مؤكد أن العلاقات المصرية العراقية ممتدة الجذور تاريخيا، وهناك روابط وأواصر من المحبة والتعاون بين البلدين، وتأتى زيارة رئيس الوزراء العراقي للقاهرة على رأس وفد حكومي رفيع يضم 12 وزيرا من مختلف القطاعات فى وقت مهم للغاية، خاصة أن هناك إصرارا على التعاون المثمر وهو ما كشفه جدول الأعمال المكثف الذى يستهدف توطيد العلاقات المصرية العراقية، وزيادة التبادل التجارى بين البلدين، وتعزيز التعاون الأمنى، والتكامل الاقتصادى.
والمتتبع للزيارة وما تم من فعاليات ولقاءات يجد نجاحات كبيرة وتحقيق عدة مكاسب للبلدين، وأول هذه النجاحات، هى اجتماعات ناجحة بامتياز للدورة الثانية للجنة العليا المصرية-العراقية المشتركة، وكذلك إنجاز أكثر من 10 اتفاقيات بين القاهرة وبغداد فى مجالات الإسكان والإعمار والعمل والرياضة والشؤون الاجتماعية.
ومن أهم المكاسب لهذه الزيارة، أنه تم دعوة الشركات المصرية للمشاركة في حملة إعادة إعمار العراق. خاصة أن العراق مقبل على حركة إعمار كبيرة، وكذلك دعوة شيخ الأزهر لزيارة العراق ، وهذه الدعوة فى - اعتقادنا- لها دلالات مهمة فى مواجهة الفكر المتطرف فى العراق ودور الأزهر فى نشر الفكر المعتدل.
نهاية.. مصر والعراق من ركائز الاستقرار في المنطقة العربية، وهناك آفاق واعدة ننتظرها فى مستقبل العلاقات المصرية العراقية من تقارب وتفاهم بين البلدين الكبيربن، خاصة أن العرب فى طريقهم إلى تحقيق التكامل العربى المنشود فى ظل تشكيل نظام عالمى جديد يقوم على تعدد الأقطاب، واتباعهم لسياسة تغليب المصالح الخاصة والقومية فى التعامل مع القوى العظمى، لذا فإن ما يحدث بين مصر والعراق أمر مقدر وسيعود بالخير للشعبين، ويفتح آفاق التعاون والتكامل العربى العربى فى ظل الحاجة الملحة إلى هذا التكامل بعد ما وصلت إليه منطقتنا العربية من تعدد بؤر النزاعات والصراعات، ومعاناتها من تعدد الأزمات السياسية والاقتصادية جراء ما يحدث من تعقيدات واضطرابات، وتدخل القوى العظمى والفاعلة فى شؤون الدول الداخلية.. حفظ الله مصرنا الغالية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة