سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 10 يوليو 1971.. عبدالحليم حافظ يرفض إذاعة بيان انقلاب ضد الملك الحسن الثانى فى الإذاعة المغربية ويقرر مجابهة الخطر

الإثنين، 10 يوليو 2023 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 10 يوليو 1971.. عبدالحليم حافظ يرفض إذاعة بيان انقلاب ضد الملك الحسن الثانى فى الإذاعة المغربية ويقرر مجابهة الخطر عبد الحليم حافظ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان الوقت صباح 10 يوليو، مثل هذا اليوم، 1971 حين توجه الفنان عبدالحليم حافظ إلى دار الإذاعة والتليفزيون بالمملكة المغربية ومعه شحاتة ابن خالته، والدكتور هشام عيسى الطبيب الخاص لعبدالحليم، وذلك لتسجيل أغنية جديدة هدية للملك، تأليف محمد حمزة، وتلحين بليغ حمدى، مطلعها: «أقبل الحسن علينا/ ومن الحسن ارتوينا»، غير أن مفاجأة هائلة وقعت حسبما يذكر هشام عيسى فى كتابه «حليم وأنا»، والذى يكشف فيه كشاهد أسرار قصة هذا اليوم العصيب فى حياة الملك الحسن وعبدالحليم.  
 
يذكر «عيسى» أن الملك الحسن كان يحتفل بعيد ميلاده الثالث والأربعين، ودعا كوكبة من الفنانين المصريين وبعض الفنانين العرب، كان هناك، محمد عبدالوهاب، فريد الأطرش، وديع الصافى، محمد قنديل، محمد رشدى، محمد العزبى، شادية، هدى سلطان، عفاف راضى، محمد الموجى، بليغ حمدى، منير مراد، الشاعر محمد حمزة، الممثل صلاح ذوالفقار، الكاتب الصحفى محمود عوض، بالإضافة إلى الفرقة الماسية بأكملها بقيادة أحمد فؤاد حسن.
 
يتذكر «عيسى» أن الوقت طال بعبدالحليم فى تسجيل أغنيته، ولما حلت الساعة الثانية بدا أنه سيحتاج لساعات أخرى للمونتاج، يضيف: «حانت ساعة الغذاء وأدوية ما بعد الظهيرة فقررنا أن أذهب مع شحاتة إلى الفندق، ونعود بعد أن يعد له شحاتة غذاءه، وأحضر أنا الأدوية اللازمة، ولم أستغرق وقتًا كثيرًا فى إعداد الدواء، وجلست أنتظر شحاتة فى بهو الفندق الذى يرقد بعيدًا عن الرباط بضعة كيلو مترات، وفجأة تعالى الضجيج فى الخارج، وارتفع الهرج والمرج، حين تدافع إلى بهو فندق الهيلتون عشرات من ضيوف الملك الذين يقيمون معنا، وبعضهم تسيل الدماء منه، والبعض الآخر أشعث الشعر يغطيه التراب، والجميع فى حالة يرثى لها، قمنا نتساءل ما الذى حدث، وكانت الإجابة: حدث انقلاب، لقد مات الملك».
 
يضيف «عيسى» أنه استمع إلى الراديو يذيع بيانًا مقتضبًا، يقول: إن الملك الحسن قتل وجيش الشعب استولى على السلطة، ويذكر أنه لمح فى الفندق سفير مصر بالمغرب حسن فهمى عبدالمجيد، فتوجه إليه وسأله عما جرى، فأجاب أنه كان موجودًا أثناء الهجوم على قصر الملك بالصخيرات، وشاهد مجموعة جنود يقتحمون القصر ويطلقون نيرانهم صوب الحاضرين، وتمكن هو من الهرب لكنه لا يعرف مصير الملك.
 
يذكر «عيسى» أن المتمردين استطاعوا الاستيلاء على الإذاعة فى الفترة التى خرج منها مع شحاتة، وانشغل بعبدالحليم الموجود هناك، فشرح الموقف للسفير طالبًا معونته، فعرض علىّ أن أستقل سيارته إلى هناك برفقة رجل من السفارة حضر إلى الفندق لمقابلته، وقدمه السفير قائلًا: هذا رجل المهام الخاصة ويمكنك الاعتماد عليه.
 
وصل «عيسى» ومن معه بالسيارة عند مدخل شارع الإذاعة، يتذكر: «كانت هناك مجموعة تسد المدخل وتمنع المرور، وكان لا بد من التحايل عليهم، فتقدم مندوب السفارة إلى قائدهم قائلًا: نحن نحترم ثورتكم، فنحن أيضًا ثوار مثلكم، ونستأذن أن يصحبنا أحدكم داخل الإذاعة، حيث يحتجز أكبر مطرب مصرى وعربى ينتظر كل المصريين والعرب أن يعود إليهم سالمًا»، يكشف «عيسى»: «ما كاد مندوب السفارة ينتهى من كلامه حتى دفعه الضابط فى صدره قائلًا: أى ثوار تعنى نحن جنود سيدنا، وإن لم تنصرفوا فورًا سوف نطيح بكم كما نفعل مع هؤلاء الخونة».
 
يؤكد «عيسى» أن رد الضابط أوضح الصورة لهم بأن الانقلاب لم ينجح بعد، فانصرفوا حتى لا تساء العواقب، ويكشف: «علمت أن هذا الموقف أمام الإذاعة نقل إلى سلطات أعلى وكان سببًا فى أزمة مؤقتة وقد صدرت فيما بعد تصريحات مسؤولة تلمح إلى ضلوع مصرى فى الانقلاب».
 
عاد «عيسى» إلى الفندق، وبقى عبدالحليم فى الإذاعة، فماذا حدث له؟، يجيب عيسى: «اقتحم جنود الانقلاب الإذاعة وسيطروا عليها بالفعل بعد أن قتلوا أفراد الحراسة ثم دخلوا إلى الاستوديو، حيث كان «حليم» يسجل الأغنية ومعه ملحن مغربى ضرير اسمه عبدالسلام عارف، وتقدم أحد العسكريين إلى حليم ومعه ورقة فيها بيان الانقلاب، وقال لحليم: الحسن قتل وعليك أن تقوم بإلقاء هذا البيان على الأمة المغربية».
 
يكشف «عيسى» ما قاله له عبدالحليم عن هذه اللحظات، مؤكدًا أنه واجه أصعب اختبار فى حياته، وبدأ ذهنه يعمل ورفض أن يذيع البيان وفضل مجابهة الخطر، وكرر الضابط طلبه لكن حليم رفض بشدة قائلًا: أنا فنان لا أعمل بالسياسة وأكره أن أنخرط فيها، ولم تجد التهديدات، فتحولوا إلى الملحن الأعمى الذى حفظ البيان تحت التهديد وسجله وظل يذاع بصورة متكررة، وبقى «حليم» سجينًا فى غرفة الاستوديو حتى المساء حين اقتحم الإذاعة مجموعة من جنود الملك، وحملوه إلى غرفة آمنة حتى أعادوه إلى الفندق فى عربة مصفحة».      









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة