أستمع وأنا أكتب هذه السطور مونولوج "كلنا عايزين سعادة.. بس إيه هي السعادة.. ولا إيه معنى السعادة.. قول لى يا صاحب السعادة" للفنان الكوميدى الراحل إسماعيل ياسين، والحقيقة هنا أن ليس "سمعة" وحده الذى يبحث عن معنى السعادة أو يهدف للوصول للشعور بها، بل كلنا جميعاً نسعى لهذه الغاية، ولكن بعضنا يشعر بالانتصار والوصول إليها، والبعض الآخر قد يصل به قطار العمر لمحطته النهائية دون أن يصل لمعنى السعادة.
والحقيقة التي قد يجهلها البعض أن السعادة معناها يختلف من شخص لآخر، فقد يجد البعض سعادته في احتساء كوب شاى ساخن، يغمره بعض أوراق النعناع، عند الجلوس على مقعد في شرفة المنزل، مع الاستماع لأغنية من أغانى أم كلثوم، وقد يجد البعض سعادته في السير على ضفاف النيل بصحبة أحد الأصدقاء أو الأحباب، وقد يرى البعض الآخر سعادته في الحصول على هدية أو رسالة من الحبيب، أو الحصول على منصب طال انتظاره له.
وعندما ينجح أحدهم في الشعور بالسعادة يسعى لتحقيق المزيد من السعادة في حياته، لشعر بالرضا عن نفسه وحياته، ولكن البعض الآخر يضع هدف واحد فقط في حياته بالنسبة له هو المعنى المرادف للسعادة وبدونه يعيش في شقاء وتعب لا ينتهى، وقد يسعى طوال حياته لتحقيقه ليفشل في نهاية المطاف ويدرك بأنه كان يجرى وراء سراب أو شيء ليس له .
والحقيقة أفكر معك عزيزى القارئ خلال هذه السطور في المعنى الحقيقى للسعادة، فأنا أجد سعادتى فى الجلوس أمام النيل أو البحر أو مشاهدة النجوم وهى تتلألأ في السماء وتحتضن القمر، أو تناول وجبة شاورما عربى "سبايسى "، أو احتساء كوب من الشيكولاتة الممزوجة بالكريمة المثلجة والسير بشوارع وسط البلد، ولكن أعتقد أن هذه الأشياء كلها ليست هي التي تشعرنى أو تشعرك بالسعادة، بل أعتقد بأن الرضا بكل مالدينا هو السعادة، وحتى عندما نتكبد أي خسارة في حياتنا، يجب أن نؤمن من قلوبنا إنها ليست نهاية الدنيا وأن بإيدينا تحقيق المزيد والمزيد من النجاحات التي تشعرنا بالسعادة بجانب احتفاظنا بأشياءنا البسيطة المبهجة التي تدفعنا لمواجهة أي صعاب وتجعلنا سعداء حتى فى أوقات أحزاننا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة