على الرغم من أنه عمل في هيئة الإذاعة البريطانية لمدة عامين ونصف، وكان يتحدث غالبًا على الهواء إلا أنه لم يتم العثور على أي تسجيل صوتى للكاتب البريطانى الشهير جورج أورويل، بينما وصفه العديد من الأصدقاء وكتاب المذكرات بأنه كان يكافح من أجل جعل نفسه مسموعًا "لا سيما بعد أن اخترقت رصاصة قناص حلقه في إسبانيا" ، لكن رواياتهم تختلف: هل كان صوته عالي النبرة أم أجشًا يستقر دي جي تايلور على تسميته بالصوت المسدود فى كتابه الصادر حديثا تحت عنوان "أورويل"
كان أورويل أحد أعظم الأصوات في القرن العشرين، لكن صوت الروايات الأولى لم يكن صوت مزرعة الحيوانات أو ألف وتسعمائة وأربعة وثمانين، وصوت المراسل بين عمال المناجم في جريميثورب، ليس صوت كاتب العمود في تريبيون، كما يقول تايلور الذى يضيف: "يظل أورويل نقطة مرجعية لا غنى عنها اليوم ، سواء كان الموضوع هو الدوائر التلفزيونية المغلقة أو بطاقات الهوية أو ثقافة الإلغاء أو أوكرانيا".
لكن في ظل مناخ أخلاقي متغير لم يعد سانتلي جورج وأصبح شخصية أكثر قتامة إذ كانت حياته وفقا لكتاب تايلور مليئة بالخداع ومعاداة السامية أيضًا "مع تجارة الرقيق في خلفية عائلته"، وعلى الرغم من ميوله اليساريه كان فكره الأول يتعلق بإنجاب ابن "ريتشارد، من خلال التبني" كان يتعلق بإحباطه من أجل إيتون كما صوره أحد الأصدقاء على أنه سادي عنيف والآن ، بعد 120 عامًا من ولادته ، كيف يمكننا فهم تناقضات أورويل؟
هذا الكتاب هو المحاولة الثانية لدي جي تايلور في سيرة ذاتية ويتألف من ثمانية فصول لكاتب قرأ أورويل لأول مرة في سن 13 وواكب كل ما كتب عنه منذ ذلك الحين: "إنه يسعدني ... كاتب لا يقترب منه أي عملاق آخر في القرن العشرين".
مفتاح قراءته لأورويل هو ما حدث له في إسبانيا فعلى الرغم من أنه تزوج من إيلين قبل ستة أشهر فقط فقد كان مصممًا على القتال من أجل القضية الجمهورية فى أسبانيا وعند عودته من بلاد الأسبان أصبح أكثر انخراطًا في السياسة حيث قال: "أخيرًا أنا أؤمن حقًا بالاشتراكية ، وهو ما لم أفعله من قبل".
يركز الكاتب على الرصاصة التى تلقاها جورج أورويل فى أسبانيا والتي أدت إلى جانب حرب الخنادق الكاتالونية الرطبة إلى تدمير صحته الضعيفة بالفعل حيث كان يعاني من نوبات التهاب رئوي فى الأساس وبعد إسبانيا صار هزيلاً مهيأ للموت غير أنه صمد لمدة 12 عامًا أخرى.
كان العمل دائمًا ملجأ له في أوقات الأزمات: في الأشهر العشرين الأولى من الحرب العالمية الثانية أنتج حوالي 200 مراجعة لكتاب ومسرح وفيلم بعيدًا عن المقالات الأطول؛ وفي السنة التي أعقبت الموت المفاجئ لإيلين "أثناء إحدى العمليات" قدم 130 مقالا.
استغرقته الروايات وقتًا أطول لكن إصراره على كتابة النسخ النهائية بنفسه بينما كان مريضًا بشكل خطير في السرير في جورا سارع به إلى انهياره النهائي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة