صار الحزن يصاحب أفغانستان أينما ولت وجهها، فهي تخرج من كارثة سياسية إلى كارثة اجتماعية، ومن تدخل أجنبى إلى تخلف داخلي، ومن خوف إلى قلق، المستقبل غائم والصقيع يلف الجميع.
صارت أفغانستان بلاد يسكنها الحزن بعدما كانت تسكنها الأشجار ويعيش فيها قوم يحبون الحياة، الآن يعيش فيها قوم يخافون الموت، والفارق كبير بين الحالين.
تاريخ طويل مرت به هذه البلاد، لكن منذ سبعينيات القرن العشرين بدأ الحال يتغير ويتبدل ودخلت البلاد إلى غياهب التيه، في البداية جاء السوفيت الغزاة فقطعوا الأشجار واحتلوا المدن، فنتج جيش من المتعصبين والمتطرفين من أهل البلد أو من ذهبوا إليهم ليقودوا حرب عصابات ضد السوفيت، وانتهى الأمر بتكتلات وتحزبات راحت تريق الدماء بين الجماعة الواحدة، ثم جاء الأمريكان الغزاة فخربوا البلاد وأثاروا الفزع وقتلوا من قتلوا ثم خرجوا، وعاد المتطرفون من جديد، كل ذلك والشعب الأفغانى يعانى ويعاني.
أ
قول ذلك لأن اليونسكو أصدرت بيانا حزينا، يتعلق بالفتيات فى أفغانستان، بتعليم الفتيات، حيث قالت اليونسكو، عبر موقعها الرسمى "إنهنَ عالمات ومعلمات وسياسيات وصحفيات المستقبل، تعليم الفتيات يعود بالنفع على المجتمع بأسره، ولكنهن ممنوعات من الالتحاق بالتعليم الثانوى فى أفغانستان، ومستقبلهن على المحك"، وأكدت اليونسكو على أن التعليم حق للجميع، ولكن الفتيات والنساء فى أفغانستان حُرمن من التمتع بهذا الحق الأساسي، إذ لم يعد يُسمح لهن بارتياد المدرسة الثانوية أو الالتحاق بالتعليم العالي.
تقول اليونسكو، إن عدد الفتيات اللواتى يذهبن إلى المدارس الثانوية فى أفغانستان الآن "صفر"، بينما كن فى سنة 2021 نحو 1.1 مليون فتاة.
بالطبع لا أريد مقارنة بين الآن وزمن الاحتلال، فكله سيء، والشعب الأفغانى يستحق أفضل من ذلك، يستحق أن يعيش حياته الطبيعية، وأن يملك مستقبلا.
تحتاج أفغانستان إلى تدخل المنظمات الدولية، ففكرة أن تتحكم مجموعة ما فى مقدرات شعب وتعود به للخلف بهذه الطريقة، فإن ذلك يشعرنا بالحزن، ويجعلنا جميعا متورطين بصورة أو بأخرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة