يتناول كتاب "الماضي الغارق" حدثًا عالميًا مشهورًا لم يتم بحثه بشكل نقدي وهو حملة منظمة اليونسكو الدولية لإنقاذ آثار النوبة (1960-1980) إذ يظهر كيف أن المشروع وعواقبه لم يدفعا علم الآثار إلى عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية فحسب، بل ساعدا أيضًا في تطويره.
في هذا الكتاب، يتساءل ويليام كاروثرز عن كيفية تبلور عملية إنهاء الاستعمار في فترة ما بعد الحرب، وما هو الدور الذي لعبه نظام استعماري مثل علم الآثار الذي تم صياغته في بوتقة الإمبريالية عندما أكدت "الأمم الجديدة" نفسها في مواجهة الحرب الباردة العالمية.
يشرح الكاتب كيف أصبح السد العالي في أسوان محور ثورة جمال عبد الناصر المصرية وهو هنا يقصد ثورة 23 يوليو، متطرقا إلى كيف سعت الحملة التى نظمتها اليونسكوإلى إنقاذ المعابد القديمة والمواقع الأثرية والحفاظ عليها من مياه الفيضانات الجديدة وكيف تم تنفيذ المشروع في النوبة المصرية والسودانية، وهو ما لم يأت من فراغ بل كان مبنيا على سنوات من العمل الأثري الذي تم القيام بمعظمه تحت الاحتلال والنفوذ البريطاني.
خلال تلك العملية، اعتمدت الحملة على المجهودات العلمية التي وجهت تلك الدراسات الاستقصائية السابقة، مما ساعد على دمج النوبيين أنفسهم ببرامج إعادة التوطين والتحديث التي تقودها الدولة، حتى عندما أنشأت اليونسكو مشهدًا أثريًا مهما شهدته وسائل الإعلام العالمية والاستهلاك السياحي.
يصف كتاب "الماضي المغمور" كيف أن الممارسات الأثرية والأنثروبولوجية الاستعمارية وخاصة مظاهرها الأرشيفية والوثائقية أثرت على النوبة القديمة وسكان المنطقة ونتيجة لذلك، لم تصبح الحملة النوبية أساسية لإنشاء اتفاقية التراث العالمي لليونسكو لعام 1972 فحسب، بل كشفت أيضًا عن أسئلة حول أهداف علم الآثار والتراث وما إذا كان سيتم التغلب على الأصول الاستعمارية لهذه المجالات.
يذكر أن مؤلف الكتاب ويليام كاروثرز هو محاضر في التراث والدراسات متعددة التخصصات في جامعة إسيكس. وهو حاصل على درجة الدكتوراه في تاريخ وفلسفة العلوم من جامعة كامبريدج، وهو عالم آثار.
كتاب الماضى الغارق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة