خدمة وشوشة: "تعبت من خيانة زوجي المتكررة.. يريد فرصة أخرى وأنا مترددة"

السبت، 12 أغسطس 2023 09:30 م
خدمة وشوشة: "تعبت من خيانة زوجي المتكررة.. يريد فرصة أخرى وأنا مترددة" وشوشة ـ رسوم أحمد خلف
كتبت سارة درويش رسوم أحمد خلف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"أنا متزوجة منذ أكثر من 26 سنة وعندي 3 أولاد كبار، وأعاني من مشكلة تكرار خيانة زوجي، رغم أن العلاقة بيني وبين زوجي كانت جيدة جدًا والمشاكل بيننا كانت مشاكل عادية، رغم أن طباعه كانت صعبة ولكن بالقيل من التحمل والصبر كانت طباعه تلين. أعلم جيدًا أن شخصيته مسيطرة، وأعرف أنه لا ينفع مع التعامل بالتحدي والعند فكنت "أمشي أموري" لأحافظ على البيت. وكان الشكل العام للعلاقة أنه رئيس البيت يتحكم في كل شيء وأنا نائبه.
 
لم أعمل لأنه رفض أن أعمل خوفًا على البيت والأولاد، والعلاقة الخاصة بيننا جيدة جدًا بل على العكس كلما تقدم العمر تتحسن. ولكن المشكلة أنه تأثر بالأطراف الخارجية، فهو مثلا كان رجل متدين ومحترم لكن له صديق أو زميل له في العلاقات النسائية فيتأثر وتكررت حكاية الخيانة أكثر من مرة، وفي كل مرة أتعامل بحكمة وصبر، أحيانًا أتجاهل وأتصرف وكأني لا أعرف وأتحمل لأجل الأولاد وحين أواجهه يتكرر نفس السيناريو، من إنكار ثم اعتراف ثم تطييب خاطر، ثم إهانات وصوت عالِ وهكذا ينتهي الموضوع. 
 
نفسيتي تعبت من الخيانات المتكررة حتى اكتشفت فجأة أنه متزوج عرفيًا من زميلة له. وتفاصيل العلاقة مهينة وغير أخلاقية من ناحيته ومن ناحيتها. بعد ما عرفت امتنعت عن التعامل معه تماما واعتزلته، أقيم في البيت ولكن بدون أن يراني أو أراه. بعد  شهر تقريبا حاول يعتذر وقال إنه طلقها، وحاول إعادة العلاقة بينه وبينها وكرر نفس الوعود التي يرددها من أول خيانة. المشكلة إني لم يعد عندي ثقة نهائيًا، لم يعد بإمكاني تصديق كلامه مثل أول مرة. بالعكس أشعر أني أكرهه ولا أشعر بالأمان معه ولا يوجد أي ضمان أنه لن يكرر الخيانة مرة أخرى وقد تكون هذه المرة أسوأ. 
 
هو الآن يحاول استدرار عطفي، وأنا أحيانًا أرضى وأحيانًا أتعب. أشعر أني مستهلكة نفسيًا وهو لا يقدر ذلك يقول "أنا زهقت مش انا في الآخر رجعت لك؟ بحاول اعوضك عايزة إيه تاني". 
 
العلاقة بيننا أصبحت جافة وأنا أحاول فعلاً أن أتعامل كما كنت في الماضي، لكني أفشل. خاصة أن هذه المرأة التي خانني معها مؤخرًا تحاول استعادته وتطلب منه أنه يتزوجا مرة أخرى. أشعر بالتهديد والقلق دائمًا لأنها لا تزال معه في العمل، ويشعر بالذنب تجاهها! ويعتبر نفسه غدر بها.
أنا مشوشة ومضطربة، هل أطلب الطلاق وأستريح وأفقد الأمل في استعادته؟ لأنه لم يعد زوجًا محترمًا كالماضي وأي نزوة سيلهث ورائها ويبررها لنفسه، وأنا لم أعد قادرة على احتمال الصراعات والمزيد من الدمار النفسي. أم أحاول مرة أخرى أن أستعيد حياتي معه وأقدر أنه ترك هذه المرأة لأجلي ولأجل بيتي؟ 
 
*****
القارئة العزيزة، نقلنا استشارتك إلى الدكتورة إيمان عبدالله استشاري العلاقات الأسرية والنفسية، والتي قالت إنه طالما لازلتِ تسألين وتشعرين بالحيرة وداخلك صراع بين الانسحاب وبين الاستمرار في الزواج، فهذا يعني أن داخلك رغبة واستعداد لإصلاح العلاقة، وهو ما نشجعه بشدة لأننا ضد خراب البيوت. أحيانًا الطلاق يكون صحي وجيد ولكن حين يكون هناك أبناء في المنتصف نهتم بهم، والعلاقة الزوجية أيضًا واستمرارها يهمنا. وبما أن الزوج لا يزال يحاول أن يعود إلى بيته ويحاول إصلاح العلاقة نحاول أن نأخذ بيديه. 
 
كما أننا في العلاج النفسي نحاول أن نعمل على ما بين يدينا، وما بين يدينا الآن هو أن لدينا زوج وأبناء وبيت نحاول الحفاظ عليه. ونحن لا نعذره ولا نبرر له الخيانة، ولكن قد يهون عليكِ أن تتعاملي معه في هذه المشكلة باعتباره مريض بالخيانة. قد يكون تكرارها سببه عقدة في الصغر تدفعه للانتقام مثلاً في شكل الخيانة، أو أنه يشبه المدمن الذي يحتاج إلى رحلة تعافي طويلة.
 
خلال هذه الرحلة إذا شعرتِ بالحاجة إلى الحصول على دعم نفسي من متخصص عليكِ أن تفعلي ذلك، فهذا سيساعدك على أن تكوني بخير وأن تساعدينه أيضًا، تتجاوزي ألم الخيانة ولا يؤثر على ثقتك بنفسك ولا نفسيتك، وفي الوقت نفسه يساعدك على مد يد المساعدة إليه وانتشاله. 
 
ومن المهم في هذه المرحلة أن تعرفي أن المسافة بينكما لن تصلح أي شيء، لن يساعدكما أن تبتعدي عنه وكأنك تعاقبينه بحرمانه من وجودك وقربك، فهذا يفتح المجال لأن تتسع الفجوة بينكما ويتدخل بينكما آخرين، يجب أن تتحدثي معه بوضوح وصراحة. أخبريه أنك تمنحينه فرصة أخيرة ليثبت أنه يريد التمسك بهذا البيت وهذه الأسرة. وأنك في هذه الفرصة تتصرفين بناء على ما أرشدتك إليه طبيبة نفسية. ليعلم أن الأمر جدي وليس ككل مرة. افعلي ذلك دون تهديد ودون أن تذكريه كل مرة بماضيه السيء وأخطائه. لا تكوني صندوقه الأسود فيحاول ان يهرب منك إلى أخرى لا تعرف وجهه السيء. أخبريه أنك ستتعاملي وكأنك محوتِ كل الماضي وتبدأي بداية جديدة وتريدي منه أن يكسب ثقتك فيها. 
 
في المرحلة الأولى من المهم أن تتغافلي عن بعض الهفوات، لا تفتشي وراءه ولا تراقبيه ولا تسمعي مكالماته، لأن هذا يفسد العلاقة بينكما من جهة، ومن جهة أخرى يستهلكك للغاية. اكتبي له كل ما تريدينه منه لتستعيدي ثقتك فيه واحتياجاتك منه في علاقتك به. 
ساعديه بأنك تحتويه وتتفهميه كي لا يبحث عن الاستيعاب والاحتواء بعيدًا عن بيته، واعتبري الأمر بكل ما يحمله من ألم وجهد ومشقة كألم ولادة طبيعية جديدة، هي ولادة العلاقة بينكما من جديد.
 
وشوشة 11 أغسطس
وشوشة 11 أغسطس
فى إطار حرص "اليوم السابع" على التواصل المباشر مع القراء، وتقديم الخدمات المختلفة والمتنوعة، أطلقت "اليوم السابع" خدمة "وشوشة" لتلقى أى استفسارات أو مشاكل نفسية أو اجتماعية أو تربوية، على أن يتم عرض المشكلات على الخبراء والمختصين الموثوقين ونشر الردود عبر الموقع الإلكتروني والجريدة.

يمكنكم التواصل معنا من خلال رقم واتس آب 01284142493 أو البريد الإلكترونى Washwasha@youm7.com أو الرابط المباشر.   

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة