، وترتفع مدة العقوبة لسنتين فى حالة أن الحادث تسبب فى أحداث عاهة مستديمة بالضحية أو كان المتهم متعاطيًا لمواد مخدرة وتغلظ العقوبة إلى خمس سنوات فى حالة ارتفاع عدد المصابين فى الحادث إلى 3 أشخاص أو أكثر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة