«أرض واحدة – عائلة واحدة – مستقبل واحد».. هو الشعار الذى اختارته الهند لقمة العشرين لهذا العام، ليُمثل رسالة قوية بحرصها على أن تحقق القمة التى تستضيفها على أراضيها ليومين، أهداف تأتى فى صالح الجميع؛ بتحقيق نمو عادل ومُنصف، إلى جانب حل للأزمات التى أثرت على جميع بلدان العالم على حد سواء، حيث تأتى التحديات العالمية الكبرى، والبحث عن السلام والاستقرار وقضايا المناخ وتسريع سُبل تحقيق التنمية المستدامة والأمن الغذائى والتحول الرقمى والتكنولوجى؛ فى مقدمة أولويات القمة المُنعقدة فى نيودلهى.
مصر وأشقاؤها من دول الخليج، حيث دولة الإمارات وسلطنة عُمان، يشاركون فى قمة العام الجارى، حيث توجيه دعوة لهم، بالإضافة إلى المملكة العربية السعودية والتى تُعد عضوا فاعلا فى القمة بالأساس، ما يعكس أهمية كبيرة لهذه الدول فى ضمان أمن واستقرار الشرق الأوسط، وأيضا دورا مُهما فى الكثير من القضايا محل اهتمام هذا التجمع الاقتصادى الدولى ذو الشأن الكبير فى الأوساط العالمية، وجدير بالذكر أن مجموعة العشرين بحسب تقارير صحفية دولية، تتجه إلى منح العضوية الدائمة للاتحاد الأفريقى، ما من شأنه منح التكتل الأفريقى - 55 دولة - الوضع ذاته الذى يتمتع به الاتحاد الأوروبى، وقد أشارت البرازيل وألمانيا وكندا إلى دعمها لهذا الطرح، وفى حال تمّ هذا الأمر؛ من المؤكد أنه سيُمثل تحولا مهُما بالنسبة للقارة السمراء، والتى تُعد مصر دولة محورية بها، حيث موقعها الاستراتيجى ودورها السياسى الفعال فى حفظ أمن واستقرار القارة، وحل الخلافات والأزمات التى تُعانى منها بعض الدول الأفريقية المُحيطة.
وتأتى هذه المشاركة العربية المُتميزة بعد أسابيع قليلة من دعوة مجموعة «بريكس» إلى انضمام مصر والسعودية والإمارات إليها رسميًا بداية من يناير فى العام المقبل، ما يدعم التعاون والتنسيق على كل الأصعدة بين هذه الدول الثلاث، وأطراف دولية ذات شأن اقتصادى وسياسى على مستوى العالم، كما يعكس مشاركة مصر وأشقائها فى «بريكس» ثم قمة العشرين، حرص التكتلات الاقتصادية العالمية باختلاف أعضائها على تواجدها؛ لما لهم من دور محورى فى تحقيق أهدافهم السياسية والتنموية، إضافة إلى إدراك النظام العالمى الجديد لضرورة ضم قوى عربية مثل مصر وعدد من دول الخليج من أجل مستقبل أفضل للجميع.
فى سياق متصل تتنامى العلاقات بين مصر والهند، والتى تُمثل قوة آسيوية صاعدة فى النظام العالمى، فهى تحرص على تحقيق التنمية الاقتصادية والحفاظ على سياسات متوازنة، حتى تُصبح قوة دبلوماسية ومركزا آسيويا تجاريا مُهما.
إن جميع المؤشرات التى تحدث تباعا على الصعيدين السياسى والاقتصادى خلال السنوات الأخيرة، تؤكد جميعها على نجاح مصر فى اكتساب دور استراتيجى مُهم، سواء فى المنطقة العربية أو على المستوى العالمي، فقد أصبحت فاعلة فى مسيرة التنمية وحل الأزمات الدولية، التى أصبحت تُعانى منها دول العالم، وبالتالى ذات أهمية مشتركة بين الجميع، حيث تداعيات تغير المناخ والأزمة الروسية الأوكرانية والأوبئة مثلما حدث فى جائحة كورونا.. إن مصر تسير بُخطى ثابتة لإثبات نفسها عضوا فاعلا فى جميع التكتلات الدولية، ومن المتوقع بحسب تقارير دولية عالمية أن تحقق خلال السنوات المقبلة المزيد من النجاحات سياسيا واقتصاديا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة