تغيرات بالغة فى حالة الطقس نظرا لما يحدث فى دولة ليبيا بعد تعرضها لإعصار دانيال الذى تسبب فى حالة كبيرة من الخراب ووفاة الآلاف، ورغم تأثير العاصفة المحدود على مصر مقارنة بما شهدته السواحل اليونانية والأراضى الليبية بسبب تحولها لمنخفض جوى، إلا أن خبراء الصحة حذروا من التقلبات الجوية ووجهوا بعض النصائح للتعامل مع حالة الطقس.
وكان الطقس والتغيرات المناخية قديما سببا فى انهيار الحضارات القديمة، والتى ازدهرت فى الأساس على الزراعة وهطول الأمطار، لكن بسبب الأعصاير، اختفت بعض الحضارات العظيمة التى لا يزال بعضا من آثارها باقية إلى اليوم.
الآشورية
توصلت دراسة حديثة إلى أن ازدهار وانهيار الإمبراطورية الأشورية التى ظهرت فى سنة 912 قبل الميلاد فى بلاد ما بين النهرين، كان بسبب التقلبات المناخية، وامتدت الحضارة الآشورية من البحر الأبيض المتوسط فى الغرب إلى الخليج وغرب إيران فى الشرق، حيث سيطرت على الشرق الأدنى لمدة 300 عام.
وبحسب ما نشرته جريدة "جارديان" البريطانية، يقول العلماء إن التقلبات فى ثروات الإمبراطورية، تزامنت مع تحول دراماتيكى فى مناخها من الرطب إلى الجاف، وهو تغيير مهم فى الإمبراطورية التى تعتمد على المحاصيل.
وكتب العلماء فى دراسة: "إن نحو قرنين من هطول الأمطار وارتفاع المحاصيل الزراعية، شجعا التحضر عالى الكثافة والتوسع الإمبراطورى الذى لم يكن مستداما عندما تحول المناخ إلى ظروف الجفاف الشديد خلال القرن السابع قبل الميلاد".
وبعبارة أخرى، بينما لعبت الحرب الأهلية والتوسع المفرط والهزيمة العسكرية دورا فى انهيار الإمبراطورية، فمن الممكن أن يكون الدافع الأساسى لحدوث ذلك، هو انحسار المحاصيل التى أدت إلى الانهيار الاقتصادى وتفاقم الاضطرابات السياسية والصراعات.
الفايكنج
ويعتقد أيضا أن مستوطني الفايكنج في جرينلاند في أقصى شمال المحيط الأطلسي تأثروا بتغير المناخ، حيث عاش 5 آلاف مستوطن في الجزيرة لنحو 500 عام، لكن حياتهم تغيرت بسبب تغير المناخ؛ فقد انخفضت درجات الحرارة في الجزيرة، مما قلل بشكل كبير إنتاج مارعهم وجعل تربية الماشية أكثر صعوبة.
ورغم محاولتهم تغيير عاداتهم الغذائية والتركيز على البحر كمصدر للغذاء، فإن الحياة في غرينلاند أصبحت صعبة للغاية؛ مما دفعهم في نهاية المطاف إلى مغادرة الجزيرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة