فى سنة 2017 ظهرت تجربة ملهمة فى شارع الألفى فى وسط القاهرة، تجربة مهمة ارتبطت بمبادرة "ضع كتابًا وخذ كتابًا"، وهذه المبادرة اعتمدت على وجود مكتبات مفتوحة فى الشارع، بها كتب وعلى المواطن المحب للقراءة أن يأخذ كتابا ويترك كتابا غيره، وهكذا.
وبالطبع لم يتقبل المواطن المصرى التجربة بسهولة وكانت النتيجة اختفاء الكتب ولم يتم وضع غيرها مما أصاب البعض بالإحباط، ومع الوقت توقفنا عن الحديث عن هذه المبادرة بما يعنى أنها للأسف انتهت.
لكنه بالنسبة إلىَّ لم تنته، ولم أزل معجبًا بها ومراهنًا على أنها مع الوقت سوف تنجح، لكنها تحتاج معالجة مختلفة بعض الشيء.
دعونا نتوقف عن فكرة أن تترك كتابًا كي تأخذ كتابًا،وأن تطلق مبادة اقرأ كتابا وأعده مكانه، أي يمكن للإنسان استعارة الكتاب ثم يعيده إلى مكانه، إن شاء أضاف كتبا وإن لم يشأ لم يكن ذلك فرضا عليه، ولو ظروفه حالت دون إرجاع الكتاب لا مشكلة أيضا، ومن أجل نجاح ذلك يجب أن تكون هناك مؤسسة ما تزود هذه المكتبات بالكتب بصورة دائمة، هذه المؤسسة يمكن أن تكون تابعة لوزارة الثقافة، ويمكن أن تكون تابعة للحي الذي تقع فيه المكتبة.
والسؤال: من أين تحصل هذه المؤسسة على الكتب؟ والإجابة تتلخص في إن كانت وزارة الثقافة هي المسئولة، فلديها في المخازن كتبًا كثيرة الأولى بها أن تكون في مكتبات الشوارع وأن يأخذها الناس ويقرأونها.
وإن كانت مؤسسات تابعة للحي، فتعتمد على تبرعات المثقفين وأصحاب المكتبات العامة والخاصة، وكثيرون منا لديهم كتب يريدون أن يتبرعوا بها، فلتذهب هذه الكتب إلى مكتبات الشوارع ليقرأها الناس.
لا نملك سوى السعي لانتشار القراءة، وأنا من المؤمنين بأن القراءة "حياة" ولا يمكن أن يتخلى الإنسان عنها، ولو فعل لعاد للخلف سنوات وسنوات حتى يتحجر ويصبح في أسفل سافلين، لذا وجب التحايل على القراءة بكل الصور الممكنة، والمساعدة في انتشارها بكل الصور الممكنة أيضا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة